الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
9 مبادرات جعلت الإمارات عاصمة للتسامح وتلاقي الحضارات
الإمارات تعلن عام 2019 "عامًا للتسامح"

كيو بوست –
أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، السبت 15/12/2018، أن عام 2019 سيكون “عامًا للتسامح” في البلاد، بهدف تعزيز الدور العالمي الذي تؤديه الدولة كعاصمة للتعايش والتلاقي الحضاري، إذ سيشهد “عام التسامح” التركيز على 5 محاور رئيسة؛ أولها تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على الأجيال الجديدة، وثانيها ترسيخ مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح من خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع الكبرى في هذا الإطار منها المساهمات البحثية والدراسات الاجتماعية والثقافية المتخصصة في مجالات التسامح وحوار الثقافات والحضارات، أما المحور الثالث فهو التسامح الثقافي من خلال مجموعة من المبادرات المجتمعية والثقافية المختلفة، فيما يشمل المحور الرابع طرح تشريعات وسياسات تهدف إلى مأسسة قيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي، وأخيرًا تعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر من خلال مبادرات إعلامية هادفة.
اقرأ أيضًا: 47 سنةً على قيام اتحادها: الإمارات بطموح “الرقم واحد” رسمت نموذجًا عالميًا للتنافسية
الإمارات التي يسكنها أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم بتناغم وتجانس، تمتلك سجلًا كبيرًا في مجال تعزيز التسامح، كما حققت إنجازات مختلفة في ترسيخ مفهوم التعايش بين الشعوب، إذ انتهجت قيادتها منذ تأسيسها سياسة الانفتاح والحوار مع الآخر، مرتكزة على وسطية الإسلام لترسيخ ثقافة التعايش كنهج حياة يعكس القيم الإنسانية الحضارية دون تمييز، فأطلقت العديد من المبادرات التي شكلت جسر تواصل وتلاق بين شعوب العالم وثقافاته في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخر، كما أضحت شريكًا أساسيًا في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري.
ويمكن التعرف على جهود الإمارات في تعزيز التسامح والتعايش من خلال ما قدمته عبر السنوات الماضية، إذ اضطلعت بمهمة بناء نموذج تنموي عربي إسلامي مضاد لما يقدمه أعداء البشرية ودعاة صراع الحضارات، فشكلت منظومة متكاملة بنيت ضمن خطط ممنهجة عبر إطلاق العديد من المبادرات والبرامج يمكن تلخيص آخر عشر سنوات منها فيما يلي:
مؤتمر دبي العالمي للسلام
كانت الإمارات من الدول السباقة إلى تبني مسؤولية تعزيز السلام عالميًا، إذ أطلقت مؤتمر دبي العالمي للسلام في عام 2010، بهدف تكريس مفهوم السلام ونشره في ضوء تعاليم القرآن الكريم، وإرساء دعائم السلام والاستقرار على مستوى العالم، وتشجيع روح المبادرة والتميز في السلام العالمي. ويعقد المؤتمر مرة كل سنتين.
اقرأ أيضًا: الهندسة الاجتماعية: هكذا يعيد النظام التعليمي بناء الإنسان في الإمارات
جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي
أعلنت الإمارات في عام 2011 عن إطلاق جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي، كأغلى الجوائز على مستوى العالم، بقيمة 1.5 مليون دولار، إذ تهدف الجائزة إلى تكريم الفئات والجهات التي لها إسهامات متميزة في قضية حفظ السلام في العالم باعتباره وسيلة للتفاعل الحضاري بين الشعوب، وتشجيع روح المبادرة والتميز في حفظ السلام العالمي، وتشجيع الحوار بين الأديان، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام باعتباره دين تسامح وسلام.
هداية
وفي ديسمبر/كانون الأول 2012، افتُتح في العاصمة الإمارتية أبو ظبي مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف، المعروف باسم “هداية”، وهو الاسم الجديد للمركز. ويعمل الأخير على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة مثل: الدبلوماسيتين الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، ودعم ضحايا الإرهاب.
منتدى تعزيز السلم
كما احتضنت أبو ظبي في 2014 منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي أسسه الشيخ عبد الله بن بيه، ويعقد سنويًا، في مسعى إلى تأكيد أولية السلم؛ باعتباره الضامن الحقيقي لسائر الحقوق، وتعزيز دور العلماء في نشر الفهم الصحيح والمنهجية السليمة للتدين، ويحيي قيم الرحمة والحكمة والمصلحة والعدل، كما يقوم بمهمة تأصيل ثقافة السلم والحوار والتعايش الإنساني في الإسلام، ورفد الخطاب السلمي العالمي بقيم التعارف الإسلامية، ونبذ العنف والتطرف وإقصاء الغلاة والمتشددين، مستلهمًا روح القرآن الكريم وجوهر السنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى جهد المنتدى في تصحيح المفاهيم الدينية الملتبسة لدى البعض.
اقرأ أيضًا: رغم الأزمات العالمية: الإمارات حققت نموًا اقتصاديًا كبيرًا
ونجح المنتدى خلال عام 2018 بإطلاق «حلف فضول عالمي» يجمع العقلاء والحكماء من مختلف المشارب الفكرية والعقدية والأديان، سعيًا من أجل تعزيز روح السلام المستدام في العالم والدفاع عن القيم الإنسانية، مستلهمًا تجربة حلف الفضول العربي، الذي عقدته 5 بطون من قريش قبل الإسلام، لنصرة المظلوم وردع الظالم.
قانون مكافحة التمييز والكراهية
أما في عام 2015 فأصدرت الإمارات قانونًا بشأن مكافحة التمييز والكراهية، الذي يقضي بتجريم كل أشكال ازدراء الأديان والمقدسات وخطابات الكراهية والتكفير، كما يحظر القانون ويجرم أشكال التمييز على أساس الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب أو الأصل أو العرق أو اللون، ويضع عقوبات مشددة لذلك، ويجرم القانون الجديد كل قول أو فعل يدعو إلى إثارة الفتن والنعرات أو استغلال الدين.
صواب
كما أعلن في يوليو/تموز من العام نفسه، عن إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة -بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية- مركز صواب، وهو مبادرة تفاعلية للتراسل الإلكتروني، تهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب، إذ يعمل المركز على تسخير وسائل الاتصال والإعلام الاجتماعي على شبكة الإنترنت من أجل تصويب الأفكار الخاطئة ووضعها في منظورها الصحيح، وإتاحة مجال أوسع لإسماع الأصوات المعتدلة، التي غالبًا ما تضيع وسط ضجيج الأفكار المغلوطة المروجة من أصحاب الفكر المتطرف. ويتعاون المركز مع حكومات دول المنطقة والعالم، بما في ذلك حكومات 63 بلدًا مشاركًا في التحالف الدولي ضد التطرف، كما يعمل مع عامة الناس، والمؤسسات، والشركات، والشباب؛ من أجل دحض الكراهية والتعصب، وإبراز ونشر القيم الحقيقية للإسلام، التي تقوم على الاعتدال، وتدعو إلى التسامح والانفتاح.
اقرأ أيضًا: مجلة أمريكية: 7 أسباب تميز الإمارات كمركز للاستثمارات الأجنبية
البرنامج الوطني للتسامح
وفي يونيو/حزيران 2016، اعتمد مجلس الوزراء البرنامج الوطني للتسامح، بهدف إظهار الصورة الحقيقية للاعتدال، واحترام الآخر، ونشر قيم السلام والتعايش، إذ ارتكز البرنامج على 7 أركان رئيسة هي: الإسلام، والدستور الإماراتي، وإرث زايد والأخلاق الإماراتية، والمواثيق الدولية، والآثار والتاريخ، والفطرة الإنسانية، والقيم المشتركة.
ويطبق البرنامج الوطني للتسامح من خلال فرق عمل يتم تشكيلها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، التي ستعمل ضمن 5 محاور رئيسة هي تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح، وترسيخ دور الأسرة المترابطة في بناء المجتمع، وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي، والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال.
كما يتضمن البرنامج العديد من المبادرات، منها تخصيص أسبوع للتسامح سنويًا، وإنشاء مركز الإمارات للتسامح، وبرنامج المسؤولية التسامحية للمؤسسات.
وزارة للتسامح
سبق إعلان البرنامج الوطني، استحداث منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في دولة الإمارات في فبراير/شباط من العام نفسه، أثناء إعلان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، عن التشكيل الوزاري الثاني عشر، التي جاءت بهدف دعم موقف الدولة نحو ترسيخ قيم التسامح، والتعددية، والقبول بالآخر فكريًا وثقافيًا وطائفيًا ودينيًا.
اقرأ أيضًا: بين الوسطية والتطرف: الحرب الفكرية الإماراتية بذخيرة رقمية
المعهد الدولي للتسامح
وفي يونيو/حزيران عام 2017، أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، قانونًا بإنشاء المعهد الدولي للتسامح، هو الأول من نوعه في المنطقة، ويتضمن إطلاق جائزة تسمى “جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح”. وهدف إنشاء المعهد الدولي للتسامح إلى بث روح التسامح في المجتمع، وبناء مجتمع متلاحم، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج في التسامح ونبذ التطرف وكل مظاهر التمييز بين الناس بسبب الدين أو الجنس أو العرق أو اللون أو اللغة، إلى جانب تكريم الفئات والجهات التي تسهم في إرساء قيم التسامح وتشجيع الحوار بين الأديان، إذ يوجه المعهد نشاطه إلى تأهيل قيادات وكوادر عربية شابة تؤمن بقيمة التسامح والانفتاح والحوار بين الأديان والثقافات.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا