الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

10 حقائق عن الدين والدولة في الولايات المتحدة

كيوبوست- ترجمات

ريبيكا ليبرت وداليا فهمي♦

قال مركز بيو للأبحاث إن الجدل عاد مؤخراً إلى الظهور في الولايات المتحدة مع صدور ثلاثة أحكام جديدة من المحكمة العليا بشأن الرموز الدينية في الممتلكات العامة، والصلاة في المدارس العامة، والإعانات الحكومية للمدارس الدينية.

ينص التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة على أن البلاد يجب ألا يكون لها دين رسمي، وقد تجادل الأمريكيون منذ بدء تأسيس البلاد حول رسم الخط الفاصل بين الدين والحكومة أو الدولة.

اقرأ أيضاً: الدين والمجتمعات الغربية

وقد أظهرت استطلاعات المركز أن عدد الأمريكيين الذين يؤيدون الفصل بين الكنيسة والدولة أكبر بكثير من المعارضين، على الرغم من وجود انقسامات حول هذه القضايا حسب الهوية السياسية والانتماء الديني.

وفي ما يلي 10 حقائق تعكس عمق الروابط بين الثقافة الدينية والتوجهات السياسية في الولايات المتحدة:

1- وَفقاً لمسح أُجري في ربيع عام 2022، ذكر ما يقرب من ثلاثة أرباع البالغين في الولايات المتحدة (73%) أنه يجب فصل الدين عن السياسات الحكومية.

أسقف بالتيمور يضع حجر الأساس لكاتدرائية العذراء.. أول كاتدرائية في الولايات المتحدة- أرشيفية

ويرى 25% فقط أن السياسات الحكومية يجب أن تدعم القيم والمعتقدات الدينية. في حين أن غالبية الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية (84٪) والجمهوريين وذوي الميول الجمهورية (61%)، يقولون إن الدين يجب أن يبقى منفصلاً عن سياسات الحكومة؛ لذا فإن الجمهوريين أكثر ميلاً إلى القول إن الحكومة يجب أن تدعم القيم الدينية (38% مقابل 16%).

ويرى نحو أربعة من كل عشرة من البروتستانت (39٪) أن السياسات الحكومية يجب أن تدعم القيم والمعتقدات الدينية، مقارنة بـ24٪ من الكاثوليك و9٪ من البالغين غير المنتمين إلى دين؛ أولئك الذين يصفون هويتهم الدينية بأنهم ملحدون أو لا أدريون أو لا شيء على وجه التحديد.

اقرأ أيضاً: الانتشار والتأثير.. مستقبل الأديان في العالم

بينما انقسم البروتستانت الإنجيليون البيض؛ حيث قال 49% منهم إن سياسات الحكومة يجب أن تدعم القيم الدينية، بينما قالت نسبة مماثلة إن السياسات يجب أن تبقى منفصلة عن الدين.

2- يحد تعديل جونسون من النشاط السياسي للمنظمات الدينية، ويريد معظم الأمريكيين (70٪) أن تبقى الكنائس ودور العبادة الأخرى بعيدة عن السياسة، وفقاً لتحليل أُجري عام 2021.

لوحة تعبيرية لاجتماع الوعظ في معسكر ميثودي في ماساتشوستس عام 1850- الأرشيف الوطني

ومع ذلك، وجدت دراسة استقصائية أُجريت خلال السباق الرئاسي في يوليو 2020، أن بعض البالغين الأمريكيين الذين حضروا الشعائر الدينية في الشهر السابق أو شاهدوا الشعائر عبر الإنترنت، قالوا إنهم سمعوا عظات تعبر عن دعم للرئيس دونالد ترامب (9٪) أو دعم للمرشح جو بايدن (6٪)، بينما سمع آخرون عظات تعبر عن معارضة لترامب (7٪) أو بايدن (4٪).

اقرأ أيضاً: السوق الديني وصراعات رأس المال الرمزي

في الوقت نفسه، سمع أربعة من كل عشرة عظات تناقش أهمية التصويت أو الاحتجاج أو غير ذلك من أشكال المشاركة السياسية.

