الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

5 خبراء: قطر تجري صفقات سرية وعمليات قرصنة لشراء سياسيين أمريكيين

خبراء ومسؤولون استخباراتيون سابقون يحذرون من حملات الدوحة الخفية

ترجمة كيو بوست عن مجلة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية

بقلم الخبير السياسي الأمريكي آدم كردو.

تؤكد لنا العديد من المصادر الاستخبارية أن قطر تنخرط في عمليات تجسس إلكترونية سرية على الأراضي الأمريكية، وفي الوقت ذاته تدفع ملايين الدولارات لشخصيات أمريكية بارزة عالمة ببواطن الأمور في العاصمة واشنطن، كل ذلك في إطار حملة متواصلة لتغيير المشهد السياسي الأمريكي.

وبحسب خبراء، فإن عمليات التأثير السرية القطرية خفية، لكنها مكّنت النظام الحاكم من حشد نفوذ سياسي ضخم في أنحاء الولايات المتحدة المختلفة، لا سيما في العاصمة واشنطن، حيث يعمل بعض أقوى الدبلوماسيين والسياسيين الأمريكيين المطلعين نيابة عن الدوحة نفسها.

اقرأ أيضًا: معهد بروكينغز الأمريكي يدير دعايةً قطرية – إيرانية

وبينما مولت قطر لسنوات عديدة مراكز بحثية بارزة مرتبطة بالبيت الأبيض مثل معهد بروكينغز، إلا أن حجم عمليات التأثير المكثفة لم يتضح بشكل كامل سوى العام المنصرم، عندما أبرزت أدلة موثقة حقيقة تمويل الدوحة السري لهجمات إلكترونية ضد 1500 أمريكي، بما فيهم سياسيون بارزون أصحاب قرار في العاصمة واشنطن.

لم تكشف تلك التقارير سوى عن الشيء القليل حول عمليات التأثير السرية القطرية، التي شملت تمويل مناهج مدارس أمريكية حكومية، وبرامج تدريبية لقوات الشرطة المحلية، وهو ما أكدته لجنة خبراء أمريكية يوم الأربعاء 6 شباط/فبراير 2019، خلال مؤتمر هدف إلى دراسة جهود قطر للفوز بسماسرة السلطة الأمريكيين، والدوليين كذلك.

يقول لنا المحلل الهولندي الكبير، الذي عمل سابقًا للمخابرات الهولندية العسكرية، رونالد ساندي، إن “القطريين يلعبون لعبة ذكية جدًا في الولايات المتحدة؛ لعبة خفية جرّبتها الدوحة في أماكن أخرى في الدول الغربية”.

اقرأ أيضًا: شيكات قطر المفتوحة: هكذا تشتري الدوحة الصحفيين والكتّاب

ويضيف ساندي: “في حقيقة الأمر، لم تكتف الدوحة بتجنيد جواسيس سابقين من أجهزة المخابرات البريطانية؛ فقد نفذت قطر عمليات تجسس على أعدائها وحلفائها في الوقت ذاته”. ووفقًا له، “لم تقتصر عمليات التأثير القطرية على المجال السياسي؛ فقد استطاعت قطر أيضًا أن تقدم رشوة لعشرات المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بغرض الحصول على حقوق استضافة كأس العالم 2022، وهي فضيحة تتواصل آثارها حتى اللحظة”.

كيو بوستس

ويقول خبير غربي آخر: “القطريون يرغبون بالسيطرة، وبمعرفة ما يفعله الآخرون بالتحديد. لدينا معلومات تفيد أن عشرات المسؤولين القطريين، المرتبطين بالحكومة، أداروا عمليات معلوماتية وحملات أخرى غير مشروعة ترتبط بفضيحة الفيفا”.

اقرأ أيضًا: بالوثائق: “صنداي تايمز” تكشف خروقات قطر لاستضافة كأس العالم 2022

يستغرب البعض من قدرة قطر على التقارب الشديد مع إيران وحزب الله والابتعاد عن الدول الخليجية المجاورة دون أن تتأثر علاقات الدوحة مع الولايات المتحدة. وهنا، علينا أن ندرك أن عمليات التأثير السرية القطرية المدعومة بأموالها هي ما سيطر على قرارات السياسة الخارجية الأمريكية، فضلًا عن استضافة الدوحة لقاعدة العديد الأمريكية. ولكن في الوقت ذاته، أدرك عدد من المسؤولين الأمنيين الأمريكيين هذه اللعبة القطرية، وفهموا جيدًا كيف يمكن لهذه العلاقات أن تتسبب بأضرار أكثر من الفوائد. وبرغم هذه الحقيقة، لم تغير السياسة الخارجية موقفها حتى اللحظة للأسباب والعوامل المذكورة.

يقول لنا رئيس “مجموعة الدراسات الأمنية”، المحلل السابق في القوات الأمريكية الخاصة، جيم هانسون: “إن قطر تمتلك معلومات كثيرة جدًا حول عمليات مكافحة الإرهاب، ببساطة لأنها تتعاون مع المتطرفين وتمولهم في أماكن عديدة… استنتجنا من المعلومات كافة أن القطريين يحتضنون الأشرار لكنهم يتعاملون مع الأطراف كافة… هم يستخدمون الأمريكيين كغطاء جوي لنفوذهم الخبيث داخل المجموعات المتطرفة المختلفة في العالم”.

من الجدير ذكره أن الخبراء الذين تحدثنا معهم أبدوا قلقًا إزاء عمليات الاختراق الإلكترونية التي تنفذها الدوحة على الأراضي الأمريكية، لكن المقلق أكثر هي المعلومات التي تفيد أن قطر تمول جامعات ومراكز بحثية أمريكية بطريقة خفية “تمكّن الدوحة من كتابة السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة”.

اقرأ أيضًا: محقق صحفي أمريكي: الجامعات الأمريكية هي المحطة الأولى في حملة التأثير القطرية

كما أكد لنا كبير الباحثين في مركز دراسات “ميدل إيست فورام” الأمريكي، جريج رومان، بأن “الدوحة أنفقت مليارات الدولارات في الولايات المتحدة في محاولة للتأثير في الكليات والجامعات والمدارس العامة الحكومية وحتى دوائر الشرطة”. وقد اتفق مع رومان غالبية الباحثين ورؤساء المنظمات غير الحكومية في المؤتمر المذكور.

وبحسب الخبير الأمريكي أورين ليتوين، المتخصص في دراسة السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن “مؤسسة قطر الدولية التابعة للحكومة القطرية هي أداة النظام القطري في نقل أكثر من مليار دولار إلى الجامعات الأمريكية”. ويضيف ليتوين: “أصبحت قطر هي الممول الأكبر والأوحد للجامعات الأمريكية، واستطاعت بذلك دفع المؤسسات التعليمية الأمريكية العليا إلى إطلاق برامج تركز على “التلقين الثقافي المتعاطف مع الدوحة”، تحت ستار تدريبات على اللغة العربية“.

ويؤكد ليتوين نقلًا عن مصادر مطلعة أن “قطر تمول أكثر 2500 – 3000 برنامج تدريبي موجه للطلاب الأمريكيين في الولايات المختلفة”. ووفقًا له، “تحاول قطر الاستيلاء على القيادة الثقافية أو قيادة القوة الناعمة في العالم العربي والولايات المتحدة عبر هذا الأسلوب”. ووافقه الرأي خبير آخر، قال لنا إن “العديد من الجامعات الأمريكية تدير أحرم جامعات تابعة لها في قطر، ما يوفر للدوحة وسيلة أخرى لشن حملات إعلامية وعمليات معلوماتية غير مشروعة”.

اقرأ أيضًا: هكذا تنفق قطر مليارات الدولارات في الغرب لتحسين صورتها

ويكمل الخبير رومان قائلًا: “مثال على ذلك هي جامعة كارنيغي ميلون التي تدير حرمًا لها في الدوحة… كارنيغي ميلون تحتل الصدارة في علوم الحاسوب في الولايات المتحدة، وليس من المفاجئ أن يكون هناك من يقف في واجهة عمليات قرصنة الإنترنت التي تمارسها الدوحة”.

وفي الختام، يتفق الخبراء الأمريكيون على وجوب تفعيل قوانين أفضل لحماية واشنطن من النفوذ الأجنبي، لا سيما قانون “تسجيل الوكلاء الأجانب”، وقانون “الفارا” الذي يجبر الحكومات الأجنبية على الكشف عن الجهات الأمريكية التي تحصل على أموالها مقابل خدمات التأثير والاستمالة. يقول هانسون: “قبل أن نعتبر القطريين حلفاء لنا، علينا أن ندرك حقيقة ما تمارسه الدوحة على الأراضي الأمريكية وغيرها من دول العالم”.

 

المصدر: مجلة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة