الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
“11 سبتمبر” بداية القرن الـ21 بالنسبة للولايات المتحدة
2977 شخصاً قتلوا في أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة
كيوبوست – ترجمات
كاثرين هوسكيز
بعد عشرين عاماً على أسوأ هجومٍ على الأراضي الأمريكية منذ هجوم بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية، أعدَّ مركز ميلر في جامعة فرجينيا هذا المقال، ونشره على موقعه الرسمي ليقدم من خلاله وصفاً دقيقاً وتسلسلاً زمنياً لأحداثِ ذلك اليوم للجيل الذي لم يعاصرْ تلك الهجمات.
اقرأ أيضاً: من 11 سبتمبر إلى 1 يونيو الحرب على الإرهاب تستنفر اليمين المتطرف
كانت لحظةً صدمتِ الأمة، تحطمت طائرتان اختطفهما جهاديون إسلاميون على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وضربت طائرة ثالثة مبنى البنتاغون في واشنطن العاصمة، وتحطمت طائرة رابعة في أحد الحقول بعد أن كان من المفترض أن تضرب البيت لأبيض أو مبنى الكابيتول.
يبدأ المقال برسمِ المسارِ الزمني الدقيق للهجمات كما يلي:
المسار الزمني:
7:59 صباحاً: انطلقت رحلة أميريكان إيرلاينز رقم 11 من بوسطن إلى لوس أنجلس، وعلى متنها 76 راكباً و11 من أفراد الطاقم، وخمسة خاطفين، من بينهم محمد عطا، وعبد العزيز العمري.
8:15 صباحاً: انطلقت رحلة يونايتد إيرلاينز رقم 175 من بوسطن إلى لوس أنجلس، وعلى متنها 51 راكباً و9 من أفراد الطاقم، وخمسة خاطفين.
8:19 صباحاً: أرسلت المضيفة الجوية على الرحلة 11 بيتي أونغ رسالة تفيد باختطاف الطائرة.
8:20 صباحاً: انطلقت رحلة أميريكان إيرلاينز رقم 77 من واشنطن إلى لوس أنجلس، وعلى متنها 53 راكباً، و6 من أفراد الطاقم، وخمسة خاطفين.
اقرأ أيضاً: أحداث نيويورك وتبعات الخوف من الإرهاب
8:24 صباحاً: محمد عطا يحذر برج المراقبة في بوسطن من دون أن يقصد، بعد أن ضغط على زر التواصل، بدلاً من زر الحديث مع الركاب.
8:42 صباحاً: انطلقت رحلة يونايتد فلايت رق 93 نيوجيرسي إلى سان فرانسيسكو وعلى متنها 33 راكباً و7 من أفراد الطاقم، و4 خاطفين.
8:46 صباحاً: تحطمت طائرة الرحلة 11 في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي
9:03 صباحاً: تحطمت طائرة الرحلة 175 في البرج الجنوبي
9:05 صباحاً: تم إبلاغ الرئيس جورج بوش بالهجوم الثاني، بينما كان في زيارة لإحدى المدارس في فلوريدا.
9:28 صباحاً: سيطر الخاطفون على الرحلة 93
9:37 صباحاً: تحطمت طائرة الرحلة 77 في مبنى البنتاغون، وقتلت 125 شخصاً، بالإضافة إلى كلِّ من كان على متنها.
9:45 صباحاً: تم إغلاق المجال الجوي الأمريكي، وأُعطي الأمرُ لجميعِ الطائرات المدنية بالهبوط في أقرب مطار.
9:55 صباحاً: أقلعت طائرة الرئيس بوش من فلوريدا
9:59 صباحاً: انهار البرج الجنوبي
10:02 صباحاً: تحطمت طائرة الرحلة 93 في حقل فارغ في شانكسفيل، بنسلفانيا، ويرجح أنها كانت تستهدف البيت الأبيض أو مبنى الكابيتول.
اقرأ أيضاً: تعلُّم التعايش مع الإرهاب… عقيدة “جيد بما فيه الكفاية”
10:18 صباحاً: الرئيس بوش يفوض الجيش بإسقاط جميع الطائرات المحلقة في الأجواء الأمريكية
10:28 صباحاً: انهار البرج الشمالي
11:45 صباحا: حطَّت طائرة الرئيس في قاعدة باركسدايل الجوية في لويزيانا
1:30 بعد الظهر: أقلعت طائرة الرئيس من قاعدة باركسدايل
3:00 بعد الظهر: حطَّت طائرة الرئيس في قاعدة أوفورت الجوية، وتم نقل الرئيس إلى ملجأ آمن قادر على تحمل ضربة نووية.
ثم ينتقل التقرير إلى الإضاءة على خلفية الهجمات التي بدَت بمثابة عملٍ إرهابي عشوائي، ويشير إلى العوامل التي تراكمت منذ التسعينيات، وأدَّت إلى هذا الحدث الكارثي. ومن هذه العوامل الظروف الإقليمية في الشرق الأوسط، وإخفاقات أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
اقرأ أيضاً: كنوزٌ أثرية نجت من هجمات 11 سبتمبر
قبل أحداث سبتمبر لم يكن أسامة بن لادن معروفاً على نطاقٍ واسع في الولايات المتحدة، بينما كان يحشد شعبية وأتباعاً في الشرق الأوسط لتنظيم القاعدة الذي شارك في تأسيسه عام 1988. دعا بن لادن إلى القتل العشوائي لجميع الأمريكيين الذين وصفهم بأنهم “أسوأ لصوص في العالم”.
ثم يشير التقرير إلى موجة الثورات القومية العلمانية التي اجتاحت عدداً من دول الشرق الأوسط، وترسخت في دول مثل مصر وليبيا واليمن والعراق، والتي فشلت في تحقيق وعودها الثورية، وتحولت إلى أنظمة قمعية مستبدة، وأدَّى الضيق الاجتماعي وانتشار البطالة بين الشباب إلى توفير أرضية خصبة للتطرف. استغل بن لادن هذا الجو العام لنشر رسالته بأن الولايات المتحدة هي “رأس الأفعى”، والسبب الرئيسي وراء كل مشكلات المجتمع.
وبحلول منتصف التسعينيات، كان تنظيم القاعدة بزعامة بن لادن قد أصبح شبكة إرهابية متطورة تنفذ عمليات متكررة ضد الأمريكيين في الشرق الأوسط. وكان ذلك نوعاً جديداً من الإرهاب تكافح وكالات الاستخبارات الأمريكية للتعامل معه. لم تكن هذه الوكالات تمتلك أدنى تصور عن أي هجوم يشبه هجوم 11 سبتمبر، بل كانت قد تهيأت لمواجهة عمليات من نوعٍ مختلف تماماً؛ مثل تفجير مبنى مركز التجارة العالمي عام 1993 أو الهجوم على المدمرة الأمريكية كول عام 2000.
ويشير التقرير إلى أن جلَّ اهتمام وكالات الاستخبارات كان يتمثل في الاستجابة للعمليات الإرهابية، والقبض على مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، وليس على مكافحة هذه العمليات بشكلٍ استباقي، ومنع وقوعها. وفي غضونِ ذلك، كان أسامة بن لادن قد اكتسب قوة كبيرة بسبب الظروف في الشرق الأوسط، وبفضل شخصيته الكاريزماتية. وقد استمر تأثير هذان العاملان – قوة القاعدة، وعدم الاستعداد الكافي لوكالات الاستخبارات- على سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لمدة طويلة بعد هجمات سبتمبر.
اقرأ أيضاً: نحن والآخرون..كيف سمحت الولايات المتحدة لأعدائها باختطاف سياساتها الخارجية؟
كان الرد الفوري لإدارة بوش على هجوم 11 سبتمبر هو إعلانها الحرب على الإرهاب التي بدأت في أفغانستان كردٍ انتقامي على القاعدة، ثم توسعت الحرب لتشمل العراق. ولا تزال عواقب هذه الحروب تؤثر على الشرق الأوسط، ولا تزال الولايات المتحدة تخوض هذه الحرب بعد مرور عشرين عاماً على إعلانها.
وينتقل التقرير، في جزئه الأخير، لإلقاءِ الضوءِ على التأثيرات الطويلة الأمد للهجمات، حيث يعاني الآلاف اليوم من السرطان والأمراض المزمنة جراء التسمم من التلوث في موقع انهيار البرجين، كما أن صناعة النقل الجوي قد تغيرتْ بشكل ٍكبير، وازدادت الإجراءات الأمنية المشددة لمنع الإرهابيين من التسلل مع أسلحتهم إلى الطائرات.
اقرأ أيضاً: الولايات المتحدة والمسلمون وعالم ما بعد 11 سبتمبر
وفوق كل ذلك، فقد أدَّتِ الهجمات إلى تغييراتٍ في الحكومة الفيدرالية، وزيادة سلطاتها التنفيذية، وإنشاء إدارات جديدة، ووزارة الأمن الوطني، وتوحيد مجتمع الاستخبارات تحت إشراف مدير المخابرات الوطنية لزيادة التنسيق بين مختلف الوكالات. كما وسَّعتِ القوانين الجديدة مثل قانون باتريوت من صلاحيات الأمن الداخلي والمراقبة، وتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة غسيل الأموال لتعطيل تمويل الإرهاب، بالإضافة إلى العمل على رفع كفاءة الوكالات الاستخباراتية.
لن يطوي النسيان مأساة 11 سبتمبر وآثارها المستمرة، وقد افتتح متحف 11 سبتمبر والنصب التذكاري في الموقع الذي كان البرجان التوأمان يقفان فيه.
المصدر: مركز ميلر، جامعة فيرجينيا