3- قضت المحكمة العليا في عام 1962 بأنه من غير الدستوري أن يقود المعلم فصلاً دراسياً للصلاة داخل مدرسة عامة؛ لكن ثلاثة من كل عشرة بالغين أمريكيين قالوا في استطلاع أُجري في مارس 2021 إنه ينبغي السماح لمعلمي المدارس العامة بالقيام بذلك.

شهدت ولاية فيلادلفيا أعمال شغب بسبب عداء المناهضين للكاثوليكية عام 1844 ومناخ التحيز الديني الذي اجتاح أمريكا خلال القرن التاسع عشر- مجموعة جرانجر الفنية.. نيويورك

ومن بين طلاب المدارس العامة في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً، قال 41٪ في استطلاع أُجري عام 2019 إنه من المناسب أن يقود المعلم فصلاً في الصلاة، بما في ذلك 29٪ من المراهقين الذين يعرفون أن هذه الممارسة محظورة؛ لكنهم قالوا إنها مقبولة على الرغم من ذلك.

اقرأ أيضاً: حظر توظيف الدين سياسياً.. هل يجد طريقاً للتطبيق؟

وفي هذا العام، أصدرت المحكمة العليا حكماً في قضية أخرى تتعلق بالصلاة داخل المدارس العامة. وفي هذه القضية، قضت المحكمة العليا بأن مدرب كرة القدم في المدرسة الثانوية في بريميرتون، واشنطن، يحق له دستورياً الصلاة في وسط الملعب بعد المباريات.

4- ووفقاً للاستطلاع نفسه، ينقسم الأمريكيون حول ما إذا كان ينبغي السماح للحكومات المحلية بوضع رموز دينية على الممتلكات العامة؛ حيث يقول ما يقرب من أربعة من كل عشرة بالغين أمريكيين (39٪) إنه ينبغي السماح للمدن والبلدات بذلك، بينما يقول 35٪ إنه ينبغي إبعاد الرموز الدينية عن الممتلكات العامة.

تجلس فاشتي ماكلوم خارج مبنى المحكمة العليا عام 1947 في انتظار الحكم بشأن كفاحها لحظر دروس التعليم الديني من مدرسة عامة في إلينوي- “أسوشييتد برس”

وفي حين أن بعض أحكام المحكمة العليا قد قررت أن الرموز الدينية على الممتلكات الحكومية دستورية في سياقات معينة، إلا أن أحكاماً أخرى قد وجدت أن مثل هذه الرموز يمكن أن تشكل تأييداً للدين، وهو ما يعد انتهاكاً للتعديل الأول.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر التدين على التعصب القبلي والعرقي؟

5- وَفقاً لتحليل أُجري عام 2017، نجد أنه في حين لا يذكر دستور الولايات المتحدة كلمة الله، إلا أن جميع دساتير الولايات تقريباً تشير إما إلى الله أو الرب. كما تظهر كلمة الله أيضاً في إعلان الاستقلال، وفي قسم الولاء، وعلى العملة الأمريكية.

6- يعد عيد الميلاد هو العطلة الفيدرالية الوحيدة التي تعتبر عطلة دينية، على الرغم من أن العديد من الأمريكيين ينظرون إلى عيد الميلاد باعتباره عطلة ثقافية.

ابتكر توماس جيفرسون أشهر استخدام لاستعارة “فصل الكنيسة عن الدولة”- أرشيف جمعية البيت الأبيض التاريخية

وقد جعل الكونغرس عيد الميلاد -جنباً إلى جنب مع الرابع من يوليو، وعيد الشكر، ورأس السنة الجديدة- عطلة غير مدفوعة الأجر للقوى العاملة الفيدرالية في العاصمة عام 1870؛ وقام مشروع قانون لاحق باعتبار هذه العطلات كأيام إجازة مدفوعة لجميع موظفي الحكومة.

اقرأ أيضاً: كيف أثرت الطباعة الورقية بعصر النهضة والإصلاح الديني؟

7- أيدت المحاكم دستورية عطلة عيد الميلاد؛ بحجة أن إغلاق المكاتب الفيدرالية لا يجبر المواطنين على الانخراط في الأنشطة الدينية. ولم تكلل الجهود المبذولة للاعتراف بالأعياد الدينية الأخرى؛ مثل عيد الفطر الإسلامي، بالنجاح حتى الآن.

8- جميع رؤساء الولايات المتحدة تقريباً، بما في ذلك جو بايدن، مسيحيون. وبايدن هو ثاني رئيس كاثوليكي (بعد جون كينيدي)، في حين أن الغالبية العظمى من الآخرين كانوا بروتستانتيين، وغالباً ما ينتمون إلى الكنيسة الأسقفية أو المشيخية.

واثنان من أشهر الرؤساء، توماس جيفرسون وأبراهام لينكولن، لم يكن لهما أي انتماء ديني رسمي. وقد أدى معظم الرؤساء اليمين الدستورية بالكتاب المقدس، وتقليدياً يختمون قسمهم بعبارة “ساعدني يا الله”.

رفعت عائلة شيمب دعوى أدت إلى صدور حكم عام 1963 عن المحكمة العليا بحظر قراءة الكتاب المقدس وتلاوة الصلاة في المدارس العامة – “أسوشييتد برس”

ووفقاً لاستطلاع أُجري في فبراير 2020، يشعر ما يقرب من نصف الأمريكيين -(20٪) أو إلى حد ما (32٪)- أنه من المهم جداً أن يكون لدى الرئيس معتقدات دينية قوية (حتى لو كانت مختلفة عن معتقداتهم).

9- وَفقاً لتحليل أُجري في يناير 2021، لطالما كان الكونغرس مسيحياً بأغلبية ساحقة، ونحو تسعة من كل عشرة نواب (88٪) في الكونغرس الحالي -بما في ذلك 99٪ من الجمهوريين و78٪ من الديمقراطيين- يعرفون أنفسهم على أنهم مسيحيون.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن أن تعلمه لنا “الطائفة الدينية” بشأن إعادة تأهيل المتطرفين

ويعد الكونغرس ذا أغلبية بروتستانتية أكثر من سكان الولايات المتحدة بشكل عام (55٪ مقابل 40٪) وأكثر كاثوليكية (30٪ مقابل 21٪).

10) وَفقاً لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2019، فإن معظم الأمريكيين لا يعرفون أن الدستور يضمن أن الدين لا يمكن أبداً أن يكون شرطاً لتولي المناصب العامة. وعندما سُئلوا في سؤال متعدد الخيارات عما يقوله الدستور عن الدين، لم يتمكن سوى 27% من البالغين من أن يحددوا بشكل صحيح أنه “لا يلزم إجراء اختبار ديني” لتولي المناصب العامة.

نسخة طبق الأصل من وثيقة الحقوق المدنية الصادرة عن الكونغرس الأمريكي وتشمل التعديلات العشرة الأولى للدستور – موسوعة التاريخ

حيث يختار العديد من البالغين في الولايات المتحدة بشكل خاطئ أن الدستور يتطلب من أصحاب المناصب الفيدرالية التأكيد أن جميع الرجال قد منحهم خالقهم حقوقاً معينة غير قابلة للتصرف (15٪)، أو أن الدستور يتطلب من أصحاب المناصب الفيدرالية أن يؤدوا اليمين الدستورية على الكتاب المقدس (12٪)، أو أن الدستور لا يذكر شيئاً عن الدين له صلة بأصحاب المناصب الفيدرالية (13٪).

اقرأ أيضاً: التدين الظاهري.. وسيلة الكثيرين إلى المكانة الاجتماعية

الأمريكيون منقسمون حول المدى الذي ينبغي لقوانين البلاد أن تعكس به تعاليم الكتاب المقدس. ويقول ما يقرب من نصف البالغين إن الكتاب المقدس يجب أن يؤثر على القوانين الأمريكية إما بشكل كبير (23٪) وإما بشكل جزئي (26٪)، ويقول أكثر من الربع (28٪) إن الكتاب المقدس يجب أن يسود على إرادة الناس إذا كان الاثنان على خلاف، وفقاً لاستطلاع أُجري في فبراير 2020.

ريبيكا ليبرت: مساعدة تحرير في مركز بيو للأبحاث.

داليا فهمي: محررة في مركز بيو للأبحاث تركز على الشؤون الدينية.

المصدر: مركز بيو للأبحاث

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة