الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفةمرايا الشعر
مرايا الشعر مع سهام الشعشاع.. ليلى الأخيلية

كيوبوست
سيكون جمهور “كيوبوست” على موعد كل أسبوع مع حلقة من “مرايا الشعر”، الذي تقدمه الشاعرة سهام الشعشاع.. حلقات قصيرة تحكي في كل واحدة منها قصة شاعر، ومناسبة قصيدته، وتنتخب من أجمل ما اختزنه التراث العربي القديم ومن إبداع الشعراء المعاصرين، من المعلقات، مروراً بالأمويين فالعصر العباسي حتى وقتنا هذا. وتقرأ الشعشاع لجمهور “كيوبوست” مختارات من كل قصيدة.
ندعوكم للمتابعة والاستمتاع بجمال العربية وروعة شعرائها وجمال الأداء.
هي ليلى بنتُ عبدالله بن الرحّالةِ الأخيلية. وُلدت في صدر الإسلام، وكانت على قدرٍ غيرِ قليلٍ من الجمال والفصاحة والموهبة؛ بحيث وصفها أبو الفرج الأصفهاني في كتاب “الأغاني” بأنها إحدى النساءِ المتقدماتِ بين شعراء الإسلام. عشقها الشاعرُ توبةُ بن الحمْير، ونظمَ فيها العديدَ من قصائد الغزلِ ومقطوعاتِه، حتى إذا ما تقدَّم لخطبتها من أبيها، أبى الأخيرُ أن يزوِّجَه إياها؛ لأن من عادة العرب أن لا يزوجوا مَن يتغزلُ ببناتهم علانيةً من الشعراء. ودرءاً للأخذ والردِّ والمتاعب؛ قام الأبُ بتزويجها لأحد رجال بني الأدلع. إلا أن توبةَ لم يكفّ عن زيارته لها حتى علم زوجُها بالأمر، وكان غيوراً، فشكاه إلى الوالي الذي أمر بإهدار دمه إن كرَّر فعلتَه تلك. وقد تطلقتْ ليلى من زوجها الأول لشدة غيرته، وتزوجت من سِوار بن أوفى القشيري، وكان شاعراً، وأنجبتْ منه عدةَ أولاد.
ذاعت شهرةُ ليلى بين العرب بوصفها شاعرةً مطبوعةً ذات خيالٍ محلّقٍ وبلاغةٍ عالية. وقد آثرتْ أن يظل حبُّها لتوبة نقياً طاهراً وبعيداً عن الدنس. وحين بلغها مقتلُه على يد بني عوف أصرتْ على زوجها أن تزور قبرَه، رغم ممانعته الشديدة. وقد ظلت وفيةً لذكراه حتى توفيت عام 704 للميلاد. وقد نظمت في رثائه قصائدَ بالغةَ الرقةِ والشجن؛ من بينها قولُها:
لعمركَ ما بالموت عارٌ على الفتى إذا لم تصِبْه في الحياة المعابرُ
وما أحدٌ حيٌّ وإن عاش سالماً بأخلدَ ممن غيبتْهُ المقابرُ
فلا يبعدنك اللهُ يا توبُ هالكاً أخا الحرب إن دارت عليك الدوائرُ
فآليتُ ما أنفكّ أبكيكَ ما دعتْ على فَننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ
قتيلُ بني عوفٍ فيا لهْفتا له وما كنتُ إياهم عليه أحاذرُ
ولكنني أخشى عليه قبيلةً لها بدروبِ الروم بادٍ وحاضرُ