ثقافة ومعرفةمجتمع
3 أسباب تجعل الرجال أكثر عنفًا من النساء
تختلف أنواع العنف عند كل من الرجال والنساء، وطريقة التعبير عنه

ترجمة كيو بوست –
الغالبية الساحقة من مرتكبي جرائم العنف كالاغتصاب والقتل والاعتداء هم من الرجال، بحسب الإحصاءات العالمية، فما الذي يدفع الرجال لارتكاب هذه الجرائم، بينما من النادر أن تفعل النساء الشيء ذاته؟
من المهم معرفة أنه على الرغم من وجود فرق واضح بين الجنسين فيما يخص أعمال العنف، إلا أن من المؤكد أن الرجال ليسوا أداة قتل متنقلة، فمعظمهم ليس عنيفًا، وهناك الكثير من الأمثلة على ارتكاب نساء جرائم بشعة. مع ذلك، جرى توثيق اختلاف واضح عبر الثقافات في الطريقة التي يعبر بها كل من الرجال والنساء عن العنف.
اقرأ أيضًا: النساء أكثر تدينًا من الرجال، فما السبب؟ دراسة حديثة تجيب
طريقة التعبير عن العنف
غالبًا ما يعبر الرجال عن عنفهم بشكل مباشر، إما عن طريق العنف الجسدي أو الإساءة اللفظية، أما المرأة فغالبًا ما تعتمد العنف غير المباشر، كالإضرار بالمكانة الاجتماعية لشخص ما، أو نشر شائعات لتشويه سمعة أحدهم. وهذا ما يكشف بشكل كبير سبب ارتكاب الرجال للجرائم، فعدوان الرجال دائمًا ما يكون على شكل جريمة.
مع ذلك، لا يعطينا هذا الاختلاف سببًا أكيدًا حول تصرف الرجال بعنف، لهذا، علينا أن ننظر إلى البحوث المتعلقة بالعوامل البيولوجية والبيئية المعقدة التي تؤثر في عنف الذكور.
التستوستيرون
لا يوجد أي هرمون آخر لديه سمعة سيئة كالتستوستيرون المسؤول عن الرغبة، والعرق في المراهقة، والغضب، والمخاطرة. مع ذلك، يُساء فهم كثير من آثار هذا الهرمون عادة.
هناك 3 مراحل رئيسة للرجال يبرز فيها هذا الهرمون:
أولًا: قبل الولادة، إذ يساعد على تكوين الأعضاء الجنسية الذكورية.
ثانيًا: في سن البلوغ.
وأخيرًا: في النضوج، إذ يلعب التستوستيرون دورًا في تحفيز إنتاج الحيوانات المنوية والرغبة الجنسية.
دور هرمون التستوستيرون فيما يتعلق بالعدوان والعنف هو أمر معقد. ويظهر تأثير التستوستيرون بشكل واضح عندما يكون الرجال في مواقف تنافسية مع رجال آخرين، لكن العنف الناجم عن ارتفاع معدلات هذا الهرمون يكون واضحًا فقط بين الرجال الذين لديهم تاريخ من العنف.
يتوافق هذا مع الدراسات الأخرى التي تظهر أن التستوستيرون يكون لديه تأثير واضح في إثارة العداء والعنف عند الرجال المعروفين بسلوكهم العدواني، وهذا ما جرى توثيقه أيضًا بالنسبة للنساء. مع ذلك، فإن تأثير التستوستيرون ليس ثابتًا لجميع الذكور في أنحاء العالم، إذ أظهرت دراسات عدة أن استجابة الذكور للهرمون تكون بشكل أكبر في البيئات التنافسية والعدوانية. في نهاية الأمر، تقدم التفسيرات البيولوجية صورة جزئية غير مكتملة عن سبب ارتكاب الرجال للعنف.
الأعراف الاجتماعية
أصدرت جمعية علم النفس الأمريكية مؤخرًا إرشادات تحذر من تأثير الأيديولوجية الذكورية التقليدية في الرفاهية العقلية، وقد جرى تعريف هذه الأيديولوجيا على أنها دعم لقيم معادية للأنوثة، وللإنجازات، وتجنب إظهار الضعف، والمغامرة، والمخاطرة، والعنف.
بعض هذه القيم ليست ضارة، ولكن يمكن أن تتحول لذلك في حال اختل توازنها أو إعطائها تركيزًا غير مبرر في حياة الرجال اليومية.
عندما تفرض الأعراف الاجتماعية صفات معينة على الرجال عليهم التمتع بها، يدخلون في تحد مع هذه الهوية الذكورية؛ فعلى سبيل المثال، عندما لا يقبل الشريك بلعب دور “ربة المنزل”، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تولد العنف.
الاضطرابات النفسية
هناك قابلية للرجال للإصابة باضطرابات نفسية معينة، لا سيما اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الذي يتصف المصاب به بتجاهل دائم ومتواصل للأخلاق والأعراف الاجتماعية وحقوق الآخرين ومشاعرهم.
لا يعد هذا الاضطراب مرضًا عقليًا، بل هو عبارة عن مجموعة من الخصائص التي تتصف بقوة العنف، والمخاطرة، والجريمة. وتشمل أعراضه أيضًا القسوة، وانعدام العاطفة، والفجور، والانحراف، والعدوان، والاندفاعية، والتهور.
هناك الكثير من العوامل التي تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب، والجنس هو أحد العوامل الرئيسة، إذ يزيد احتمال إصابة الرجال بهذا الاضطراب أكثر من النساء بـ3 مرات.
لا يفسر هذا الاضطراب جميع أشكال العنف الذكوري، إلا أنه يعطي مؤشرًا جيدًا على سبب أن أسوأ أنواع الجرائم العنيفة تكون على يد الذكور غالبًا.
المصدر: News