ترجماتشؤون دوليةمجتمع
“وعود كاذبة”: الاتجار بالجنس يتوسع في إفريقيا، وحالات الاستغلال تتفشى
الاستقواء على الضعفاء واستغلال حاجتهم يدفع إلى تعقيدات مضاعفة

ترجمة كيو بوست عن ذا غلوب بوست
نهاية عام 2017، أقنعت مجموعة من الجيران فتاة نيجيرية تدعى تشانس بمغادرة المدرسة، والخروج من البلاد إلى ماليزيا للعمل في المطاعم براتب شهري قدره 800 دولار، وهو ما يمثل فرصة كبيرة للخروج من واقع الفقر في بلد مثل نيجيريا.
حزمت تشانس حقائبها وغادرت بلادها في 4 يناير/كانون الثاني 2018، أملًا في حياة أفضل، تحفظ لها كرامتها. وبدلًا من الوصول إلى ماليزيا، اكتشفت تشانس أنها سافرت إلى مالي، حيث أخبرت بأنها ستعمل في مجال الدعارة.
اقرأ أيضًا: سر الولايات المتحدة القذر: 100 ألف طفل يُباعون لممارسة الجنس سنويًا
الاستقواء على الضعفاء
سنويًا، يجري إجبار آلاف النساء النيجيريات على العمل في تجارة الجنس، بالاستناد إلى وعود كاذبة تستهدف الفقيرات واليائسات.
وتقول منظمة الهجرة الدولية إن عمليات الاتجار بالجنس تتوسع في إفريقيا منذ عام 2017.
بعض هؤلاء النساء يجري استغلالهن جنسيًا، بدءًا من ليبيا، إلى جميع أنحاء العالم. بينما هناك الكثير من النساء، مثل تشانس، اللواتي ينقلن إلى الدول المجاورة -مثل مالي- حيث تتقطع بهن السبل ويجبرن على فعل ما يؤمرن به.
وقالت الخبيرة في حماية المهاجرين في منطقتي إفريقيا الوسطى والغربية في منظمة الهجرة الدولية ميشيل بومباسي: “تزيد احتمالية استغلال المهاجرين بزيادة طول مسار رحلاتهم، خصوصًا للنساء المسافرات لوحدهن”.
"We cannot be in denial about this problem any more" – Actress @RichaChadha stars in a new film hoping to shine a light on the global problem of human trafficking.
For more news, head here: https://t.co/iOm40vn1kt pic.twitter.com/389Otrt8ku
— Sky News (@SkyNews) January 25, 2019
وبسبب الإشارات المرسلة من حكومة مالي حول الزيادة الهائلة في هذا المجال، تكافح منظمة الهجرة من أجل التعرف على النساء والفتيات اللواتي علقن في العبودية الجنسية، بهدف إرجاعهن إلى بيوتهن ومجتمعاتهن.
اقرأ أيضًا: 40 مليونًا يعيشون في عبودية حديثة، وقد تكون أنت أحد ممولي ذلك!
في مالي، تدخلت منظمة الهجرة في 260 حالة من هذا النوع منذ 2017، منها 238 حالة لضحايا من نيجيريا. في 2018، جرى تحديد 188 حالة لنساء من نيجيريا وقعن ضحايا لتجارة الجنس، زودتهن المنظمة بالأغذية والملابس والرعاية الصحية النفسية والمأوى.
كما تقدم المنظمة خدمات للجهاز القضائي والمنظمات غير الحكومية في نيجيريا ومالي، بهدف محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها.
محاربة التجارة بالبشر
لا يقتصر الاستغلال في المنطقة على تجارة الجنس، إذ تقول بومباسي: “علينا أن لا نتصور أن الأمر يقتصر على النساء؛ ففي حالات مناجم الذهب، على سبيل المثال، نشهد تواجدًا لحالات الاعتداء والاستغلال التي تستهدف الرجال والنساء وحتى الأطفال”.
في شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، شاركت منظمة الهجرة في بعثة تقصي حقائق في نيجيريا، في محاولة لاستهداف عمليات تجارة البشر المنتشرة هناك.
اقرأ أيضًا: 12 ممارسة جنسية غريبة وصادمة من حول العالم
ورغم كل جهود المؤسسات الدولية والمحلية بهذا الخصوص، إلا أن البيانات المستندة إلى أدلة تبقى شحيحة. وتسعى منظمة الهجرة إلى ملء الفجوة الناتجة عن نقص المعلومات، الأمر الذي قد يؤدي إلى فهم أفضل يقود إلى مواجهة حقيقية للمشكلة بأفضل السياسات والإستراتيجيات.
معسكرت اعتقال
خلال الأسابيع القليلة الماضية، لاحظت فرق مؤسسة أطباء بلا حدود تزايدًا كبيرًا في أعداد الأشخاص المحتجزين في معسكرات الاعتقال.
يذكر أن المهاجرين واللاجئين والباحثين عن اللجوء السياسي الذين جرى اعتراضهم وإنقاذهم من البحر تجري إعادتهم إلى ليبيا، حيث يحتجزون داخل مراكز اعتقال مكتظة، وفي ظروف معيشية صعبة للغاية، في انتهاك للقانون الدولي.
ومنذ دخول ليبيا في حرب بعد سقوط نظام معمر القذافي، أصبحت البلاد بؤرة لعمليات الاتجار بالبشر واستغلالهم. وقد وصل الأمر في بعض الحالات إلى حد بيع أشخاص في أسواق العبيد المفتوحة.
المصدر: ذا غلوب بوست