الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

HRW تطالب بالتحقيق في وفاة آلاف العمال بقطر

كيوبوست

قالت “هيومن رايتس ووتش”: “إن على قطر أن تحقِّق بدقة وفورًا في الأسباب الكامنة لوفاة العمال الوافدين، وأن تعلن نتائج تحقيقاتها في ضوء البحوث الطبية التي خلُصت إلى أن ضربة الشمس هي السبب المرَجَّح للوفيات المتصلة بمضاعفات في القلب والأوعية الدموية لدى هؤلاء العمال في قطر”.

وتوصل بحث نُشِر في دورية “كارديولوجي جورنال”، إلى وجود صلة وثيقة بين وفاة أكثر من 1300 عامل نيبالي بين 2009- 2017 في قطر، والتعرض للحرارة؛ حيث توصل الباحثون إلى أن وفاة العمال الشباب جاءت جراء مضاعفات تصيب القلب والأوعية الدموية، في أشهر الصيف. كما صدر في أكتوبر أول تحليل أجرته “الغارديان” لبيانات حالة الطقس الرسمية لفترة 9 أشهر، شدد بدوره على أن العمال الذين يعملون في الأوقات المحظور العمل بها في الصيف بقطر، لا يزالون عرضة بانتظام إلى مستويات من الإجهاد الحراري قد تكون قاتلة.

اقرأ أيضًا: ملاعب كأس العالم في قطر تُشيد فوق جماجم البشر

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”: “لم تحقق السلطات القطرية في الوفيات المفاجئة وغير المتوقعة لعمال وافدين في قطر، هم غالبًا شباب وأصحاء، في لا مبالاة ظاهرة بأرواح العمال. لا يمكن لقطر الادعاء أنها تصون حقوق العمال الوافدين ما دامت تتجاهل الدعوات الملحة والمتكررة لإجراء إصلاحات كفيلة بإنقاذ الحياة لحماية العمال من الحرارة”.

ووَفقًا لتحقيق آخر نُشر في “الغارديان” في 7 أكتوبر، واعتمد على بيانات من مصادر نيبالية وهندية رسمية؛ فإن الوفاة في 676 حالة من بين 1025 حالة على الأقل لوفيات عمال نيباليين في قطر بين 2012- 2017، و1345 حالة من 1678 حالة لعمال هنود في قطر بين 2012- أغسطس 2018، كانت تُعزى إلى “أسباب طبيعية”، باستخدام بيانات صادرة في قطر. وكانت الأسباب المذكورة تتراوح بين السكتة القلبية والنوبة القلبية وفشل الجهاز التنفسي و”الإعياء”؛ وهي مصطلحات تخفي الأسباب الكامنة للوفيات وتجعل من المستحيل تحديد ما إذا كانت متصلة بظروف العمل أم لا. وعندما تُعزَى هذه الوفيات إلى “أسباب طبيعية” وتُصنَّف بأنها غير متصلة بالعمل، يحرم قانون العمل القطري الأُسر من التعويضات.

في 2017، أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا أبرز عدم ملاءمة استراتيجية قطر لتخفيف مخاطر الحرارة بتقليص العمل في الحرارة، بحسب وقت وتاريخ محددَين، في التصدي للمخاطر الحقيقية المتصلة بالحرارة والتي تهدد العاملين في الهواء الطلق؛ بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في قطر خارج هذه الساعات والأوقات من السنة. كما توصَّل التقرير إلى أن تقاعس السلطات القطرية عن إجراء التشريح أو فحوصات ما بعد الوفاة على العمال الوافدين المتوفين عندما يكون سبب الوفاة غير واضح، يعد مشكلة خطيرة.

وقالت “هيومن رايتس ووتش”: “على السلطات القطرية أن تستبدل فورًا بحظر العمل في ساعات الظهيرة صيفًا، مطلبًا مُلزِمًا قانونًا يستند إلى ظروف الطقس الفعلية بما يتسق مع معايير الممارسات الدولية الفضلى. ينبغي أن يشمل هذا تحديد نسب الراحة مقابل العمل بما هو متناسب مع خطر التعرض للحرارة والرطوبة، وإتاحة الظل للعمال، وتوفير مياه الشرب بوفرة، وحظر العمل تمامًا في جميع الأوقات التي بها مخاطر حرارة غير مقبولة. على السلطات أن تنسق مع اختصاصيين في الإجهاد الحراري لصياغة هذا التشريع، والذي ينبغي أن يشمل عقوبات فعالة في حال عدم الالتزام”.

اقرأ أيضًا: بحث لمنظمة العفو الدولية ينتقد بشدة أوضاع العمال الأجانب في قطر

وأضافت “هيومن رايتس ووتش: “كما ينبغي على السلطات إصدار بيانات عن وفيات العمال الوافدين خلال السنوات الست الأخيرة، مقسمة حسب السن والجندر والمهنة وسبب الوفاة، وأن تعدل القوانين المتصلة بالتشريح؛ بحيث تُفرَض فحوصات طبية ويُسمَح بتحقيقات الطب الشرعي في جميع الوفيات المفاجئة أو غير المبررة، وإصدار تشريع يفرض أن تشمل جميع شهادات الوفاة على إشارة إلى سبب الوفاة الدقيق طبيًّا”.

وتابعت “هيومن رايتس ووتش”: “إن على الهند ونيبال وبنغلاديش والدول الأخرى المرسلة للعمال أن تشدد على أن تجري قطر تحقيقات في وفيات العمال، وأن تتيح البيانات الكاملة الخاصة بالوفيات علنًا، وأن تنفذ إصلاحات لحماية العمال من الحرارة”.

وقالت ويتسن: “ليس لدى قطر أعذار مقبولة للتقاعس في ملف مهم؛ مثل فهم أسباب وفاة العمال الوافدين، بدلًا من تجاهل ما يحدث”.

المصدر: موقع “هيومن رايتس ووتش”

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة