الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

وطن الشمس يحتفل.. السعودية في يومها المجيد

كيوبوست

تحتفل السعودية بيومها الوطني في 23 سبتمبر من كل عام، تخليدًا ليوم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية، وتسميتها بهذا الاسم، وتأسيسها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي أعلن قيام الكيان السعودي في 19 شهر جمادى الأولى 1351هـ، بعد جهد استمر 32 عامًا أرسى خلالها الملك المؤسس قواعد هذا البنيان.

وشهد توحيد البلاد ملحمةً جهاديةً تمكَّن فيها المؤسس الملك عبد العزيز، من جمع قلوب وعقول أبناء وطنه على هدف واعد جعلهم يغالبون ظروف الزمان والمكان، فتحقق للملك عبد العزيز هدفه النبيل الذي استمر في العمل من أجله سنين عمره.

الدول السعودية الثلاث

قامت الدولة السعودية الأولى في عام 1744م عندما قام محمد بن سعود، بجهود كبيرة في توحيد كيان سعودي مترامي الأطراف، وأسَّس مجتمعًا مدنيًّا في قلب الجزيرة العربية وأطرافها؛ حتى انتهى هذا الدور عام 1818م.

وفي عام 1824م قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، الذي واصل ومن بعده أبناؤه نهج أسلافهم نحو ثمانية وستين عامًا؛ حتى انتهى حكم الدولة السعودية الثانية عام 1891م، نتيجة عوامل داخلية.

وبزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من عام 1919م، إيذانًا بعهد جديد؛ حيث استعاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مدينة الرياض؛ معيدًا مُلك آبائه وأجداده في صورة صادقة من‌ صور البطولة والشجاعة والإقدام.

اقرأ أيضًا: السعودية تحتفل بعيدها الوطني وسط تحديات سياسية واقتصادية

السعودية جبهة داخلية صلبة رغم التحديات

يثبت المواطن السعودي كل مرة أنه صامد في وجه مَن يريد زعزعة الأمن الداخلي للوطن، وأنه لا يقبل المساومة على ثوابته الوطنية ولا يرضى أن تمس لحمته الداخلية، هذا الصمود الذي قام عليه المجتمع السعودي استمر عبر الأجيال وفي كل الأزمات التي تمر بها السعودية، سواءً أكانت أزمات ناعمة تداهم المجتمع نتيجة تداعيات الانفتاح والثورة التكنولوجية وظهور الفكر المتطرف، أم نتيجة لأزمات خشنة مثل الحروب والإرهاب وتداعياته، وتعطي درجة تماسك الجبهة الداخلية السعودية في أثناء “عاصفة الحزم” دليلًا لم يكن مفاجئًا على الإطلاق لمن يعرف الشعب السعودي الذي منح قرارات قيادته أعلى درجات الثقة، وانعكس ذلك من خلال التزام كامل التوجيهات الأمنية في عدم الالتفات إلى بعض الأصوات المعارضة من خارج المملكة وعدم ترويج الشائعات، فضلًا عن قيام المواطنين أنفسهم بالتصدي للأكاذيب التي تصدر من وكالات ومواقع معادية، أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فجميع هذه الأمور تؤكد درجة تماسك الجبهة الداخلية بشكل قوي.

جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل ال سعود (15 يناير 1876 – 9 نوفمبر 1953)

اقرأ أيضًا: رأس المال الديني.. وتجلياته في الحالة السعودية

والسعودية تواجه تحديات داخلية وأخرى خارجية لا تُحصى، في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات سريعة؛ فعلى الصعيد الداخلي تشكل الإصلاحات الاجتماعية، وعلى رأسها تلك المتعلقة بالمرأة السعودية، هاجسًا لاستكمال مسيرة تمكين المرأة، ومشاركتها في الحياة السياسية، والتي قطعت فيها الحكومة السعودية أشواطًا واسعة، كما أن الإصلاحات الاقتصادية والتنموية التي حققتها السعودية خلال الفترة الماضية لا تزال في تنامٍ وحصاد مستمر للنتائج التي ستعود على رفاه المجتمع السعودي. 

وعلى صعيد السياسة الخارجية، تواجه السعودية كثيرًا من التحديات جعل السعودية تتخلى عن نهجها التقليدي القائم على الدبلوماسية الهادئة؛ لمواجهة التهديدات المتمثلة في تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، الذي نجح في تشكيل جبهات مسلحة في لبنان واليمن والعراق وسوريا، وانتقل إلى تصعيد لافت مؤخرًا، وهو الضربات العسكرية للأهداف الحيوية السعودية.

كما ينظر إلى الصراع في اليمن باعتباره جزءًا من المواجهة الأوسع مع إيران، إذ إن الحوثيين أداة إيرانية لا يمكن التساهل معهم أو منح إيران موطئ قدم في اليمن.

اقرأ أيضًا: هكذا استغل الإعلام القطري القمة الخليجية للهجوم على السعودية والإمارات

وتظل الأزمة مع قطر أحد المؤرقات التي تشغل بال السياسة السعودية، لاستمرار التنظيم القطري في حياكة المؤامرات الواحدة تلو الأخرى بواسطة ذراعه الطويلة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وبروز محور جديد يضم قطر وتركيا، وربما في القريب العاجل إيران، كحلف إقليمي رسمي.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة