الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

10 سنوات على مقتل بن لادن.. فما الحالة الراهنة لتنظيم القاعدة؟

كيوبوست – ترجمات

يصادف الأحد 2 مايو 2021، مرور عشر سنوات على قتل قوات البحرية الأمريكية زعيمَ تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، في غارة في أبوت آباد، بباكستان. وكان الشعور بالتفاؤل ملموساً في أعقاب العملية التي استهدفتِ الزعيم الإرهابي المراوغ، الشخص المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر.

اقرأ أيضاً: “بن لادن” ليس شهيدًا.. فلماذا وصفه عمران خان بذلك؟

وخلال هذه الفترة نفسها، اجتاحت الاحتجاجات شمال إفريقيا والشرق الأوسط؛ وهو “ربيع عربي” يبشر بوعدٍ بالتغيير في المناطق التي ابتليت لفترة طويلة بالحكم المتصلب والعسكرة والتطرف العنيف؛ ولكن مع التزام الولايات المتحدة بسحب قواتها المتبقية من أفغانستان في أعقاب إعلان الرئيس بايدن الأخير، لا يوجد هناك تفاؤل يُذكر.

ووفقاً لبعض التقديرات، يحظى تنظيم القاعدة بولاء ما بين 30 و40 ألف مقاتل في جميع أنحاء العالم. وقد ولَّدت فروع التنظيم في منطقة الساحل والقرن الإفريقي زخماً كبيراً على مدى السنوات العديدة الماضية. وفي يناير 2020، هاجم مسلحون من حركة الشباب معسكر سيمبا في خليج ماندا، بكينيا؛ ما أسفر عن مقتل جندي أمريكي ومقاولين أمريكيين.

احتجاج أنصار حزب جمعية علماء الإسلام المتشددة الموالية لـ”طالبان” بعد مقتل بن لادن.. أفغانستان- “فرانس برس”

وقد تم الحد من أنشطة تنظيم “القاعدة في شبه الجزيرة العربية”، التابع للتنظيم في اليمن؛ لكنه لا يزال من بين أكثر الجماعات المنبثقة عن التنظيم الأصلي من حيث القدرة على العمليات في التنظيم. وأظهر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باستمرار رغبته في ضرب أهداف الطيران، وكان مسؤولاً عن العديد من الهجمات رفيعة المستوى في المملكة العربية السعودية عام 2019، كما تورط في الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل ثلاثة بحارة من البحرية الأمريكية في قاعدة عسكرية في بنساكولا بولاية فلوريدا.

اقرأ أيضاً: في ظل توسعات استثنائية حول العالم.. تنظيم الدولة الإسلامية يُعيد بناء نفسه

من جانبٍ آخر، يوسِّع النزاع الدائر في اليمن من فرص الجماعات الإرهابية لاستغلال الفوضى؛ حيث أعاد تنظيم القاعدة توجيه استراتيجيته للتركيز بشكلٍ أكبر على تحقيق نجاحات مع القبائل والعشائر، وتسخير قوة المظالم المحلية والإقليمية في الدول الفاشلة، والأراضي غير الخاضعة للحكم، وإدخال أجندة عالمية حيثما تنشأ الفرص.

وفي حين ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها على تفكيك خلافة تنظيم “الدولة الإسلامية”، كان تنظيم القاعدة “يعيد بناء شبكته في جميع أنحاء العالم بهدوء وصبر”، كما أشار بروس هوفمان. ولا شك أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان لديه القدرة على بث حياة جديدة في تنظيم القاعدة، بالطريقة نفسها التي أدى بها انسحاب الولايات المتحدة من العراق في عام 2011، الذي أملاه جدولٌ زمني لا شروطٌ على الأرض، إلى ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية”.

مقاتلون من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا- “فرانس برس”

ويشير تقريرٌ حديث للأمم المتحدة إلى أن تنظيم القاعدة لا يملك سوى عدة مئات من المقاتلين الموجودين حالياً في أفغانستان؛ ولكن بعد انسحاب الولايات المتحدة، واحتمال هيمنة “طالبان” على مساحاتٍ واسعة من أفغانستان عسكرياً، يمكن أن تتاح لتنظيم القاعدة الفرصة التي يحتاج إليها للنمو.

ومع انتشار شائعات على مدى شهور بأن زعيم “القاعدة” الحالي، أيمن الظواهري، قد مات، والقضاء على العديد من الشخصيات البارزة الأخرى في “القاعدة” على مدى السنوات العديدة الماضية؛ بما في ذلك حمزة بن لادن، نجل أسامة، والمحارب المخضرم منذ فترة طويلة أبو محمد المصري، يعتقد الكثيرون أن أميرها المنتظر هو سيف العدل، الذي يُعتقد حالياً أنه في إيران.

اقرأ أيضاً: إيران تتحدى المجتمع الدولي.. وتستمر في احتضان تنظيم القاعدة

وكانت وفاة أسامة بن لادن علامةً فارقة مهمة للولايات المتحدة؛ لكن لا ينبغي الخلط بين الانتصارات التكتيكية والأهداف الاستراتيجية. ويجب ألا نخدع أنفسنا بالاعتقاد بأن موت بن لادن كان بمثابة إشارة إلى نهاية “القاعدة” أو الحركة الجهادية العالمية على نطاقٍ أوسع؛ حيث خاضت الولايات المتحدة الحرب في أفغانستان عام 2001 لتدمير الجماعة الإرهابية المسؤولة عن أسوأ هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية في التاريخ.

وبعد مرور عقدٍ من الزمن على مقتل أسامة بن لادن، فلا تزال “القاعدة” تشكل تهديداً، ويمكن أن تنتشر بعد انسحاب الولايات المتحدة. ويأمل بايدن أن يتم احتواء “القاعدة”؛ لكن التاريخ أثبت خلاف ذلك في كثيرٍ من الأحيان.

المصدر: مركز سوفان لدراسات الأمن القومي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة