الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة

يوم الشعوب الأصلية أم يوم كولومبوس؟

 كيوبوست- ترجمات

سانيا منصور

مع توجه المزيد من المدن والولايات نحو الاحتفال بيوم الشعوب الأصلية بدلاً من يوم كولومبوس أو إلى جانبه، تثير تماثيل كريستوفر كولومبوس الكثير من الجدل. وبينما تتخذ بعض المدن إجراءات إضافية لحماية هذه التماثيل من التخريب، يخطط بعضها الآخر لإزالتها. ومع تصاعد هذه النقاشات، كتبت سانيا منصور، في صحيفة “التايم” مقالاً تلقي فيه الضوء على هذه القضية من جوانبها المختلفة.

اقرأ أيضاً: بعد تحطيم ثماثيله.. كريستوفر كولومبوس مُستعمِر أم مستكشف؟

تم تغليف تمثال كولومبوس في حديقة شينلي في بيتسبورغ بالبلاستيك تمهيداً لإزالته؛ مما دفع العديد من الأمريكيين من أصل إيطالي إلى تقديم شكوى قانونية لمنع المدينة من إزالة التمثال. وكان عمدة بيتسبورغ قد تعهد بدعم قرار لجنة بيتسبورغ الفنية بإزالته من الحديقة. وتشير كاتبة المقال إلى رسالة وجهها العمدة إلى اللجنة الفنية يقول فيها: “بعد الكثير من التفكير والصلاة، أعتقد أن الوقت قد حان لإعادة تمثال كولومبوس إلى المجتمع الأمريكي الإيطالي الذي أقامه. يمكنهم الحفاظ عليه بطريقة تحتفل بالثقافة الأمريكية- الإيطالية، مع الاعتراف بالضرر الذي تسببت فيه العبودية والعنصرية لأمريكا”. وقال متحدث باسم شرطة المدينة، إن الشرطة لا تضع حراسة دائمة عند التمثال؛ بل تقوم بدوريات تتفقده بشكل منتظم.

تحتفل الآن أربع عشرة ولاية وواشنطن العاصمة ومئة وثلاثون مدينة بيوم الشعوب الأصلية إلى جانب، أو بدلاً من، يوم كولومبوس، ويرى الكثير من الأمريكيين أنه من الأجدى الاعتراف بقوة مجتمع الأمريكيين الأصليين بدلاً من تكريم إرث العنف الذي خلفة كولومبوس، بينما لا تزال بعض المجتمعات تخوض نقاشات موسعة حول ما يجب فعله بالتماثيل الموجودة فيها.

إزاحة الستار عن تمثال الأم كابريني في نيويورك في ذكرى يوم كولومبوس- “إي بي سي نيوز”

وتشير كاتبة المقال إلى أن شرطة نيويورك تقوم بحراسة تمثال كولومبوس الموجود في ساحة كولومبوس، وتنقل عن متحدث باسم شرطة المدينة، قوله: “لدينا عناصر مكلفة بتوفير الحماية لمنطقة ساحة كولومبوس بشكل عام، وسوف نتكيَّف حسب الحاجة”. وتأتي هذه الاحتياطات الأمنية قبل إزاحة الستار عن تمثال الأم كابريني، التي وصفها حاكم نيويورك أندرو كومو، (وهو أمريكي من أصول إيطالية) بأنها “تجسيد للإرث الأمريكي الإيطالي”، وقال “إنها أسست 67 مدرسة ومستشفى ودار أيتام”.

في عام 2017 وفي أعقاب أعمال العنف التي قام بها أنصار تفوق العرق الأبيض في شارلوتسفيل، قام عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، (وهو أيضاً ينحدر من جذور إيطالية) بتشكيل لجنة لمراجعة “رموز الكراهية الموجودة على ممتلكات المدينة”. وأوصت تلك اللجنة في نهاية المطاف بالإبقاء على تمثال كولومبوس. وفي وقت سابق من هذا العام، أكد دي بلاسيو موقفه بقوله: “يجب علينا، على ما أعتقد، أن نلتزم بما توصلت إليه تلك اللجنة”.

اقرأ أيضاً: هل اكتشف الأفارقة أميركا قبل كولومبوس؟ دلائل ومؤشرات

وعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة التي تطول كولومبوس في مختلف أرجاء البلاد، فقد أكد كومو مراراً أهمية التمثال، وقال في وقت سابق من هذا العام، رداً على سؤال حول ما إذا كان الوقت قد حان لإزالته: “أنا أتفهم المشاعر حول كريستوفر كولومبوس وبعض أعماله التي لا يؤيدها أحد؛ ولكن التمثال موجود للدلالة على التقدير للمساهمة الإيطالية- الأمريكية في نيويورك، ولهذا السبب أنا أدعم بقاءه”.

مدينة كولومبس تزيل تمثال الشخص الذي تحمل اسمه- “يو إس إي توداي”

كما أعرب مرة أخرى عن دعمه للحفاظ على التمثال خلال احتفال مؤسسة كولومبوس للمواطنين عام 2020، بقوله: “الآن يحظى الأمريكيون- الإيطاليون بتمثالَين عظيمَين في نيويورك؛ تمثال كريستوفر كولومبوس، وتمثال الأم كابريني، وسيُسهم التمثالان في تثقيف الجيل الجديد من سكان نيويورك والسياح الذين يأتون إلى هنا من أصقاع الأرض حول الإرث الحقيقي الذي يدعو إلى الفخر للأمريكيين- الإيطاليين، ومَن نحن، وما الذي فعلناه لنجعل هذا البلد الذي نحبه أفضل بكثير”.

اقرأ أيضاً: تمثال للملك “شيشناق” يثير الجدل مع احتفالات السنة الأمازيغية!

وعلى النقيض من ذلك، قامت مدينة كولومبوس في أوهايو -التي سميت كذلك نسبة إلى كريستوفر كولومبوس- بإزالة التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 20 قدماً، في يوليو الماضي. كما أطاح المتظاهرون بتماثيل كولومبوس في سانت بول في مينيابوليس، وبالتيمور وريتشموند في فيرجينيا، خلال العام الجاري. ومؤخراً، قام المحتجون في مدينة بورتلاند بالإطاحة بتمثالَي الرئيسَين السابقَين تيودور روزفلت وإبراهام لينكولن، كجزء من احتجاجهم على الاحتفال بيوم كولومبوس، وفقاً لوكالة “أسوشييتد برس”.

المصدر: صحيفة التايم

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات