الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون دوليةشؤون عربية

وسام باسندوة لـ”كيوبوست”: استعراض جرائم الحوثي شجع الأوروبيين على تسريع وتيرة العقوبات

تحدثت رئيسة الائتلاف اليمني للنساء المستقلات -في مقابلة خاصة- عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في اليمن.. مؤكدةً ضرورة التصدي دولياً للتصرفات التي تهدد الأمن في المنطقة

كيوبوست

قالت الدكتورة وسام أبو بكر باسندوة، رئيسة الائتلاف اليمني للنساء المستقلات، إنها عرضت خلال اللقاءات التي أجرتها في الاتحاد الأوروبي، مؤخراً، تلك الجرائم التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق مختلف شرائح المجتمع اليمني، مشيرةً إلى أهمية التحرك الدولي لمواجهة الأنشطة الحوثية المزعزعة للاستقرار.

وأضافت باسندوة، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، أن إلغاء التصنيف الأمريكي للحوثيين كجماعة إرهابية شجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم، وإلى نص الحوار:

* من واقع جولتك الأوروبية الأخيرة، كيف ترين النظرة الأوروبية إلى ميليشيا الحوثي في الوقت الحالي؟

– تعتبر العقوبات الأوروبية التي فرضت على ميليشيات الحوثي، مؤخراً، أهم الهزائم التي تعرضت إليها الجماعة، وهذه العقوبات بلا شك تترجم نظرة الاتحاد الأوروبي إلى ميليشيات الحوثي التي يرى فيها جماعة إرهابية ترتكب جرائم في حق المدنيين وتقوض الأمن والسلام، وبالنظر إلى تصريحات الجانب الرسمي في الاتحاد الأوروبي نعرف حقيقة النظرة أكثر؛ حيث قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لويس ميغيل بوينو، في تعقيب على العقوبات الجديدة ضد ميليشيات الحوثي، إنها تنسجم مع “ممارسات الاتحاد الأوروبي القياسية والتزاماته القانونية”.

تواجه المرأة في اليمن ظروفاً صعبة بسبب إرهاب الحوثيين- “رويترز”

* هل تعتقدين أن اللقاءات التي أجريتِها في البرلمان الأوروبي أسهمت في تغيير صورة هذه الميليشيات؟

– بالتأكيد، فقد ذهبنا إلى الاتحاد الأوروبي نحمل معاناة اليمنيين جراء الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي، ونحمل تطلعاتهم لإدراجها في قوائم الإرهاب العالمي، وخلال زيارتنا إلى الاتحاد الأوروبي عدة مرات قُمنا بإطلاعهم على الوضع العام في اليمن ونقل صورة عن الانتهاكات التي طالت المرأة والطفل والمدنيين وحقوق الأقليات والتمييز العنصري وحالات الإعدام التي تتم خارج نطاق القانون واستهداف حقوق الإنسان في اليمن والتعذيب داخل سجون ميليشيات الحوثي.

لقد قُمنا في الائتلاف اليمني للنساء المستقلات بتنظيم حملة لإدراج ميليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب العالمي، وشملت الحملة إصدار بيان مع أكثر من 90 منظمة محلية وعربية ودولية طالبنا فيها الاتحاد الأوروبي بإدراج ميليشيات الحوثي في قوائم الإرهاب العالمي، مع العلم أن هذا البيان جاء قبل قرار الاتحاد الأوروبي، واستجابة لمطالبات الائتلاف النسوي تم تسليم رسالة رسمية من برلمانيين أوروبيين إلى رئيس البرلمان الأوروبي حول انتهاكات ميليشيا الحوثي، موقع عليها من ٢٠ عضواً برلمانياً؛ للمطالبة بتصنيف الحوثي ميليشيا إرهابية، كما قُمنا بتنظيم العديد من الندوات مع أعضاء البرلمان الأوروبي بجرائم ميليشيات الحوثي الإرهابية.

الدكتورة وسام باسندوة خلال أحد الاجتماعات

اقرأ أيضاً: اختطاف الدكتور العودي في اليمن دليل آخر على رفض المتمردين للسلام

* ما أبرز الانتهاكات التي قُمت بعرضها خلال لقاءك مع البرلمانيين الأوروبيين؟

– الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي في حق المرأة اليمنية والطفل وجرائم قصف مخيمات النازحين وجرائم التهجير القصري وجرائم التعذيب في سجون ميليشيات الحوثي وجرائم زرع الألغام في الطرقات والمزارع والمدارس وجرائم تجنيد الأطفال وجرائم اتباع سياسة التجويع والإفقار للمتاجرة بمعاناة المواطنين، والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات في حق الأقليات الدينية البهائية واليهودية؛ فانتهاكات ميليشيات الحوثي في حق اليمنيين لا حدود لها، وجميع شرائح المجتمع اليمني متضررة منها.

رصدت المنظمات الحقوقية تزايد الانتهاكات بحق اليمنيات من قِبل الحوثيين- وكالات

* ما الطرق المناسبة لتحجيم نشاط “الحوثي” من وجهة نظرك؟

– تحجيم نشاط “الحوثي” يتم بطريقة واحدة فقط؛ وهي عزلها بقرارات دولية وإدراجها في قوائم الإرهاب العالمي، ولو نظرنا إلى العقوبات الأممية والعربية والأوروبية التي فرضتها مؤخراً على الجماعة ولم تصل إلى المستوى المأمول منها؛ فإنها عمقت حالة الإرباك في ميليشيات الحوثي، والتي باتت تستشعر خطر العزلة تدريجياً، وإن آلة إرهابها تتعرض إلى التآكل.

اقرأ أيضاً: مبادرة سلام خليجية جديدة تشرك الحوثيين في اليمن.. فهل تنجح؟

* هل تعتقدين أن الدول الأوروبية وواشنطن لم تتخذ الإجراءات الكافية من أجل ردع الحوثيين؟

– إلغاء تصنيف جماعة الحوثي من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية كجماعة إرهابية للأسف شجَّع الجماعة على المزيد من العنف والإرهاب في حق المدنيين في اليمن وفتح شهيته بالتصعيد ومواصلة هجماتهم، سواء في الداخل أو باتجاه السعودية، والملاحظ أن الحوثيين صعَّدوا من عملياتهم عقب إلغاء التصنيف مباشرةً؛ فقد أدى إلغاء القرار الأمريكي إلى المزيد من تعنُّت الحوثيين ورفضهم جميع المبادرات السياسية للخروج من الأزمة، حتى إنه تم فهمه من قبلهم وكأنه دعم لاستمرار ارتكاب جرائمهم، في الوقت الذي لم يحقق فيه إلغاء التصنيف الدواعي الإنسانية التي قالت واشنطن إنها ألغت القرار بسببها.

تهدد أسلحة الحوثيين الأمن في الخليج- وكالات

* ما الأخطاء الشائعة في الصورة الإعلامية دولياً عن أنشطة الحوثي؟

– الجميع يعرف إرهاب جماعة الحوثي المدعومة من إيران؛ ولكن ما يفسر المواقف المتباينة من إرهابها هو المصالح الدولية التي ترى في جماعة الحوثي فرصة لتحقيق أهدافها واللعب على ورقة الابتزاز لدول التحالف العربي.

* لماذا يستهدف الحوثيون، برأيك، المنشآت المدنية بالتزامن مع دعوات التشاور والحوار؟

– لطالما أغلقت ميليشيات الحوثي كل أبواب السلام، في مقابل حرص المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي على فتح أبواب جديدة لحماية واحتواء مطالب جميع اليمنيين في إيجاد مخرج للأزمة اليمنية وإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثامن، غير أن تصعيد ميليشيات الحوثي باستهداف المنشآت الاقتصادية والمدنية، جاء بمثابة الرد على الدعوة الخليجية للحوار ورفض جهود ومبادرات السلام.

يدفع الحوثيون بالأطفال في المعارك- وكالات

* ما أضرار التوصل إلى اتفاق سلام حقيقي على أرض الواقع بالنسبة إلى الحوثي من وجهة نظرك؟

– تصر ميليشيا الحوثي في كل مرة على إجهاض محاولات السلام في اليمن عن طريق رفض كل المبادرات الدولية لتحقيقه؛ وذلك لعدم توفر الإرادة السياسية لدى الراعي الإيراني، والرغبة في استمرار الفوضى والإرهاب، وترغب إيران في استمرار الملف اليمني رهينة لمفاوضات ملفها النووي؛ من أجل الاحتفاظ بمزيد من أوراق الضغط السياسية، وهذا هو السبب الحقيقي وراء رفض كل مساعي السلام في اليمن. 

* هل تعتقدين أن هناك إرادة دولية لردع الحوثيين؟

– نعم، ظهرت هذه الإرادة الدولية في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2624، وقرار مجلس الاتحاد الأوروبي، وقرار جامعة الدول العربية التي أدرجت جماعة الحوثي في قوائم الإرهاب؛ فالتوافق الدولي حول النظرة لهم كجماعة إرهابية لم يعد محل جدال.

اقرأ أيضاً: بعد مرور أكثر من عقد.. ماذا تبقى من ثورة الشباب في اليمن؟

* ما مخاطر بقائهم بالوضع الحالي على المجتمع الدولي؟

– تملك ميليشيات الحوثي سجلاً حافلاً بالإرهاب في البحر الأحمر؛ إذ نفذت العشرات من العمليات الإرهابية ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت مرات عدة تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة، وقد سجل العالم العديد من الانتهاكات الحوثية ضد السفن التجارية في البحر الأحمر والملاحة الدولية، وفي عام 2015 شرعت ميليشيات الحوثي، وبشكل عشوائي، في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة، وآخر تلك الجرائم تعرُّض سفينة الشحن “روابي”، والتي تحمل علم دولة الإمارات، وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى اليمنية، إلى القرصنة والاختطاف؛ كل هذا يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم ليس بمعزل عن إرهاب جماعة الحوثي، وستطول الأعمال الإرهابية الجميعَ إذا لم يتحركوا لوقف هذا الإرهاب العابر للحدود.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة