الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجياثقافة ومعرفةشؤون دولية
“ChatGPT” روبوت المحادثة الذي يغير المشهد التكنولوجي.. من وما وراءه؟
يستخدم إصدار "GPT3" أكثر من 175 مليار معلومة إحصائية، ويتم تدريبه على ثلثي محتوى الإنترنت بما في ذلك "ويكيبيديا" ومجموعة هائلة من الكتب..

كيوبوست- ترجمات
تشارك نيكولاس لانوم، وكاميرون كاوثورن، وجو شوفستال في كتابة مقال في “فوكس بزنس” حول تطبيق “ChatGPT” الذي أنتجته شركة “OpenAI”، حيث يقول خبراء التكنولوجيا إن “OpenAI” غيرت بالفعل أولويات المستثمرين في هذا القطاع، منذ تقديم أداة الذكاء الاصطناعي “ChatGPT”.
أظهر “ChatGPT” مدى قوة وإمكانات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا. وقد اعترف سام أولتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، أنه كان خائفاً بعض الشيء من هذه التكنولوجيا الجديدة التي تطورها شركته، وقال إنه يتوقع أن تقضي هذه التكنولوجيا على الكثير من الوظائف الحالية.
ولكنه قال أيضاً إنها ستحقق فائدة هائلة للبشرية. فمن هو سام أولتمان، وماذا تخفي هذه التكنولوجيا الجديدة وراءها؟
“شات جي بي تي”؛ هو عبارة عن روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي، وتتمثل وظيفته الأساسية في محاكاة الإنسان في المحادثة. ومنذ إطلاقه قبل وقتٍ قصير، استخدم الملايين من البشر حول العالم هذه التكنولوجيا لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، وتصحيح أخطاء برامج الكمبيوتر، والإجابة عن أسئلة الواجبات المنزلية، وكتابة القصص، وكلمات الأغاني، والكثير غير ذلك.
تمكن سام أولتمان في السنوات الأخيرة من إبرام العديد من الصفقات التجارية بفضل الإمكانات التكنولوجية الكبيرة لشركته، وفي يناير الماضي، وسعت شركة مايكروسوفت شراكتها مع شركة أولتمان برفع قيمة استثماراتها فيها من مليار دولار إلى 11 ملياراً، وتخطط مايكروسوفت لدمج التقنية الجديدة في عدد من البرامج الواسعة الانتشار التي تنتجها مثل “مايكروسوفت باور بوينت وإكسل وتيمز”.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يقرأ الأفكار من خلال مسح الدماغ
ويخشى بعض العاملين في الشركة من أن زيادة تدفق الأموال قد بدأ يحول اهتمام الشركة من المجال الإنساني إلى جني الأرباح. بينما يرى مايك كابس، رئيس مؤسسة “دايفبلين” المتخصصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أن الشركة ما كانت لتحقق هذا النجاح بدون ارتباطها مع مايكروسوفت.
ولكنه عبَّر أيضاً عن خيبة أمله من بعض القرارات التي اتخذتها الشركة. وقال: “أشعر وكأنهم باعوا أرواحهم من أجل تسريع عملهم، وقد نجحوا في ذلك”. وأضاف: “لقد أقسموا على أنهم سيتخلون عن كل شيء، ويجلعون هذه التقنية مصدراً مفتوحاً، ولكنهم يتراجعون. إنه أمر محبط للغاية”.
وصرح الدكتور كريس ماتمان، رئيس مختبر الدفع النفاث في وكالة ناسا بأن مسار “OpenAI” يعكس بشكلٍ مباشر مسار تطور شركة أباشي البرمجية التي بدأت كمؤسسةٍ غير ربحية لدعم مشروعات البرمجيات المفتوحة المصدر، ولكنها سرعان ما تخلت عن نواياها الطيبة لتحقيق مصالحها التجارية.
ويقارن كابس بين حجم الاهتمام الذي حازت عليه تقنية “ChatGPT” والعديد من التقنيات التي ظهرت في العقدين الماضيين. ويشير إلى أن عدد مستخدمي هذه التقنية الجديدة بعد إطلاقها في نوفمبر 2022 تجاوز مليون مستخدم في خلال خمسة أيام فقط، بينما استغرق ذلك 41 شهراً بالنسبة لشركة نيتفلكس، وعشرة أشهر لمنصة فيسبوك، وثلاثة أشهر لمنصة انستغرام.

