
كيو بوست –
“قتلوها ثم نزعوا ملابسها ومثلوا بجثتها”، تصف هذه العبارة حادثة مقتل إحدى المقاتلات الكرديات، تدعى بارين كوباني، على يد عناصر مدعومة من تركيا في منطقة عفرين السورية.
الطريقة الوحشية في شريط الفيديو الذي أظهر لحظات تمثيل العناصر بجثة كوباني، وقيام أحدهم بالضغط على صدرها بقدمه، أثارت غضبًا عارمًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل خاص بين الأكراد.
آخرون رأوا أن مقطع الفيديو بمثابة نقطة تحول في المعركة، قد تدفع بتماسك الأكراد في المعركة والقتال بهدف الانتقام.
وجرى تداول الكثير من الروايات المتضاربة حول الشريط، إلا أنها تتفق في جزئية معينة، هي أن الحادثة وقعت، لكن الخلاف كان: هل قتلت داخل المعركة ثم مثلوا بجثتها أم أنها فجرت نفسها أم فجر منزلها بقنبلة يدوية؟
ما الذي حدث؟
انتشر على مواقع التواصل مقطعي فيديو من ساحة القتال المستمر منذ أسبوعين بين الأكراد وتركيا في عفرين، يظهر في المقطع الأول من الفيديو نحو عشرة مقاتلين، بعضهم يحمل السلاح، حول جثة مقاتلة ممددة أرضًا، مرتدية بنطالًا أزرق، وجعبة عسكرية.
وفي المقطع الثاني، تظهر المقاتلة بعد تجريدها من ملابسها في الجزء الأعلى من جسدها بالكامل وتشويه جثتها، إلى جانب غصن زيتون. ويهم أحدهم بوضع قدمه على صدرها المشوه، ويُسمع في الخلفية صوت يدعوه إلى التوقف عن ذلك.
الرواية الأولى
في غمرة الجدل الكبير حول المقطع، قال نشطاء أكراد، إن المقاتلة بارين كوباني كانت في الصفوف الأولى من المعركة، وقد لقت حتفها قبل أن يمثل الجنود بجثتها.
أثبت المحتل التركي ومرتزقته خلال عملية غصن الزيتون بأنهم لا يختلفون كثيراً عن داعش, حيث تعدت جرائمهم إلى حد التمثيل والتنكيل بجثمان الشهيدة #بارين_كوباني .
كما وأقدموا على خطف ٤مدنيين في قرية علي بسكي بمنطقة راجو بعفرين وحجزهم بإحدى المنازل وإضرام النار فيهم. #عفرين_منتصرة pic.twitter.com/9WwzAF2Nw3— Zozan Barkal (@zozanbarkal) February 1, 2018
وقالت القيادية في وحدات حماية المرأة أمد كندال إن “تصرفات مماثلة ستزيدنا إصرارًا على المقاومة والانتصار، وسوف ننتقم لها، ولن نستسلم”.
وأضافت: “هذا موروث داعش، ويعيدون ما فعله في كوباني”.
ووصفت شجاعة المقاتلة بالقول: “لم تقبل الشهيدة بارين الاستسلام، وحاربت حتى الطلقة الأخيرة”.
الرواية الثانية
قال مدافعون عن القوات التركية والمعارضة السورية إن المقاتلة فجرت نفسها في المعركة بحزام ناسف.
واعتبروا أن التشوه في جثتها نتج إثر التفجير، وليس على يد عناصر المعارضة الموالين لتركيا.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للنظام السوري، قال إنه حصل على الشريط من “مقاتل من الفصائل السورية المشاركة مع القوات التركية في عملية غصن الزيتون”.
ونقل مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن المقاتل أنه جرى “تصوير الجثة، والتمثيل بها، الثلاثاء، بعد العثور عليها في قرية قرنة في ناحية بلبلة في منطقة عفرين”.
الرواية الثالثة
تقول رواية ثالثة حول الحادثة إن المقاتلة قتلت بعد أن حوصر منزلها في قرية سقطت بيد القوات التركية في عفرين.
وجاءت هذه الرواية على لسان عقيد في القوات المشتركة لعملية غصن الزيتون، مرجعًا التشوه في الجثة إلى تفجير المنزل بقنابل من قبل القوات التركية.
وعلى اختلاف الروايات، إلا أن التمثيل بالجثة ظهر جليًا في الفيديو عندما قام أحد العناصر بدوس صدر الفتاة بقدمه، وهو الأمر الذي تعترف به القوات التركية، وتصفه بأنه حادث فردي “سيحاسب فاعله”.