الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

1982.. تفاصيل يوم غير عادي في حياة أطفال لبنانيين

كيوبوست

في تجربته الروائية الطويلة الجديدة يسترجع المخرج اللبناني وليد مؤنس، بدايات حرب 1982 بين إسرائيل ولبنان من جانب إنساني؛ ففي آخر أيام الدراسة بمدرسة تقع على التلال القريبة من بيروت، أطفال يخضعون لامتحانات الفصل الدراسي الثاني، بينما تبدأ أصوات الطائرات الحربية الإسرائيلية في التحليق بسماء لبنان، ومع نهاية اليوم نشاهد بداية وصول المدرعات الإسرائيلية ومرورها أمام المدرسة، قبل أن يغادر الأطفال برفقة ذويهم.

اختار وليد يوم 28 يونيو 1982 ليبدأ منه فيلمه وينهيه أيضًا؛ فنشاهد خلال الساعات التي تدور فيها الأحداث الطفل وسام، الطالب الذي يحب صديقته جوانا؛ لنشاهد خلال الأحداث قصصًا وحكايات عديدة داخل المدرسة من علاقات الطلبة بعضهم مع بعض، مرورًا بالامتحان في أجواء الحرب التي لم تمنع المدرسة من إجرائه، بينما تظهر المخرجة نادلين لبكي، في الأحداث كمعلمة في المدرسة تحاول إصلاح علاقاتها العائلية.

اقرأ أيضًا: أخوات السلاح.. مواجهة الإيزيديات والدواعش على شاشة السينما

في المدرسة التي تقع على جبال لبنان، نشاهد بداية طبيعية لليوم الذي يستعد فيه الطلاب لتوديع مدرستهم بعد عام دراسي مرّ بحلوه ومره؛ فاليوم كان يفترض أن يمر عاديًّا بين طلاب ذهبوا إلى مدرستهم؛ لكن قرار الحرب من العسكريين كان له رأي آخر، فنشاهد الخوف والفزع على وجوه الأطفال وعدم إدراك ما يحدث خارج أسوار مدرستهم؛ فهم يستمعون إلى أصوات متباينة تأتي من الخارج، بينما يحاول الأهالي طمأنة أطفالهم مما يحدث حولهم ولا يفهمونهم في أثناء مغادرتهم المدرسة؛ وهو ما ظهر بشكل أوضح في المشاهد الأخيرة للفيلم.

مخرج الفيلم وليد مؤنس، يقول في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “إن فكرة اختيار اسم الفيلم مرتبطة برغبته الشخصية في تخليد ذكرى التاريخ 1982، ولكي يخرج مَن يشاهد الفيلم ليبحث عنه ويعرف ماذا حدث في لبنان خلال هذا العام”، مشيرًا إلى أن العمل بالنسبة إليه أقرب إلى تجربة ذاتية؛ حيث يحكي عن آخر يوم له في المدرسة بلبنان.

وليد مؤنس مخرج الفيلم

يوضح مؤنس أنه حرص على بقاء القصة داخل المدرسة؛ حتى يشعر الجمهور بأهمية التعليم في لبنان، وهو ما جعله يركز على التفاصيل المختلفة في حياة اليوم الأخير للطلاب بالمدرسة مع اندلاع الحرب؛ لكن في الوقت نفسه كان حريصًا على وجود السياسة وقادتها بالأحداث من خلال نشرات الأخبار التي ظهرت على مدى اليوم.

وأضاف مخرج الفيلم أن الفيلم جرى تصويره على مدى 27 يومًا للتصوير، وهي مدة صغيرة زمنية مرتبطة بوجود أطفال يتم تدريبهم ووقوفهم أمام الكاميرا للمرة الأولى؛ وهو ما جعله يقوم بتصوير مشاهد أول يوم تصوير في آخر أيام التصوير بعدما شعر بالنضج الذي وصل إليه الأطفال فخرج بشكل أفضل كثيرًا.

اقرأ أيضًا: في “Angel Has Fallen” روسيا بريئة من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي

وأوضح مؤنس أن عملية اختيار الأطفال المشاركين في الفيلم استغرقت بعض الوقت؛ حيث تم إجراء اختبارات لعدد كبير من الأطفال بالمدارس المختلفة ينتمون إلى جميع الطبقات؛ حتى تم الاستقرار على 25 ولدًا وتم البدء في تدريبهم الذي ركز فيه على إشعارهم بالراحة خلال الحديث معه وتدريبهم على الوقوف أمام الكاميرا؛ حتى يعتادوا على مواجهتها قبل التصوير الفعلي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة