شؤون دولية

3 سيناريوهات ترجح تحول عملية “غصن الزيتون” إلى كابوس تركي

القوات التركية ستواجه حرب عصابات قوية من المقاومة الكردية!

كيو بوست –

مع دخول عملية “غصن الزيتون” التي شنها الجيش التركي ضد مدينة عفرين السورية أسبوعها الثالث، أخذت الخسائر البشرية في صفوف الجنود الأكراد تتزايد، مع وصول أعداد القتلى من الطرف المهاجِم إلى 15 جنديًا تركيًا، مع عدم وجود أرقام محددة عن قتلى حلفاء تركيا من عناصر الجيش الحر الذين يهاجمون المدينة.

وواجه الجيش التركي السبت 3 فبراير، يومًا هو الأشد دموية منذ بدء العملية، إذ قُتل 8 جنود في هجوم واحد استهدف دبابة تركية، وهي أكبر حصيلة من القتلى في يوم واحد منذ بدء العملية في 20 يناير الماضي.

وفي الوقت الذي تكتفي فيه البيانات العسكرية التركية بنشر أعداد القتلى من الفصائل الكردية، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لعمليات كبيرة ينفذها الأكراد ضد ما أسموهم بـ”الغزاة الاتراك”.

ويرجح متابعون تصاعد المقاومة في عفرين، بعد انضمام أعداد كبيرة إلى الفصائل الكردية المقاتلة، نتيجة لتصاعد الغضب الشعبي الذي عم المناطق الكردية بعد قتل الأسيرة بارين كوباني، والتمثيل بجثتها أمام الكاميرات على يد حلفاء أردوغان من الفصائل الجهادية.

وبالإضافة للقوة البشرية في المناطق، ووجود عشرات آلاف المقاتلين المدربين الذين أعلنوا أنه لا خيار أمامهم سوى “القتال حتى النهاية”، هنالك 3 سيناريوهات يتحدث عنها مراقبون للشأن الكردي، قد تحوّل عملية “غصن الزيتون” إلى “كابوس” تركي.

 

أسلحة نوعية جديدة

بسبب الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ 7 سنوات، تحولّت سوريا إلى مستودع كبير من الأسلحة، كما أن الحدود السورية باتت مفتوحة مع دول الجوار، مما يسهّل عمليات تهريب الأسلحة إلى مدينة عفرين، ووقوعها في أيدي المقاتلين الأكراد.

أما البيانات الصادرة عن الفصائل الكردية، فتتحدث عن وجود مفاجآت يحضرها المقاتلون، في حال تقدم الجيش التركي إلى داخل مدينة عفرين، وأن هناك أسلحة لم يتم استخدامها بعد.

وفي السياق ذاته، أعلنت رئاسة الأركان التركية في بيان لها، أن عناصر من الجيش التركي ضبطوا صاروخًا جويًا حراريًا محمولًا على الكتف من طراز SA-18، يعود لوحدة حماية الشعب الكردي.

إضافة إلى ذلك، وقعت أسلحة نوعية بيد المقاتلين الأكراد، كشفت عنها صحيفة “الصباح” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، التي قالت إنه جرى “العثور على مضادات طائرات روسية الصنع منحتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”.

وذكرت الصحيفة في خبرها أن مضادات الصواريخ التي جرى الاستيلاء عليها روسية الصنع من طراز  SA-7، لكن اللافت في الأمر، هو تجنب الصحيفة اتهام روسيا، ومبادرتها إلى اتهام الولايات المتحدة، على الرغم من كون الأسلحة المستولى عليها روسية الصنع.

 

موعد مع حرب العصابات

يومًا بعد يوم، يحاول الإعلام التركي الترويج لقرب سقوط مدينة عفرين في قبضة الجيش التركي، يأتي ذلك بالتزامن مع تصريحات نارية يطمئن بها أردوغان شعبه حول حسن سير عملية الاجتياح.

لكن مراقبون يرون بأن الجيش التركي، وبعد قيامه بالتوغل في المناطق السكنية الكردية، سيواجه بحرب عصابات مريرة قد تسنتنزف قواته، مما يرفع الغطاء الشعبي داخل تركيا، عن تأييد العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش داخل الحدود السورية.

ويرى مراقبون أنه في حال دخول الجيش التركي إلى المناطق السكنية، سيواجه بمقاومة عنيفة من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب”، التي تقاتل على أرضها، حيث تمرست على حرب العصابات على مدار السنوات الماضية، في قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابي. وهي تجربة حديثة العهد بالجيش التركي، المدرب على خوض حروب نظامية في مواجهة جيوش منظمة، والذي يقاتل خارج أرضه وبعيدًا عن شعبه، مما يجعل من تقدم الجيش التركي، داخل مناطق مدنية معادية، بمثابة خطأ عسكري مثل الذي واجه داعش، عندما استعجل التنظيم توسيع نطاق سيطرته، لتشمل مناطق سكانية يفتقدون فيها للحاضنة الشعبية، جرى دحره عن طريق حرب العصابات في مدينة “كوباني”.

 

الجرائم الأخلاقية

حاول النظام التركي مع بدء العملية، الاستعانة بفصائل جهادية مقربة منه، جلبها من إدلب لتقاتل إلى جانبه في اجتياح مدينة عفرين، لخوض حرب بالوكالة، وتجنيب جنوده الخسائر البشرية، إلّا أن الدموية التي أظهرتها العصابات الجهادية الحليفة، مثل النصرة والجيش الحر، وظهورهم وهم يمثلون بجثة فتاة كردية، نزع الشرعية الأخلاقية التي حاول الأتراك تصديرها للعالم على أنهم يحاربون “الإرهاب الكردي!”، وقد أظهرت تلك المشاهد الجيش التركي على أنه يستعين بفصائل أشد إرهابًا لتحقيق مصالحه في سوريا.

كما وأن اجتياح المدينة، سيؤدي إلى سقوط مدنيين أكراد، وأطفال ونساء، وانتشار صور الضحايا على وسائل الإعلام العالمية، مما يضع النظام التركي في صورة لا يحبذ رؤية نفسه فيها، خصوصًا مع تزايد الأصوات الدولية التي تُدين عملية “غصن الزيتون”، التي انتقدها بشدة الرئيس الفرنسي.

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة