الواجهة الرئيسيةترجماتمجتمع

5 أمور قد تقودك إلى الرضى والسعادة، فهل تمتلكها؟

السعادة ممارسة وليست وجهة أو غاية

ترجمة كيو بوست –

“إن لم تجد السعادة في الباطن، فليس هناك نظام تحديد مواقع يرشدك إليها”، هذا ما ذكرته رئيسة قسم الإرشاد النفسي في جامعة إيلينويز الأمريكية، د. سوزان ديجست وايت.

وقد نشرت “وايت” مقالتها في مجلة “سايكولوجي توديه” الأمريكية، موضحةً فيها أن “أكبر مفهوم خاطئ حول السعادة هو الاعتقاد بأنها وجهة أو غاية بذاتها، أو شيء يمكن شراؤه مثل الممتلكات، بل هي تجارب متقطعة في رحلة الحياة، يمكن من خلالها توليد مواقف تمنحنا سعادة حقيقية”. 

أُجريَتْ الكثير من الأبحاث حول السعادة والرفاهية الذاتية على مدى السنوات الخمسين الماضية، رغبة من الباحثين بتحديد الصيغة الدقيقة للفرح، لكن ليس هناك وصفة عالمية لتحقيق ذلك. إلا أن بعض النتائج المهمة تقدم إرشادات لنا جميعًا، يمكن من خلالها العثور على الرضا والسعادة الفعليين.

أولًا، البشر بحاجة إلى علاقات للتمتع بالرفاهية والسعادة المثلى.

نحن نولد بنزعة فطرية نحو إقامة علاقات مع الآخرين. الكثيرون يعتقدون أن السعادة تكمن في إيجاد “الحب الحقيقي” أو ما يشبه ذلك، إلا أن العلاقات الرومانسية ليست هي مفتاح السعادة. بل إن من شأن وجود أصدقاء جيدين لك -يشجعونك ويساندونك- أن يساهم في منحك السعادة والرضا في الحياة.

ثانيًا، الطيبة واللطف أمران ضروريان لتحقيق الإحساس بالسعادة الشخصية.

أدمغتنا البشرية متصلة ببعضها البعض “لا سلكيًا”؛ إذ نشعر بالبهجة عندما نمارس الإيثار تجاه الآخرين. ولذلك، من شأن وضع خطط للقيام بشيء لطيف تجاه معارفنا، مثل إقامة حفل لصديق، أو التطوع من أجل قضية جديرة بالاهتمام، أو التبرع النقدي، أن يمنحك دفعة معنوية وشعورًا بالرضا والرفاهية.

ثالثًا، بغض النظر عن مدى الصرامة أو العبوس اللذين تمر بهما في حياتك، إلا أن الاعتياد على الإعراب عن الامتنان والعرفان لكل من يساهم في حياتك بشكل إيجابي أمرٌ أساسي للإحساس بالرفاهية الذاتية. وهنا، عليك أن تعرف أن السعي نحو حصد المزيد والمزيد يتناقض مع الشعور بالرضا مع من تعيش معه، أو حتى مع شعورك تجاه ذاتك. ولذلك، فإن السعي وراء “الأشياء” يكون له قيمة فقط إذا شعرت بالاعتزاز بـ”السعي” ذاته، أكثر من “الشيء” الذي قد ينتج عنه.

رابعًا، من شأن محاولة العثور على معنى أو هدف في مساعيك في الحياة، أن يحقق لك جزءًا كبيرًا من الرضا والسعادة في حياتك. عليك أن تساهم في شيء يقع ما وراء ذاتك، وأن تكون جزءًا من شيء أكبر من وجودك الفردي، لكي تحقق تجربة الشعور بالسلام الذي هو جزء من السعادة.

خامسًا، من شأن اختيار أنماط حياة صحية أن يحقق لك الفرح والسعادة، ونتحدث هنا عن احتياجاتك الأساسية مثل النوم والتغذية والتمرين الرياضي. وقد تحدثت مئات الأبحاث حول أهمية الرياضة المنتظمة والنوم الجيد والتغذية وأنشطة التأمل والتفكير للحد من الاكتئاب وتعزيز الرفاهية الفعلية للأفراد.

وأخيرًا، إذا كنت تعتقد بأن السعادة ترتبط باكتساب الممتلكات، ففكر في الفتور الذي تشعر به بمجرد انتهاء شرائك لها أو امتلاكها. الكثيرون منا يجدون متعة في السعي أكثر من حيازة الشيء، تأمل فقط في متعة “الإنجاز” وليس “الامتلاك”، وستعرف أن السعادة تُصنع ولا تُشترى. إن “صناعة السعادة” فنٌ من فنون الحياة، تستند إلى القدرة على السيطرة على عواطفنا وحالاتنا الذهنية، وعلى المثابرة نحو السعي والإنجاز. ومن هنا، يمكنني الجزم بأن السعادة الفعلية هي ممارسة وليست وجهة أو غاية في الحياة، وليس لها “وصفة عالمية” أو “نظام تحديد مواقع”.

المصدر: مجلة “سايكولوجي توديه” الأمريكية

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة