اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربيةفلسطينيات
“وشوشات من غزة”.. شهادات صادمة لأوضاع مأساوية في القطاع
من خلال 25 قصة وثلاثة أجزاء تم توثيق شهادات حية لسكان من قطاع غزة تحدثوا عن معاناتهم تحت حكم حركة حماس

كيوبوست
حكايات وقصص مأساوية حقيقية رويت على لسان أصحابها من داخل قطاع غزة؛ نقلها “مركز اتصالات السلام”، ومقره في الولايات المتحدة، عبر 25 قصة عبرت عن واقع عدد من سكان غزة؛ قُدمت من خلال الرسوم المتحركة، وأُذيعت عبر شاشة قناة “العربية” وعدد من المحطات التليفزيونية؛ من خلال ثلاثة أجزاء تحت عنوان “وشوشات من غزة”.
في المقابلات التي أُجريت بالكامل خلال عام 2022 وجرى ترجمتها لعدة لغات؛ منها الإنجليزية والفرنسية والعبرية والفارسية والبرتغالية والإسبانية، تحدث سكان القطاع عن معاناتهم في الحياة على مستويات عدة؛ اجتماعية واقتصادية وسياسية، منذ سيطرة حركة حماس على القطاع، بينا كانت القواسم المشتركة بين الشهادات مرتبطة بتأكيد التعرض للمضايقات في الحياة الخاصة وتقييد حرية الرأي والتعبير والملاحقات العسكرية من شرطة “حماس” من دون أسباب واضحة، فضلاً عن سياسات الحركة الاقتصادية بفرض ضرائب وتحميل رسوم على جميع الخدمات والمحلات التي تعمل؛ مما زاد من كلفة الحياة اليومية.
وحسب المركز؛ فإن التحضيرات للحلقة تضمنت العمل على تقليل تعرض المشاركين للمخاطر، ومن ثمَّ تم الاتفاق مع فريق متخصص في الرسوم المتحركة والموسيقى للعمل على التسجيلات والمقابلات بدلاً من ظهور المتحدثين بأنفسهم، مع استخدام وتوظيف تقنيات متطورة في الصوت من أجل تغيير الأصوات لضمان حمايتهم.
قصص مأساوية
تناولت الحلقات حكايات مأساوية ما بين البائع المتجول الذي لاحقته شرطة “حماس” للحصول على رشوة وصادرت بضاعته، ومريم راقصة الدبكة التي منعتها الحركة وهددتها بالحبس، قبل أن ينتقل التهديد إلى أشقائها، مروراً بالسيدة مها التي طلبت منها الحركة التوقف عن ممارسة عملها الصحفي، وصولاً إلى الشاب الذي دخل السجن بعد توثيق انتهاكات الشرطة ونشرها عبر “يوتيوب” مع توضيح ما حدث.
تجمع الشهادات على أن المواطن في غزة هو مَن يدفع ثمن سياسات “حماس”؛ سواء في الرسوم والضرائب التي تفرضها وتجعل المواطنين محملين بعبء الديون باستمرار، بالإضافة إلى تبعات الحروب من 2007؛ والتي دفع ثمنها أهالي القطاع في وقت يتشكك فيه عدد ممن سجلوا شهادتهم في طريقة إنفاق المساعدات المالية التي تصل إلى “حماس”. فبينما تتدمر منازل الأهالي والأبراج السكنية في غزة، يقبع قيادات “حماس” في المخابئ.
في مقطع فيديو؛ تحدث عثمان عن معنى “الانتصار”، فالحركة في الحروب التي خاضتها تجعل المواطن يتحمل العبء الأكبر ثم تعلن “الانتصار” في الوقت الذي تجمع فيه أموالاً من المواطنين جبراً، مؤكداً أن الإيمان بالمقاومة الذي كان موجوداً إبان الانتفاضتَين الأولى والثانية لم يعد كما كان؛ لأن المقاومة أصبحت اليوم “مصدر رزق”.
خوف الأهالي
وبينما تحدثت ياسمين عن تضخيم مكانة حركة حماس في الإعلام بعدما أقحمت الشعب في غزة بأربع حروب، بينما غزة لا تستطيع إطعام أبنائها، مع اتهام بالتخوين لكل مَن يقول إنه لا يريد حرباً، مؤكدة أن صمت الأهالي عن الاعتراض على الحرب ليس خوفاً منهم؛ ولكن لرغبتهم في تجنب الوصف بـ”الجاسوس”.
معاناة الأهالي لم تفرق بين الرجال والنساء؛ لكن ما جمعهم فقط هو الاتفاق على سوء إدارة “حماس” لقطاع غزة، لدرجة دفعت البعض للحديث عن وضع أفضل خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، بينما عبَّر آخرون عن أملهم في مستقبل أفضل فقط عند رحيل سلطة الحركة من حكم القطاع بعد المضايقات التي تعرضوا إليها أو شاهدوها مع آخرين.
في الفيديوهات المليئة بالتفاصيل المؤثرة تجد قصة أحمد الذي وجد نفسه في السجن بعد نشره مقطع فيديو لاعتداء شرطة “حماس” على ابن عمه؛ الطفل المصاب بمتلازمة دوان؛ بعدما تصدى لمحاولتهم قطع التيار الكهربائي عن المنزل، بينما تتحدث آمنة عن خوفها على مستقبل أبنائها وعدم رغبتها في ذهابهم إلى الدروس بالمساجد؛ بسبب “التعبئة الفكرية” التي تحدث للأطفال، خصوصاً مع عمل الحركة أنشطة للأطفال تجعلهم يحبونها بالبداية؛ وهو ما يجعلها تخشى على أبنائها من الضياع.
معاقبة المعارضين
وتحدثت ليلى عن معاناتها بعد رفض عمل مركزها الاستشاري للصحة النفسية تحت إشراف “حماس”، بينما تطرقت لبنى إلى حلمها مع زوجها في السفر والإنجاب خارج غزة؛ لتجنب أن يكون لديهما طفل يعيش في ظروف صعبة مثل الموجودة في قطاع غزة، بينما سردت بسمة، وهي طبيبة صيدلانية، معاناتها في محاولة العمل وتأسيس الصيدلية الخاصة بها لمجرد أنها تنتمي إلى حركة فتح، ورفضت تغيير انتمائها؛ مما جعل عناصر “حماس” تعطل إنهاء تصاريح صيدليتها لفترة قبل أن تضطر إلى غلقها بعد 6 أشهر، بسبب المضايقات التي تعرضت إليها.
شهادة بسمة تتسق مع شهادة أخرى قدمها أشرف، وهو شاب يعيش في غزة، تحدث عن دور “المحسوبية” في كل شيء داخل القطاع؛ بدايةً من تخفيض الفواتير، مروراً بالتعامل مع الأشخاص في المواقف المختلفة، ودعمتها شهادة سمير عن قطع أعضاء “حماس” الكهرباء عن المستشفى خلال تلقي شقيقه، العامل في قوات الأمن التابعة للسلطة، العلاج إثر الإصابة التي تعرض إليها خلال انقلاب “حماس” في 2007، لينتقد فيها ادعاء الحركة التمسك بالدين، في وقت تقتل فيه المخالفين لها في الرأي، فكان قطع التيار سبباً في وفاته.