اسرائيلياتشؤون عربية

وسائل إعلام قطرية تشيّد بنصر إسرائيلي كاذب!

روجت وسائل إعلام قطرية لبطولة إسرائيلية في قضية ساعة يد الجاسوس

كيو بوست –

نشرت وسائل الإعلام العربية في الأيام الأخيرة، خبرًا حول استعادة إسرائيل لساعة اليد الخاصة بجاسوسها الشهير إيلي كوهين. الخبر الذي احتفى به الإعلام العبري، كان يتحدث عن قيام جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” بعملية “معقدّة”، استطاع من خلالها استعادة ساعة الجاسوس الذي أعدم بعد انكشاف أمره في سوريا عام 1965، بعدما انتحل صفة مواطن عربي سوري باسم أمين ثابت، وترقى في أجهزة الدولة حتى كاد أن يصبح أول رئيس وزراء إسرائيلي في دولة عربية!

اقرأ أيضًا: الإعلام القطري يتجند للدفاع عن عزمي بشارة

طالبت إسرائيل أكثر من مرة باستعادة جثة جاسوسها، وآخر المحاولات كانت عبر روسيا، إلّا أن النظام السوري أخبر الوسيط الروسي بأن المكان الذي دُفن فيه إيلي كوهين لا يزال مجهولاً.

وفي محاولة لتحقيق إنجاز، أعلن الموساد مؤخرًا بأن عناصره قاموا بعملية “نوعية” استطاعوا فيها جلب ساعة اليد التي ارتداها كوهين أثناء تنفيذ حكم الإعدام به. فيما هنّأ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عناصر الموساد، وأشاد بعملهم “الحازم والشجاع”.

ولكن في اليوم التالي للاحتفال، فجرت كل من ابنة الجاسوس وأرملته مفاجأة مدوية، حين كشفتا عن أنّ الموساد لم ينفذ عملية “معقدة وشجاعة” كما تم الإعلان عنه، وإنما، كل ما في الأمر أن “الساعة كانت معروضة للبيع في مزاد للتسوق، وقام الموساد فقط بشرائها عبر الإنترنت”!

تصريح قريبتي إيلي كوهين للصحافة العبرية اعتبر بمثابة فضيحة، إذ كشفتا -ربما بحسن نية- عن زيف ادعاءات رئيس الحكومة والإعلام الإسرائيلي وجميع المسؤولين الذين حاولوا تحويل عمل بسيط كالشراء عبر الإنترنت، إلى عمل “بطولي وشجاع وحازم”، وحاولوا إيصال فكرة مفادها أن “الموساد” قادر على تحقيق أصعب المهمات داخل الدول العربية.

ولكن ليس وحده الإعلام العبري هو من حاول “أسطرة” الموساد، بل إن الإعلام العربي بمجمله تناغم في استعراض العملية أكثر مما فعلت إسرائيل، خصوصًا الأذرع الإعلامية التابعة لدولة قطر. وأخذت قناة “الجزيرة” التي تعتبر من القنوات المؤثرة في الشارع العربي نص الخبر عن الإعلام الإسرائيلي، واحتفت وبالغت في عرض إنجاز الموساد، قبل أن تقوم قريبتا الجاسوس كوهين بتكذيبه. ثم لم تذكر القناة فيما بعد نوع “العملية الخاصة” التي نفذها الموساد، التي انكشف فيما بعد أنها محاولة لتضخيم دور الموساد ليس أكثر.

كان بإمكان أي شخص شراء ساعة اليد تلك عبر البطاقة الإلكترونية لو أراد، دون أن يحسب له أن العملية هي إنجاز شجاع وحازم وبطولي!

ولكن مشكلة النقل عن الإعلام العبري، أنها تؤدي في بعض الأحيان إلى إيصال الرسائل التي تريد إسرائيل إيصالها إلى المواطن العربي، أو تؤدي على الأقل إلى تضخيم قدرات إسرائيل، وفي الوقت ذاته التقليل من قدرات العرب، وهو مرمى إسرائيلي واضح وصريح.

وتذكر تقارير إعلامية أن إسرائيل أنشأت، في الآونة الأخيرة، الكثير من المواقع الإلكترونية باللغة العربية لتمرير رسائلها للمواطن العربي.

بينما تلعب الكثير من المواقع العربية أصلًا الدور ذاته، فصحيفة “العربي الجديد” التي يُشرف عليها عزمي بشارة، وممولة قطريًا هي الأخرى، وقعت -دون أن تترك مكانًا للصدف- في الشرك ذاته الذي وقعت فيه الجزيرة، حين نشرت والتقطت من “فيسبوك” ما يؤيد تمامًا وجهة النظر الإسرائيلية في موضوع ساعة اليد.

اقرأ أيضًا: صحف غربية تكشف: طفل قطر المدلل، والعقل المدبر لسياساتها

وهكذا تعاملت أيضًا جميع المواقع التي تندرج تحت إشراف عزمي بشارة، مما لا يدع مكانًا للشك، بأن تلك المواقع الإعلامية تسير بخط واحد، وتنقل عن الصحافة الإسرائيلية ما يؤيد وجهة نظر دولة الاحتلال.

فالتلفزيون التابع لأذرع بشارة الإعلامية ويبث من تركيا، بمسمى “تلفزيون سوريا” الممول قطريًا، ويديره بشكل مباشر ما يطلق عليهم معارضون سوريون ليبراليون، قام هو الآخر باستعراض الإنجاز الوهمي للموساد، بشرائه ساعة يد عبر الإنترنت، وتحويل ذلك الوهم إلى عمل بطولي.

الموساد الإسرائيلي يعود إلى سوريا وينفذ عملية نوعية.. هل تتخيل أن ساعة يد هي السبب؟

الموساد الإسرائيلي يعود إلى #سوريا وينفذ عملية نوعية.. هل تتخيل أن ساعة يد هي السبب؟إعداد: هاني السباعي #تلفزيون_سوريا

Posted by ‎Syria TV تلفزيون سوريا‎ on Friday, July 6, 2018

من المؤكد أن كم الفخر الظاهر بإنجاز الموساد، لم يكن خبرًا عرضيًا في الإعلام الممول قطريًا، فقد أصبح فرصة للتفاخر بعظمة الموساد، وتضخيم دوره ومقدرته على القيام بـ”عمليات خاصة” في دول عربية. ويشير خبراء إعلاميون إلى إن الأمر ليس بالجديد على تلك الفئة من الإعلام العربي، التي كانت سبّاقة في استضافة مسؤولين ومتحدثين إسرائيليين على شاشاتها، إذ كانت الجزيرة وما تزال هي المنبر الأثمن لأجهزة الدعاية الإسرائيلية.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة