الواجهة الرئيسيةمقالاتيوميات أمريكيةيوميات كورونا
يوميات طالب عربي في أمريكا مع “كورونا” 25
نزهة ليلية حزينة

كريم هاشم
11 أبريل 2020
طغى عليَّ اليوم شعور اللا جدوى. لأكون صريحاً، أحسست طوال الوقت بوجود قوى ما تدفعني عكس الاتجاه الذي أسير فيه، وأقضي اليوم خلاله. ما قيمة أي جهد أبذله في الدراسة الآن؟ كان عليَّ أن أتصدى لهذا الشعور، وقمتُ بذلك على مضض، واستغرق ذلك وقتاً وجهداً لا أملكه أصلاً.
أن أقول إنني أفتقر إلى الدافع، لا يعبر بالصورة الكافية عن حقيقة ما أمر به، والواقع أنني أتساءل: ما أصلاً الدافع الذي أفتقر إليه؟ ما الهدف الذي يمكن أن يمثل دافعاً للمرء للقيام بأي شيء الآن؟ ما أعنيه أنه يمكنني أن أقول، دون أية مبالغة، إن النظام بأكمله ينهار، وإن أي شيء نفعله الآن يمكن أن يتحول إلى هباء في غضون أيام أو أشهر على الأكثر، اعتماداً على كيفية تطور الأمور.

من خلال قراءة المقالات الاقتصادية، ورؤية المجال الاجتماعي يتهاوى، والتفكير في حجم ما يحدث، من الصعب حقاً التركيز في الانتهاء من التكليفات الدراسية. وبغض النظر عن اهتمامي الحقيقي بدراسة بعض المواد المقررة عليَّ؛ فإنني أشعر أنه لا شيء يمكنه حجب ما يجري الآن. ما أشعر به فعلاً أن عقلي مغيب بصورة ما وأفتقر إلى التركيز.
قضيت اليوم وأنا أحاول إنجاز فرضين دراسيين، ثم تناولت الطعام، وذهبت للمشي؛ لكنني بصراحة شعرت أنني في نزهة ليلية حزينة. رأيت بعض الأصدقاء بسرعة؛ غير أني لم أتحدث كثيراً؛ حيث كنت أحاول التركيز على الانتهاء من الفروض الدراسية. وبصراحة، شعرت أن سلبيات الجائحة كلها تجمعت بصورة تفوق كثيراً أي إيجابية محتملة.
اقرأ أيضًا: هل تسيطر الصين على منظمة الصحة العالمية؟
أنا حتى لا أشعر بالاكتئاب أو الحزن، بل باللا جدوى.. شعور أقرب إلى الفراغ، يبدو معه كل شيء هباءً. وما نمر به حالياً يبدو من وجهة نظري عملية طويلة وشاقة بشكل لا يصدق، وحقيقة أنه لا يوجد مدى محتمل ومحدد لنهاية هذا الجنون أمر لا يساعد على تجاوز شعوري بالفراغ.
لست ساذجاً لأتخيل أنه من الممكن تحديد مدى محتمل لنهاية هذا الجنون أو لتصديق أن هذا ممكن، كما أن تأثيرات هذه الفوضى لا يمكن عكسها، فقد حدث ما حدث، ولن تكون الأيام التي نعيش فيها بعد الجائحة كما كانت من قبل. لكنني آمل فقط أن يبدأ حجم الجنون التراجعَ تدريجياً في وقت قريب.
لمطالعة النسخة الإنكليزية: اضغط هنا
(To Read The English Version, Click Here)
لقراءة اليوميات السابقة يُرجى الضغط على هذا الرابط