
كيو بوست –
تتربع الإمارات على قمة الدول الداعمة لليمن في كافة المجالات، وفق بيانات الأمم المتحدة، ما قبل التدخل العسكري ضد جماعة الحوثي وما بعده، فما سر تخصيص الإمارات دعم سخي للبلد الذي يشهد صراعًا مستمرًا منذ سنوات؟
في 8 شباط 2017، أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار، لتوفير الغذاء، ومساعدات ضرورية أخرى، لـ12 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في اليمن. كانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، كأكبر مانح مساعدات لليمن بقيمة بلغت مليارين و853 مليون درهم.
ومع تفاقم الأزمة مؤخرًا، شهد الدعم الإماراتي نشاطًا أكبر في سبيل إنقاذ أبناء البلد المدمر. وترجع العناية الخاصة التي توليها القيادة الإماراتية الحالية لليمن إلى عاملين أساسيين؛ كلاهما إنساني، يعود أحدهما لمسار بدأه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات الحديثة.
أما العامل الآخر، فيرجع إلى أن البلد يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة، ومن شأن الدعم أن يخفف من وطأة آثار الحرب على المتضررين.
في عام 1986، دشن الشيخ زايد مشروع إعادة إحياء سد مأرب في اليمن، وقد شهدت المنطقة المحيطة به إزدهارًا زراعيًا عقب إتمام المشروع، الذي صنف كأحد أكبر المشروعات الإنمائية في اليمن.
اليوم، وفي ضوء تردي الوضع الإنساني هناك، تحرص القيادة الإماراتية على إحياء الخط الذي بدأه الشيخ المؤسس عبر إطلاق خطة دعم متكاملة، تهيئ اليمن لمرحلة ما بعد الحرب.
وبنظرة إلى ما توارد في الآونة الأخيرة حول الدعم الآخذ في التزايد يمكن تلخيص بعض الحقائق:
المرأة والطفل
خصصت الإمارات مسارًا من دعمها لصالح المرأة والطفل، عبر مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك، لتحسين خدمات الأمومة والطفولة في اليمن.
وشملت المبادرة 15 مشروعًا في عدن والمحافظات المجاورة، في مجالات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والطاقة.
كما خصصت دعمًا ماديًا لمركزي التواهي للولادة وكريتر للنساء.
وللأطفال، دعمت الإمارات افتتاح حديقة الشعب بمدينة البريقة بعدن في 13 مارس 2017؛ وهي إحدى أكبر الحدائق بعدن. وضمت الحديقة ألعابًا خاصة بالأطفال، وملعبين لكرة الطائرة، ومعارض تجارية للأعمال الخيرية، سميت بأسماء المحافظات الجنوبية.
التعليم
مؤخرًا، استكمل الهلال الأحمر ترميم 154 مدرسة في المحافظات اليمنية، ضمن مشاريع المساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية.
كذلك، تم تسليم أكثر من 123 مدرسة في المحافظات الجنوبية، بعد تأهيلها وتأثيثها بكامل المعدات المكتبية، والأجهزة التعليمية، والأثاث المكتبي الخاص بالكادر التعليمي.
الصحة
من تطوير العديد من المستشفيات التي تضررت جراء الحرب، انطلق الهلال الأحمر الإماراتي في عمل شامل لترميم القطاع الصحي في اليمن.
وشمل ذلك صيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية؛ منها خمسة مستشفيات كبيرة، وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة بلغت 48 مليونًا و500 ألف درهم.
ورصدت الهيئة 4 ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، ومبلغ 5 ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل.
إلى جانب ذلك استقبلت مستشفيات الإمارات عددًا كبيرًا من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.
وفي محافظة، أبين سلمت هيئة الهلال ناموسيات مشبعة بالمبيد لمكافحة الملاريا في المحافظة.
البنى التحتية
الاستنفار الإماراتي على صعيد إنعاش اليمن طال، أيضًا، قطاعات واسعة من البنى التحتية.
وقال المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في جنيف عبيد سالم الزعابي، إن “دولة الإمارات تتبنى مقاربة إنسانية شاملة في دعم اليمن على مختلف المستويات، اقتصاديًا وإنسانيًا ولوجستيًا، من أجل وضعه على طريق البناء والتنمية، من خلال عمليات البناء وإعادة الإعمار، وبث الأمل لدى الشعب اليمني نحو مستقبل أفضل، ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار والازدهار”.
وقال وزير الكهرباء والطاقة اليمني عبد الله الأكوع إن الإمارات قدمت لقطاع الكهرباء مليارًا و170 مليون درهم، وكذلك وفرت 635 ميغاواط “في إطار حرص قيادة دولة الإمارات على تحسين الظروف المعيشية للشعب اليمني”.
وبين الوزير اليمني أن المساعدات الإضافية العاجلة التي قدمتها الإمارات لقطاع الكهرباء اليمني ستسهم في تقليل الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي التي يشهدها اليمن.
الإغاثة العاجلة
تشارك مؤسسات شعبية وأخرى حكومية في الإمارات في عملية الإغاثة العاجلة لمتضرري الحرب في اليمن، منها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها من مؤسسات وجمعيات الدولة.
وجرى تسيير جسري مساعدات جوي وبحري للشعب اليمني، إذ أرسلت الإمارات العشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر لتوفير المواد الإغاثية، وتوفير طرود غذائية للأسر التي يقدر عددها بعشرات الآلاف.
ففي محافظتي شبوة وأبين، التي دمرت الحرب عددًا من منازلهما، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات غذائية إغاثية عاجلة للآلاف من الأسر النازحة.
وتتلقى اليمن الدعم من عديد الدول، لكن جهد الإمارات برز بشكل واضح، من خلال الدخول إلى كافة مناحي الحياة التي تحتاج إلى دعم في البلاد.