الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

وفد تركي في مصر.. والإخوان يلجأون إلى المعارضة!

استبقت جماعة الإخوان المسلمين زيارة الوفد الدبلوماسي التركي الأول لمصر منذ 8 سنوات بلقاء مع حزب السعادة التركي المعارض

كيوبوست

يجري وفد دبلوماسي تركي زيارة إلى مصر، تبدأ اليوم، وهي أول زيارة لمسؤولين رسميين من الخارجية التركية إلى القاهرة منذ التقارب الذي تم الإعلان عنه مؤخراً؛ وذلك بهدف إجراء مباحثات ثنائية هي الأولى منذ الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في 30 يونيو 2013.

وقبيل ساعات من وصول الوفد التركي إلى مصر، التقى وفد من جماعة الإخوان المسلمين، بقيادة همام علي يوسف، حزبَ السعادة التركي المعارض، في خطوة هي الأولى من نوعها أيضاً، وذلك على الرغم من أن أحزاباً معارضة تركية تحمِّل الإخوان مسؤولية تدهور العلاقات التركية مع عدد من الدول العربية.

جانب من لقاء الإخوان مع المعارضة التركية

مسار كلاسيكي

عبدالمنعم سعيد

تُعتبر مسألة استئناف العلاقات بين البلدين مسألة وقت، حسب الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الاستشارية للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن المسار في استعادة العلاقات يسير بطريقةٍ كلاسيكية وبشكل تدريجي، مع تهيئة الأجواء ضمن مناخ غير عدائي، مشيراً إلى أن النقطتين الأساسيتين ارتبطتا بموقف تركيا من الإخوان والمرتزقة في ليبيا؛ وهي مواقف تحركت فيها تركيا بالفعل خلال الفترة الماضية.

اقرأ أيضًا: هل تسير تركيا بجدية في خطوات المصالحة والتقارب مع مصر؟

يلفت عبدالمنعم سعيد إلى أن العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة لم تُمس حتى في ذروة الخلاف بين البلدين، كما أن السفر لم يتوقف، فضلاً عن مراعاة مصر للقوانين الدولية في ما يتعلق بترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان؛ وهي أمور مقدرة جيداً من الجانب التركي، مشيراً إلى أن ما يحدث الآن هو تمهيد لتصفية الخلافات القديمة؛ بما يسمح بدرجة أكبر من التعاون في المستقبل، لكن لا يزال من المبكر للغاية الحديث عن تعاون أكبر.

جانب من المباحثات المصرية- التركية في القاهرة
كرم سعيد

زيارة الوفد التركي هدفها كسر حدة التوتر وفتح الباب المغلق أمام مناقشة القضايا الخلافية بين البلدين، حسب الباحث المتخصص في الشأن التركي، د.كرم سعيد، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن هذه الزيارة وحدها لن تكون قادرة على إنهاء جميع الخلافات؛ خصوصاً مع وجود قضايا كثيرة عالقة في البلدين ستتم مناقشتها بشكل مستفيض.

لكن اللقاء الإخواني بحزب السعادة التركي المعارض تسبب في أزمة كبيرة؛ ليس فقط بين الإخوان المنقسمين بالأساس من الداخل، ولكن أيضاً بينهم وبين قيادات الجماعة الإسلامية وأعضائها، الذين شعروا بالتهميش، حسب الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، والذي يؤكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن الزيارة عكست حالة الإحباط والتخبط التي تعانيها الجماعة في تركيا خلال الفترة الحالية.

أحمد بان

وأضاف أحمد بان أن الإخوان يتحركون في تركيا تحت مسمى اتحاد الجمعيات المصرية، وفي الوقت الحالي لديهم مشكلة في الوضع القانوني لعددٍ منهم، فبعد انطلاق قطار المصالحة مع مصر جرى التوصل إلى اتفاق يمنح بعضهم الإقامة في تركيا شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي، وأن لا يتعرضوا للنظام أو الجيش المصري، مشيراً إلى أن التحرك لزيارة حزب السعادة لم يكن من المخطط الإعلان عنه؛ ولكن جرى كشف تفاصيله بعد نشر الصورة التي تم التقاطها خلال الاجتماع؛ وهو ما جعل أعضاء الجماعة الإسلامية يشعرون بأنهم تعرضوا إلى الغدر.

تسعى أنقرة لاستعادة العلاقات مع مصر بشكل سريع

حلول بديلة

جواد غوك

تبحث جماعة الإخوان عن حلولٍ بديلة في ظل تيقنها من مسار المصالحة بين تركيا ومصر، حسب المحلل السياسي التركي جواد غوك، الذي يؤكد، في تعليقٍ لـ”كيوبوست”، أن الحكومة التركية اتخذت قرارها السياسي، ولن تهتم بمحاولات الجماعة الضغط عليها، معتبراً أن اللقاء بين الإخوان والمعارضة التركية يؤكد نهاية شهر العسل بين الإخوان والحزب الحاكم.

يرى كرم سعيد أن هذا اللقاء يعكس قصر نظر شديداً من قِبل جماعة الإخوان في الفترة الحالية، وطريقة تعاملها مع الأزمة التي تعيشها في تركيا، مشيراً إلى وجود حالة من الارتباك مرتبطة بالبحث عن ملاذات بديلة آمنة بعد شعورهم بأن تركيا تخلت عنهم، فضلاً عن اتباع الحكومة التركية سياسة فَرِّق تَسُد بين أعضاء الجماعة من خلال استقطاب عناصر على حساب عناصر أخرى.

اقرأ أيضًا: دعوات التخلص من الإرث العثماني لمصر تصطدم بالواقع!

ويعتبر ملف جماعة الإخوان المسلمين ومصير أعضائها من الملفات التي يُنظر إليها باهتمام قبيل استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، في وقتٍ يؤكد فيه جواد غوك أن مصالح تركيا السياسية ليست مع جماعة الإخوان؛ ولكن في استعادة علاقاتها مع جيرانها، وتبني سياسة جديدة مغايرة للسياسة التي أدت إلى خسائر خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن الإخوان في الوقت الحالي لديهم رغبة في الخروج بأقل الخسائر التي قد تكون ضمان عدم ترحيلهم إلى بلدٍ ثالث.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة