الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
4 أسباب ستؤدي إلى فشل مساعي عزل ترامب
هل يُحاكم بعد خروجه من البيت الأبيض؟

كيو بوست –
تتصاعد حدة الخلافات السياسية بين المسؤولين الأمريكيين الكبار والرئيس دونالد ترامب، بسبب مواقف الأخير المتقلبة، التي توصف عادة بالجنونية والضارة على علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم.
واتخذ ترامب منذ توليه رئاسة أقوى دولة في العالم قرارات صارمة تجاه كثير من دول العالم، مست حياة ملايين الأشخاص، مثل قراراته برفع الضرائب الجمركية على الواردات الأوروبية والصينية إلى البلاد، ومنعه اللاجئين المسلمين من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى قطعه المساعدات المادية والعسكرية عن منظمات دولية إنسانية، آخرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأنوروا.
اقرأ أيضًا: هل تنتهي ولاية ترامب مبكرًا؟
وتبدو حدة الخلافات مع ترامب قد وصلت إلى قمتها بسبب التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات التي أوصلته إلى الحكم. ويقود القاضي روبرت مولر التحقيقات في القضية، الأمر الذي رفع من احتماليات أن يجري عزل ترامب من الحكم قبل انتهاء ولايته الرئاسية، إذا ما تبين أن ترامب استعان فعلًا بالروس من أجل هزيمة منافسته هيلاري كلينتون.
مساع لإيقاف التحقيقات
يسعى ترامب والمقربون منه إلى إيقاف التحقيقات بأي شكل كان، نظرًا لخطورة التبعيات التي قد تنجم عن توصل اللجنة إلى معلومات مؤكدة حول تدخل روسي أدى إلى تغيير في نتائج الانتخابات.
وبعد توجيه تهم بالاحتيال لمدير حملته الانتخابية السابق واعتراف محاميه بانتهاك قانون تمويل الحملات الانتخابية، كثرت الأحاديث عن احتماليات عزل الرئيس الأمريكي وإنهاء فترة ولايته مبكرًا. مع ذلك، تبدو عملية عزل الرئيس الأمريكي التي لم تحدث من قبل، معقدة، لكن هذا لا يستبعد أن يكون ترامب أول رئيس أمريكي يتم عزله.
ومع ذلك، يشير مراقبون إلى أن أمر العزل سيحسم مع الانتخابات التشريعية القادمة -المتوقع إجراؤها في 6 نوفمبر/تشرين الثاني القادم- التي ستبين ما إن كان ترامب سيحظى بدعم من حزبه الجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب؛ فإذا ما تمكن الديمقراطيون من قلب الموازين لصالحهم، يتوقع أن تبدأ إجراءات العزل مباشرة.
ولم تحدث عملية العزل في التاريخ الأمريكي، لكن يتوقع أن يجري عزل ترامب إذا ما ثبتت الاستعانة بالروس في الانتخابات السابقة.
معيقات أمام مولر وفريقه
يتوقع أن تفشل مساعي أعداء ترامب في الإطاحة به لمجموعة من الأسباب، من بينها:
- قدرة ترامب على الصمود ومواجهة التحقيقات بفعل قوة الدائرة المقربة منه، التي ترفض -في معظم الحالات- عقد صفقت مع مولر ومحققيه، تدفع إلى تقديم معلومات تساعد في سير التحقيق، مقابل تخفيف العقوبات عن مقدمي المعلومات. ويسعى ترامب إلى الحفاظ على المطلعين على المعلومات المتعلقة بالقضية إلى جانبه، عبر منحهم المناصب العليا وتحقيق مصالحهم، بهدف دفعهم إلى البقاء ضمن فريقه.
- قوة ترامب ووصوله مباشرة إلى السلطة من عالم المال والأعمال؛ فعلى خلاف معظم الرؤساء السابقين، تمكن ترامب من القفز مرة واحدة إلى السياسة، كما تمكن من إقصاء إحدى أقوى المرشحات للوصول إلى الرئاسة. لم يتدرج ترامب في المناصب، واستطاع بكاريزميته وتصريحاته الصارمة أن يحوز على دعم غالبية القوى الشعبوية والمتطرفة، بما فيها اللوبيات الصهيونية واليهودية داخل الولايات المتحدة، وحتى وسائل الإعلام الكبرى.
اقرأ أيضًا: منظمة العفو: ترامب يمثل تهديدًا لحقوق الإنسان
- طول الإجراءات القضائية الأمريكية في مثل هذه القضايا قد تساعد في محاكمة ترامب -في حال ثبوت التهم- بعد خروجه من البيت الأبيض، وليس قبل ذلك. وفي حالتين شبيهتين، جرى محاكمة الرئيسين السابقين أندرو جونسون عام 1869، وبيل كلينتون عام 1998، لكن بعد خروجهما من البيت الأبيض. كما أن إحدى أهم المذكرات القانونية المتعلقة بالقضية، التي صدرت عام 1973 عن وزارة العدل الأمريكية، نصت على “عدم إمكانية تعريض الرئيس الأمريكي للاتهام والمحاكم الجنائية خلال فترة حكمه”.
- تمتع الحزب الجمهوري بأغلبية في الكونغرس، الأمر الذي يعني أن ترامب سيحافظ على الغطاء السياسي لقراراته أثناء فترة الرئاسة. الاحتمال الوحيد لإحداث تغييرات في هذه القضية هو فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس المقبلة. وحتى في حال فوزهم بأغلبية في مجلس النواب، فهم يحتاجون إلى تمرير إجراءات العزل على مجلس الشيوخ، الذي يتطلب الموافقة بأغلبية الثلثين؛ ما يعني أنه حتى بفوز الديمقراطيين بأغلبية في المجلسين، لن يكون الأمر سهلًا في مواجهة تعقيدات الإجراءات.