الواجهة الرئيسيةصحةمقالاتيوميات أمريكيةيوميات كورونا
يوميات طالب عربي في أمريكا مع “كورونا” 8
صديقي الصيني فابيو

كريم هاشم
25 مارس 2020
لا يمكنني إنكار اهتمامي الكبير بمتابعة التأثيرات الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا. لقد تابعت كمًّا هائلًا من الإحصائيات والمقالات والرسوم البيانية والاتجاهات الاقتصادية بشكل متواصل.
“الاقتصاد”.. ما الاقتصاد؟ قد يبدو استفهامي مجازيًّا؛ لكنه في الحقيقة ليس كذلك.
شاهد: فيديوغراف.. خطورة نظريات المؤامرة في ظل انتشار “كورونا”
في مثل هذه اللحظات الحرجة تظهر الهشاشة التامة للسوق. لطالما صُوِّر الاقتصاد بأنه “أكبر من الحياة”، وأنه اليد الخفية التي تدير كل شيء. الأزمة الحالية تخلع عن الاقتصاد هذه الهالة، وتُظهر أن المحرك الأساسي للاقتصاد هو مجموعة من الأفراد (المستثمرين) الذين يشعرون الآن بالرعب. لقد استثمروا أموالهم بالكامل، وأضعاف ذلك من “الإيمان”، في الأسواق، من منطلق ثقتهم المطلقة بسوق “مفترض” حركة أمواجها مستمرة بلا توقف. هؤلاء المستثمرون يتظاهرون دومًا بأنهم يفهمون بوضوح اتجاه الرياح وأنهم قادرون على التحكم فيها، وأنهم يعتلون الموج ببركة من “الله” الذي يحميها من الانكسار.

مع كل اهتمامي بمراقبة حركة الأسواق الاقتصادية، لم أكن قط ذكيًّا بما يكفي -أو ربما غبيًّا بما يكفي- للاستثمار فيها؛ لكنني قضيت معظم اليوم أتحدث مع صديقي الصيني، فابيو، الشخص الوحيد الذي قابلته، صدفةً، في الحرم الجامعي اليوم. إنه مستثمر ذكي نجح في تحويل 30 ألف دولار إلى قرابة 500 ألف دولار في غضون ثلاث سنوات فقط، ويُعزى ذلك -إلى حد كبير- إلى إيمانه بشركة “تيسلا” التي يملكها إيلون ماسك. من دون أن يتفوه بكلمة واحدة، أو يرى إحصائية، كانت تعبيرات وجهه تشي بخطورة الوضع.
اقرأ أيضًا: “كورونا” يخلِّف آثارًا عميقة على الاقتصاد وخطوط الطيران
حاليًّا، يبدو أن أسبوعًا واحدًا فقط يفصل بين أفضل أداء للسوق في تاريخها وأسوأ تدهور لها (اعتمادًا على المعدل الحالي للتراجع الاقتصادي). مع تأثر الأسواق بـفيروس كورونا، هناك إحساس بحالة”deja-vu” ، ليست مُستغرَبة، تغمر كل مَن يراقبون ما يحدث بغض النظر عن إدراكهم معنى الاقتصاد من عدمه. مع مرور الأيام، بدأت أتحدث مع مزيد من الأصدقاء، والعاملين في قاعة الطعام، وفي المكتبة، ومشرفي السكن الجامعي.. جميعهم فقدوا أو على وشك أن يفقدوا وظائفهم، وجميعهم بدؤوا يشعرون بحالة من عدم اليقين الممزوج بالخوف تدبُّ في أوصالهم.

هناك أرقام مخيفة تظهر؛ مثل تلك التي تتنبأ بركود قد يستمر لأكثر من عام، والتواريخ المُحتملة للتوصل إلى لقاح مضاد للفيروس التي تشير إلى أن حالة الطوارئ الراهنة قد لا تنتهي في القريب العاجل.
ثم بعد كل ذلك، أفكر في ما يحدث لـ”اللُّحمة المجتمعية” من تأثيرات عندما يُصاب المجتمع بفيروس صغير. على سبيل المثال، هناك منزل في المدينة التي أعيش فيها حاليًّا -وهي مقر الجامعة (أوربانا- شامبين)- يخزن قرابة 200 عبوة مطهر كنوع من الاحتياط، بينما فشلت بعد بحث دام ساعات طويلة اليوم في فروع صيدليات “متجر وولجرين” ومتجر “شامبين كاونتي” وفرع أضخم سلسلة صيدليات “سي في إس”، في شراء عبوة واحدة!
لمطالعة النسخة الإنكليزية اضغط هنا
(To Read The English Version, Click Here)
لقراءة اليوميات السابقة يُرجى الضغط على هذا الرابط