الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
وفاة جون ماكين سيناتور جماعة الإخوان المسلمين وصديق إسرائيل الأكبر
ما هو المشترك بين الإخوان وإسرائيل فيما يتعلق بماكين؟

كيو بوست –
ربما يكون الإخوان هم الأكثر حزنًا على وفاة السيناتور الجمهوري، جون ماكين، الذي اشتهر في فترة الربيع العربي بلقب “سيناتور الإخوان المسلمين”، بحسب ما كتب عنه الموقع الأمريكي “كونسرفاتيف”، في فبراير/شباط 2016، بعد تعاظم دوره في الدفاع المستمر عن الجماعة.
اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون يجاهرون بعلاقتهم مع إسرائيل.. فما سر هذا التحول؟
وبعد أن خسر ماكين الانتخابات الرئاسية أمام منافسه باراك أوباما في 2008، خفت نجمه مدة 3 سنوات، ثم عاد للسطوع بعد اندلاع ثورات ما يسمى بـ”الربيع العربي”، متخذًا موقفًا متشددًا في دعم الديمقراطية، على الرغم من اختباء المتشددين والمتطرفين، بما فيهم جماعة الإخوان، وراء صناديق الانتخابات.
وقبل أن يبدأ الإخوان باعتلاء السلطة في دول الربيع العربي، كان ماكين يشرف على المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة في ليبيا، ويتردد عليها باستمرار، إذ زار مدينة بنغازي، في نيسان/إبريل 2011، وجلس يستقبل قادة الجماعات المسلحة من غرفة الفندق الذي نزل فيه.
وقد عبّر إخوان ليبيا بعد وفاته عن بالغ حزنهم برحيل صديقهم، إذ رثاه القيادي بحزب العدالة والبناء، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في ليبيا، عبد الرزاق العرادي، بتدوينة على صفحته في “تويتر” قائلًا: “خسرت الولايات المتحدة الأمريكية بطلًا من أبطالها، لقد كان السينتاتور جون ماكين رجلًا أمريكيًا بامتياز صريح وواضح… مازلت أتذكر كلمته عندما خسر الانتخابات الرئاسية أمام أوباما، وكذلك تسميته لما حدث في مصر عام 2013 بأنه انقلاب، ومواقفه المعارضة لسياسة ترامب”.
لم يكن وصف العراد لماكين بـ”البطل” الوحيد في الشرق الأوسط، فقد نعاه أيضًا رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، واصفًا إياه بـ”الصديق الكبير”، و”أكبر مدافع عن إسرائيل”، وأضاف نتنياهو: “لم يكن لإسرائيل أبدًا مدافعًا أكبر منه، دولة إسرائيل تؤدي التحية للسيناتور جون ماكين”.
اقرأ أيضًا: وثائقي “شجرة الظلام” يفضح دعم قطر وتركيا للإرهاب في ليبيا
مشاعر الإخوان والإسرائيليين جاءت مشتركة تجاه رحيل ماكين، فالطرفان يتقاسمان الجميل تجاهه، لإنه أيد وصول الإخوان للسلطة في العالم العربي، برغم استبدادهم الديني وعدم إيمانهم بالديمقراطية وتورطهم بالإرهاب. وبالطريقة ذاتها، كانت مواقفه تجاه دولة الاحتلال واضحة للعيان، بالرغم من إن الإخوان يتجاهلونها؛ فقد زار ماكين القدس المحتلة، وأعلن منها وقوفه إلى جانب إسرائيل أثناء حربها على قطاع غزة في 2008، وأيد -قبل ترامب- أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل.
كان انحياز ماكين لإسرائيل على حساب بلاده، إذ انتقد، في 2015، الرئيس أوباما بسبب تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وأعلن اصطفافه إلى جانب إسرائيل وقادتها، على حساب بلاده ورئيسها.
علاقته بإخوان تونس
بعد فشل مشروع “الفوضى الخلاقة” الأمريكي، وفشل مشروع الإخوان في أهم البلدان العربية وأكبرها: مصر وسوريا وليبيا، وضع ماكين كامل ثقله في دعم وتمكين حكم حركة “النهضة” في تونس، وتأكد ذلك عبر زياراته لتونس في فبراير/شباط 2015، ولقائه براشد الغنوشي، ورئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي، الأمر الذي فسر على أنه محاولة من السيناتور لضخ شحنة معنوية للمشروع الإخواني المنهار، وإعطاء رسائل سياسية من تونس لجميع الأطراف، عن موقف ماكين وكتلته من الجمهوريين الداعمين للإخوان.
تأييده لإخوان مصر
مارس ماكين في مجلس الشيوخ الأمريكي دور المدافع الأول عن جماعة الإخوان في مصر. وبالإضافة للقاءاته شديدة السرية بالقيادي الإخواني، خيرت الشاطر، أثناء حكم الجماعة لمصر، فقد سجل ماكين الكثير من المواقف المعارضة لثورة 30 يونيو/حزيران الشعبية، التي أسقطت محمد مرسي، فأصدر بيانًا شديد اللهجة دافع فيه عن مرسي وحكم الإخوان، متجاهلًا إرداة ملايين المصريين الذين نزلوا إلى الشوارع رافضين حكم الجماعة الدينية.
بعد ذلك، خاض ماكين الكثير من الصراعات لخدمة الإخوان، منها المطالبة بإطلاق سراحهم من السجون، على الرغم من تلطخ أيديهم بالدماء.
بعد 2013، قاد ماكين من داخل مجلس الشيوخ، حملة ضد النظام المصري الجديد، الهدف منها وقف الدعم الأمريكي عن مصر حتى عودة الإخوان للمشهد السياسي المصري. ولكن الأشد خطورة، هو محاولته تهديد مصر أمنيًا، عبر دعوته لسحب قوات بلاده من سيناء، التي تعمل ضمن قوات حفظ السلام، بزعم تعرضها للخطر.
وتجاهل ماكين، بأن الخطر والإرهاب المنتشرين في سيناء، هما اللذان أديا بالجيش المصري لخوض حرب ضد المتطرفين ومنابعهم الفكرية.
اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون يتوسلون الكونغرس الأمريكي لقطع المساعدات عن مصر!