تمتلك “ChatGPT” القدرة على تغيير وجه الأعمال التجارية في المستقبل، إذ يمكن للشركات أن تستفيد منها في قراءة وتحليل المستندات القانونية بتكلفة وزمن أقل بكثير.
وعلى عكس النماذج المصممة خصيصاً للاستخدام في مجال معين، فإن “ChatGP” تفتقر إلى المعرفة المتخصصة، ولكنها قادرة على تقديم ردود مفصلة حول مجموعة واسعة جداً من الموضوعات حتى وإن كانت مخرجاتها يشوبها أحياناً عدم الدقة أو السطحية.
ويمكن لأداة الذكاء الاصطناعي هذه أن تكتب برنامجاً أو تقوم بإصلاح أخطاء في برنامج ما للمساعدة في إنشاء التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وكتابة المقالات وتقديم إجابات سريعة للباحثين عن المعلومات، ووضع استراتيجيات التسويق، وتقديم أفكار لتعزيز التفكير الإبداعي. ولكن كابس يحذر من الاعتماد عليها في القضايا التي تؤثر على صحة البشر وحياتهم.
يستخدم إصدار “GPT3” أكثر من 175 مليار معلومة إحصائية، ويتم تدريبه على ثلثي محتوى الإنترنت بما في ذلك “ويكيبيديا” ومجموعة هائلة من الكتب. أما الإصدار الأخير “GPT4” الذي تم الكشف عنه هذا الشهر، فتقول الشركة إنه قادر على تقديم المزيد من المعلومات وفهم الصور والرد عليها ومعالجة كلمات أكثر بثماني مرات من سابقه، وإنه قادر على عدم الاستجابة للطلبات الضارة.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي ومعنى الحياة.. تحذير من عصر ما بعد الإنسانية
يرى النقاد أن “ChatGPT” لديه انحياز نحو الليبرالية، وهو عيب أقر أولتمان به. وقال إن الشركة تعمل على معالجته. وأضاف أن شركته تعمل على تعديل الإعدادات الافتراضية للنظام ليكون أكثر حيادية وليتصرف بطريقة تعكس تفضيلات المستخدمين الشخصية ضمن حدود واسعة.
وأضاف: “نحن نتحدث إلى العديد من خبراء السياسة والسلامة، ونجري عمليات تدقيق للنظام لمعالجة هذه المشكلات، وتوفير ما نعتقد أنه جيد وآمن. لا يمكن أن نحصل على شيء مثالي من المرة الأولى، ولكن من المهم تعلم الدروس والعثور على الثغرات عندما تكون المخاطر متدنية نسبياً”.
ويخضع أولتمان إلى الكثير من التدقيق بسبب ميوله ومساهماته السياسية. ومن المعروف أنه تبرع للديمقراطيين بأكثر من مليون دولار خلال السنوات الماضية.

ويعرف عن أولتمان أيضاً ارتباطه بعددٍ من الشخصيات البارزة في المشهد التكنولوجي، مثل إيلون ماسك، وبيتر تايل، وريد هوفمان، الذين قدموا له مساهماتٍ مالية ضخمة لتأسيس شركة “OpenAI” في عام 2015.
وفي ذلك الوقت، كانت الشركة عبارة عن مختبر غير ربحي يركِّز على البحث الأكاديمي، لكنها نمت منذ ذلك الحين لتصبح قوة تكنولوجية، تقدَّر قيمتها بتسعةٍ وعشرين مليار دولار، ولاعباً رئيسياً في صناعة التكنولوجيا.
وقد دفعت إنجازات أولتمان السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي شركةَ جوجل إلى قرع جرس الإنذار داخلياً، بسبب مخاوفها من أن يحل “ChatGPT” محل محرك البحث الخاص بها.
في عام 2016 أنفقت شركة “OpenAI” 10.5 مليون دولار على إنشاء فريقها البحثي، وتحديد أهدافها، واختيار مشاريعها الأولى، ونشرت مجموعة من الأوراق البحثية الشاملة، وطورت بنيتها التحتية، وشكلت فريقاً للأمن والسلامة.
وفي العام التالي، أنفقت الشركة 28 مليون دولار على مبادرات مثل “تعزيز إمكانيات التعلم الإلكتروني للتغلب على أفضل البشر في لعبة “دوتا 2” الإلكترونية”، وشاركت مع منظماتٍ غير ربحية في دراسة حول الاستخدامات الضارة المحتملة للذكاء الاصطناعي.
وفي عام 2018 أنفقت الشركة ما يقارب 50 مليون دولار على برنامج المنح OpenAI Fellows and Scholars كما قامت بتدريب يد روبوت شبيهة باليد البشرية على التعامل مع الأشياء بطريقةٍ غير مسبوقة. وطورت خوارزميات التعلم المعزز للتغلب على 99.95% من لاعبي “دوتا 2”.
وفي العام التالي، خصصت المجموعة ما يقارب مليوني دولار لإنشاء شركة “OpenAI LP” المحدودة الربحية التي تهدف للمساعدة في توسيع الاستثمارات في الحوسبة، وتشجيع المواهب في هذا المجال.
وتمكنت خوارزمياتها من تدريب روبوت شبيه بيد الإنسان على حل مكعب روبيك، الأمر الذي يتطلب مهارة غير مسبوقة.
المصدر: فوكس بيزنس