الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

أولاف شولتز.. الشخصية الرواقية ومدبر أزمات ألمانيا

برلين- إلهام الطالبي

ديناميكي مثير، خطابات حماسية، مشاعر متدفقة، لا أحد يمكن أن يربط هذه الخصال بأولاف شولتز، يضحك ابن أوزنابروك أكثر مما يعتقد الناس، تميز أولاف شولتز البالغ 62 عاماً بهدوئه وضبط نفسه أمام منافسيه، ونجح في استقطاب أصوات الناخبين الألمان، وكسب ثقتهم بقدرته على تدبير أزمة كورونا، وغيرها من القضايا التي تثير مخاوف المواطنين، كما استطاع بفضل برغماتيته أن يصل إلى اتفاق مع حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار لحكم البلاد.. مَن هو أولاف شولتز مستشار ألمانيا الجديد؟

شخصية ماكرة

رغم أن شولتز انتقل من أزونبروك في عمر الثالثة إلى هامبورغ؛ فإنه يعتبر شخصية هانزية، ويحتفظ برواقية شمال ألمانيا، التي يعكسها أحياناً في ابتساماته الماكرة، وملاحظاته الساخرة.  

وتحظى شخصية شولتز بتقدير خاص؛ لا سيما في شمال ألمانيا.

اقرأ أيضاً: المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ”كيوبوست”: مساعدة الشعب الأفغاني أولوية أوروبية

ووفقاً لموقع “بايرن 24″، في عمر 17 عاماً انضم شولتز إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني، كان حينها طالباً في الثانوية، غير مهتم بالرياضة، وكان سعيداً أنه تمكن حينها من الهروب من حصص الرياضة؛ لكنه حالياً يمارس الركض بشكل منتظم، كلما استطاع. إنها واحدة من التحولات في حياة أولاف شولتز، التي يدين بها لزوجته بريتا أرنست؛ وهي أيضاً سياسية، جعلته يعيش في براندنبورغ بوتسدام، التي ستصبح موطنه الثاني.

 كما أن تعاونه في معركته الانتخابية لرئاسة الحزب مع السياسية كلارا جويتز، مواطنة برادنبورغ، يرجع إلى أن أرنست وجويتز تعرفان بعضهما البعض في برلمان ولاية بوتسدام؛ لأن زوجة شولتز وزيرة التعليم هناك.

يحتفظ شولتز برواقية شمال ألمانيا التي يعكسها أحياناً في ابتساماته الماكرة وملاحظاته الساخرة.. وتحظى شخصية شولتز بتقدير خاص لا سيما في الشمال- الصورة: “إيمانويل كونتيني”

سياسي في سن الأربعين

كسياسي محترف بدأ شولتز في عمر 40 عاماً؛ حيث تم انتخابه لعضوية البوندستاغ، وكان قبل ذلك قد تخرج في المدرسة الثانوية في هامبورغ، ودرس القانون وأسَّس شركة محاماة تتعامل بشكل أساسي مع قانون العمل.

حقوق العمل والمساواة كانت قضايا محورية في حياة شولتز، وعمله في المحاماة جعله منشغلاً بهذه الأسئلة، مَن يكسب؟ وكم؟ وماذا يحدث بعد فقدان العمل؟

على خلاف العديد من الديمقراطيين الاجتماعيين، فإن أولاف شولتز لا ينتمي إلى أقصى اليسار من الطيف السياسي بهامبورغ الملتزم.

اقرأ أيضاً: الاتحاد الأوروبي يدرس إرسال مراقبين إلى ليبيا.. ومحللون: قرار سابق لأوانه

شغل شولتز منصب رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني وعضو مجلس الشيوخ الداخلي والعضو المنتخب في البوندستاغ بولاية هامبورغ. وتقلَّد من عام 2007 إلى عام 2009 منصب وزير العمل الاتحادي، وأقر فرض الحد الأدنى للأجور.

“بازوكا”

ووفقاً لموقع “بايرن 24“، في عام 2011 تم انتخاب شولز أول عمدة لمدينة هامبورغ، وتمكن بالفعل من تحقيق نجاحات انتخابية لحزبه إلى مستويات لم تكن متوقعة.

نجح شولتز، حينها، في أن يقدم نفسه مرة أخرى كمدير للأزمات، ويعيد ما حققه خلال تدبيره الأزمة الاقتصادية بين عامَي 2008 و2009.

 وفي مواجهته أزمة كورونا، أطلق استراتيجية “بازوكا”؛ يعني مصطلح “بازوكا” في الواقع بازوكا السلاح عديم الارتداد، والذي استخدمه الجيش الأمريكي في حرب فيتنام والحرب الكورية.

للوهلة الأولى، قد يبدو إعطاء اسم سلاح حربي لبرنامج مساعدات مالية مبالغاً فيه بعض الشيء؛ لكن تصريح شولز أثار تغطية إعلامية مهمة استمرت حتى بعد إعلانه قرارات الإنقاذ، كان هناك حديث عن نائب المستشارة، الذي يمكنه إنقاذ ألمانيا من الأزمة، باستراتيجية مختلفة لتدبير الأزمات.

أولاف شولتز وزوجته بريتا أرنست- الصورة: “د ب أ”

البرغماتية في سياسة شولتز

أسهمت سياسته الخاصة ببناء المساكن في انخفاض أسعار الإيجارات بهامبورغ، خلال عمله وزيراً للمالية ونائباً لمستشار الائتلاف الكبير.

تكمن قوته في التحليل والتفكير من خلال وضع البدائل، ويسميه كثير من المراقبين السياسيين “شولزومات”؛ لأنه يستطيع إلقاء خطابات وبيانات خالية من العواطف لا مثيل لها، كما يصفه المراقبون بالبراغماتي في تدبير تحالفاته السياسية.

ويهدف شولتز إلى العمل على تعزيز سيادة أوروبا الداخلية، وفي هذا الصدد قال في حديثه إلى “فيلت”: “سيظل حلف الناتو في غاية الأهمية بالنسبة إلينا في المستقبل، نحن بحاجة إلى شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة؛ ما يربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية هو مجتمع الديمقراطيات، حيث تلعب سيادة القانون والحريات الفردية دوراً حاسماً”.

في ما يتعلق بالسياسة الاجتماعية، حسب موقع “دويتشه فونك كولتوغ“، “يدعو شولتز إلى أن يتم أخذ التنوع في ألمانيا بعين الاعتبار؛ لأن ألمانيا بالنسبة إلى كثير من الناس (أرض الأمل)، وعندما كان عمدة لمدينة هامبورغ شجَّع سياسة التجنيس”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

إلهام الطالبي

كاتبة صحفية مغربية

مقالات ذات صلة