شؤون عربية
2019 عام نهاية الحرب السورية: ما المؤشرات على ذلك؟
هل يكون انخفاض أعداد القتلى مؤشرًا على النهاية؟

كيو بوست –
سجل عام 2018 أدنى عدد من القتلى خلال عام واحد في الصراع الدائر في سوريا، وهو رقم يبدو نتيجة طبيعية لما آلت إليه الحرب المستمرة منذ 8 سنوات، إذ شهد عام 2018 حسمًا لغالب جبهات الحرب لصالح النظام، وصعود تيار التفاوض لإبرام اتفاق سلام.
مع بداية عام 2019، هنالك مؤشرات كبيرة نحو اعتباره عام نهاية الأزمة السورية بأكملها.
اقرأ أيضًا: اتفاقات في الشمال والجنوب: هل تنتهي الحرب السورية إلى الأبد؟
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: “إنها أدنى حصيلة سنوية للقتلى منذ بداية الأحداث في سوريا”، في منتصف مارس/آذار من عام 2011.
وفي عام 2017، قتل أكثر من 33 ألف شخص، فيما سجل عام 2014 أعلى حصيلة سنوية بمقتل أكثر من 76 ألف شخص.
تراجع عدد الضحايا رغم الأرقام الكبيرة يعد مؤشرًا لما آلت وستؤول إليه الأمور في سوريا؛ فالتوقعات تصب في صالح انخفاض هذا الرقم وربما انعدامه خلال 2019.
عام نهاية الحرب
منذ 2015، أي عام بدء التدخل العسكري الروسي، حققت قوات النظام السوري انتصارات متتالية على الأرض، وتمكنت في عام 2018 من السيطرة على الغوطة الشرقية، التي كانت تعد أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة، قبل أن تستعيد لاحقًا كامل محيط دمشق ثم جنوبي البلاد.
وخلال عام 2018، استعاد النظام مجمل مناطق المعارضة، خصوصًا تلك الحدودية مع الأردن ومع الجولان المحتل، وليتم تجميع كامل المعارضة في محافظة إدلب.
اقرأ أيضًا: قمة ثلاثي الأزمة: صفقات تلوح في أفق الحرب السورية
لكن الوقائع على الأرض لا تعد مؤشرًا كافيًا على قرب نهاية الحرب، إنما التقاء الثلاثي التركي الروسي الإيراني، قد يعزز بشكل كبير من إتمام عملية تقاسم النفوذ في 2019، وبالتالي نهاية الصراع.
ومن جانب آخر، ترتسم معالم تؤشر على أن 2019 سيكون عام فك العزلة عن النظام السوري وعودة العلاقات العربية مع دمشق. وبدأت دول السودان والبحرين والأردن خطوات في هذا الجانب خلال 2018.
عام المأساة الكردية
يحل عام 2019 بأسوأ حال على أكراد سوريا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتسليم الشأن الكردي لتركيا التي تعادي الأكراد وتستهدفهم باستمرار.
وقد يشهد العام الذي بدأ للتو حربًا شاملة بين الأكراد وتركيا، في كامل الشمال السوري، لكن مثل هذه المواجهة تكاد تكون محسومة لصالح تركيا لكون الأكراد وحيدين في المعركة.
لكن مثل هذه المواجهة قد تشعل صراعًا بين دمشق وأنقرة على خلفية نوايا الأخيرة بالتوغل داخل نطاق السيادة السورية، إلا أن التنسيق الروسي التركي عالي المستوى قد يشكل مخرجًا لأية أزمة محتملة.