الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة
#OscarsSoMale.. الأوسكار يغفل المخرجات

كيوبوست- مدى شلبك
انطلق حفل توزيع جوائز الأوسكار الأول عام 1929م، ولم تحظَ النساء فيه بأية جائزة باستثناء جائزة أفضل ممثلة؛ وهي جائزة موجهة تلقائياً إلى النساء، وكانت من نصيب الممثلة الأمريكية جانيت جينور، عن أدوارها في “th7 Heaven” و”Street Angel” و”Sunrise”.
وظلت النساء، منذ أول حفل، غير ممثلات بشكل جيد في جوائز الأوسكار؛ بما في ذلك جائزة أفضل مخرج، حتى حصلت عليها المخرجة الأمريكية كاثرين بيجيلو يوم 7 مارس 2010م، عن فيلمها “The Hurt Locker” الصادر عام 2008م، وكانت بذلك أول امرأة تفوز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج؛ أي بعد 79 عاماً من الانطلاقة الأولى للحفل!
8 مرشحات خلال 94 عاماً!
دخلت المرأة غمار الإخراج السينمائي عام 1896م، عندما أخرجت الفرنسية أليس جاي بلاشيه، فيلمها “La Fée aux Choux”، وكان الوصول إلى الأوسكار أحد التحديات التي واجهتها النساء العاملات في صناعة الأفلام؛ فعلى مدار تسليم جوائز الأوسكار، تم ترشيح ثماني نساء للجائزة، ثلاث منهن فزن؛ أولهن كانت كاثرين بيجيلو عام 2010م، في الوقت الذي رُشِّح فيه المخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو، وحده، للجائزة ثماني مرات وفاز بها مرتَين!

وبدأ مشوار المخرجات في الأوسكار منذ عام 1977م، عندما رُشِّحت لينا ويرتمولر عن فيلمها “Seven Beauties”، لجائزة أفضل مخرج، واستغرق الأمر 17 عاماً لترشيح مخرجة أخرى للجائزة؛ وهي المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، التي أُدرجت ضمن قائمة المرشحين لعام 1994م، عن فيلمها “The Piano”، بينما كانت صوفيا كوبولا ثالث امرأة تُرشح لهذه الفئة عام 2004م عن فيلمها “Lost In Translation”.
اقرأ أيضاً: في يومهن العالمي.. لم تنفصل مطالب النساء عن قيم السلام والعدالة والمساواة
وبعد فوز بيجيلو عام 2010م، لم يشهد الأوسكار ترشيح امرأة لفئة أفضل مخرج حتى عام 2018م، عندما رشحت غريتا جيرويغ للجائزة عن فيلمها “lady bird”، في حين شهد عام 2021م سابقة؛ فقد رُشِّحت مخرجتان عن فئة أفضل مخرج، هما: إيميرالد فينيل عن فيلم “Promising Young Woman”، وكلوي تشاو عن فيلم “Nomadland”؛ والتي فازت بالجائزة، وكانت بذلك ثاني مخرجة وأول امرأة من عرق ملون تفوز بالجائزة.

كما شهدت السنة التالية سابقة أخرى، إذ فازت مخرجة ثالثة بجائزة أفضل مخرج، وهي المخرجة النيوزيلندية جين كامبيون، عن فيلمها “Power of the Dog”، والتي لم تكن ثالث امرأة تفوز بجائزة أفضل مخرج فقط؛ لكنها أيضاً المخرجة الوحيدة التي رشحت للجائزة مرتَين.

تتعرض النساء إلى التهميش في قطاع صناعة الأفلام، وفي هوليود بشكل خاص؛ فقد أظهر تقرير صدر عن “USC Annenberg“، أنه من بين 111 مخرجاً تم تكليفهم بإخراج 100 فيلم في العام الماضي، استحوذت النساء على ما نسبته 9٪ فقط، وهي نسبة أقل من عام 2021م الذي أوكل للنساء فيه إخراج ما نسبته 12.7٪ من الأفلام المقررة. بينما شكلت النساء ذوات البشرة الملونة 2.7٪ من مخرجي 100 فيلم العام الماضي.
ومع أن ترشيحات عام 2022م أبرقت بالأمل، إلا أن تراجعاً شهده العام الحالي، فلم ترشح أية امرأة عن فئة أفضل مخرج في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2023م، وتم استبعاد مخرجات مثل سارة بولي عن فيلمها “Women Talking”، وجينا برينس مخرجة فيلم “The Woman King”، وماريا شريدر التي أخرجت فيلم “She Said”، وشارلوت ويلز عن فيلم “Aftersun” من فئة أفضل مخرج؛ ما أدى إلى إعادة تداول وسم “#OscarsSoMale” على وسائل التواصل الاجتماعي نهاية يناير الماضي، نتيجة الغضب والتحيُّز الجنسي، والذي تم تفعيله لأول مرة عام 2018م.

واللافت أن أفلاماً عديدة من إخراج نساء ترشحت لجائزة أفضل فيلم وأفضل صورة؛ لكن نادراً ما تم ترشيح مخرجة الفيلم نفسها لجائزة أفضل مخرج. على سبيل المثال هذا العام ترشح فيلم “Women Talking” لسارة بولي؛ لجائزة أفضل صورة، لكن بولي لم ترشح عن فئة أفضل مخرج، وفي عام 1987م تم ترشيح فيلم “Children of a Lesser God” للمخرجة راندا هينز، لخمس جوائز؛ بما في ذلك أفضل فيلم، في حين لم ترشح هينز لأفضل مخرج.. وكثيرات غيرهن.
اقرأ أيضاً: Pieces of a Woman.. عن تراجيديا الفقد
وتعليقاً على إغفال مخرجات الأفلام للعام الحالي عن فئة أفضل مخرج، قالت منظمة “Women In Film” في لوس أنجلوس، في بيان لها: “مرة أخرى، أظهر الناخبون في الأكاديمية أنهم لا يقدرون أصوات النساء؛ مما أدى إلى استبعادنا من ترشيحات أفضل مخرج”، وأضاف البيان: “جائزة الأوسكار هي أكثر من مجرد تمثال ذهبي، إنها مسرِّع مهني يمكن أن يؤدي إلى استمرار العمل وزيادة المكافآت”؛ إذ تعتبر جائزة كالأوسكار بمثابة ضمان في صناعة تعطي الأولوية للرهانات الرابحة، لذلك فإن ترشيحات وجوائز الأوسكار تضمن لصاحبها الحصول على فرصة أكبر لتمويل أعماله.
ويفسِّر المعترضون على تجاهل النساء من قِبل المسؤولين عن الترشيح لجوائز الأوسكار، أن القائمين على الأوسكار معظمهم رجال؛ إذ تتكوَّن فئة أفضل مخرج في الأكاديمية من 75.6٪ من المرشحين الذكور، بينما يتكون جسم الأكاديمية بأكمله من 66.5٪ من الأعضاء الذكور، وفقاً لصحيفة “هوليوود ريبورتر”، التي استشهدت بأحدث أرقام العضوية في الأكاديمية. فكيف لمؤسسة تقوم بدرجة كبيرة على رجال أن تنحاز لنساء؟! وهذا ما عبَّرت عنه المخرجة ألما هرئيل، قائلةً: “لن أعيش حياتي كمخرجة أفلام تخضع لمجموعة من الناخبين الذين لا يروننا…”.