الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

وزير الخارجية الأوكراني في مقال لـ”الفورين أفيرز”: لماذا يجب على الناتو أن يعترف بأوكرانيا؟

كيوبوست- ترجمات

دميترو كوليبا

يحاول وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في مقال نشره في دورية “الفورين أفيرز”، حث الناتو على ضم أوكرانيا رسمياً إلى الحلف. ويقول: “إن الصراع الروسي- الأوكراني يدمر أُسس النظام الأمني الأوروبي الذي تشكَّل بعد عام 1945. ولهذا السبب؛ فإن مخاطر هذا الصراع كبيرة، ليس فقط بالنسبة إلى أوكرانيا، ولكن بالنسبة إلى المجتمع الأوروبي بأكمله”.

أعذار مستمرة

يكمل وزير الخارجية قائلاً: “لم تختر أوكرانيا ولا الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو هذه الحرب؛ فلقد بدأتها روسيا، لكنَّ إنهاءها يقع على عاتق أوكرانيا وشركائها الغربيين؛ لتحقيق نصر عادل يضمن السلام والاستقرار في أوروبا لأجيال قادمة.. ويتطلب القيام بذلك أن تصبح أوكرانيا عضواً في الناتو، ويتوقف الحلف عن تقديم الأعذار ويبدأ في الضم الرسمي لأوكرانيا”. ويعتبر وزير الخارجية الأوكراني هذه الخطوة من شأنها أن تظهر لبوتين أنه قد فشل بالفعل، وتجبره على التهدئة من طموحاته. ويرى الناتو باعتباره أنجح تحالف دفاعي في التاريخ، ويعد ضامناً للأمن وتعبيراً عن مستقبل سياسي مشترك. ويشدد على أن قوة التحالف تنبع من الإرادة السياسية لأعضائه، ويعتبر هذه الإرادة غائبة في ما يتعلق بقبول أوكرانيا.

اقرأ أيضًا: هل تدفع الحرب الأوكرانية حلف الناتو لإعادة النظر في منظومات التسليح؟

ويضيف كوليبا: “وافق أعضاء الناتو في قمتهم عام 2008 في بوخارست، على هدف ضم أوكرانيا إلى الحلف، ومع ذلك ظلوا يرسلون إشارات إلى روسيا بأن هذا لن يحدث.. وخلال السنوات الخمس عشرة التي انقضت منذ قمة بوخارست، سيقت العديد من الحجج حول سبب عدم قدرة أوكرانيا على الانضمام إلى الناتو. واعتبر أعضاء التحالف أن قبول أعضاء جدد لهم حدود مشتركة مع روسيا قد يستفز موسكو.. بشكل مثير للدهشة، استمر معارضو العضوية الأوكرانية في طرح هذه الحجة حتى بعد أكثر من عام من الحرب”.

من اليسار: الأمين العام لحلف الناتو والرئيس التركي ورئيس فنلندا ورئيسة وزراء السويد ووزير الخارجية التركي ووزيرة الخارجية الفنلندية ووزيرة الخارجية السويدية خلال توقيع الاتفاق في مدريد- “أسوشييتد برس”

ويكمل: جادل أولئك الذين يعارضون انضمام أوكرانيا بأنها منقسمة حول ما إذا كانت ستنضم إلى الناتو. كان هذا صحيحاً في الماضي؛ لكنه لم يعد كذلك. وفي عام 2019، عدلت أوكرانيا رسمياً دستورها لتكريس التزامها بالانضمام إلى الناتو. وأظهر استطلاع أجراه المعهد الجمهوري الدولي، في فبراير 2023، أن 82% من الأوكرانيين يؤيدون الانضمام إلى الناتو. من جانب آخر، يرى سكان دول الناتو بشكل متزايد أن أوكرانيا جزء من مجتمعهم الأوسع. ووفقاً لمسح أُجري على مستوى الاتحاد الأوروبي في فبراير 2023، يعتبر 68% من مواطني الاتحاد الأوروبي هجوم روسيا على أوكرانيا هجوماً على أوروبا ككل.

آثار حرب روسيا وأوكرانيا- أرشيف

ويعتبر كوليبا أن الصراع الروسي- الأوكراني أعاد تنشيط التحالف وأعطاه سبباً جديداً لوجوده. وقد انضمت فنلندا بعد حل خلافاتها مع دول الناتو، وستحذو السويد حذوها.. ويقول: “أنا لا أشكك في التزام الناتو الحالي تجاه أوكرانيا. قدم أعضاء الحلف مساعدة حيوية إلى كييف منذ بداية الصراع.. لكني أشكك في استراتيجية الناتو عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا والأمن طويل الأمد للمنطقة الأوروبية.. لقد خيَّمَ الخوف على التحالف؛ ما أثر في حكمه وقاده إلى تبني استراتيجية حذرة للغاية، كانت لها عواقب وخيمة على آلاف الأوكرانيين.. يمكن للناتو اتخاذ القرار الجريء بتوسيع الحلف، وبالتالي حماية المنطقة الأوروبية.. إن ترك أوكرانيا مكشوفة لن يؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار والعدوان الروسي”.

اقرأ أيضًا: انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو سيحد من طموحات الحلف.. ولكنه سيزيده قوة

ما وراء بوخارست

ويضيف أن أوكرانيا تسعى نحو الحصول على عضوية الناتو؛ لكنه يدرك أن مثل هذه العضوية ليست العصا السحرية التي تنهي الحرب، لكن هناك حاجة إلى جدول زمني محدد لانضمام أوكرانيا إلى الناتو. ويطالب وزير الخارجية الأوكراني أعضاء الناتو بأن يرسلوا في قمة الحلف القادمة في فيلنيوس، بليتوانيا، إشارة مكتوبة إلى روسيا تفيد أن اللعبة قد انتهت: أوكرانيا جزء من الغرب؛ وهي على أعتاب الناتو، وستدخله قريباً. “لتجنب أي سوء فهم؛ نحن في أوكرانيا لا نتحدث عن عضوية فورية في قمة فيلنيوس، ولكن عن قرار يتخذه حلفاء الناتو بطرح جدول زمني لانضمام أوكرانيا.. سيكون الانضمام عملية تتطلب مدى زمني، وسيعتمد تحقيق الهدف النهائي للعضوية الأوكرانية في الحلف على الوضع الأمني؛ ولكن هذه العملية يجب أن تبدأ دون تأخير”.

المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في بروكسل- وكالات

ويضيف: أوكرانيا لديها الكثير لتكسبه من الناتو؛ لكن لديها أيضاً الكثير لتقدمه في المقابل. تدافع أوكرانيا عن كامل الجناح الشرقي لحلف الناتو، وسوف تشارك ما تعلمته مع أعضاء الحلف. على سبيل المثال؛ التجارب التي خاضها الجيش الأوكراني والدروس المستفادة؛ والتي منها أنه على عكس ممارسات الناتو، يجب أن يكون القادة الذين يدربون الوحدات هم نفس القادة الذين يقودونها في المعركة. وخلال فترة الحرب، ساعدت أوكرانيا في تعزيز قواعد الناتو ومعاييره وإجراءاته؛ مما أدى إلى تحسين قدرة الحلف على خوض حروب حديثة ذات كثافة عالية. تمتلك أوكرانيا أيضاً خبرة في إدارة حرب المعلومات، وضمان مرونة مؤسسات الدولة والبنية التحتية الحيوية.

اقرأ أيضاً: كلارك كوبر لـ”كيوبوست”: روسيا فوجئت بوحدة حلف الناتو في دعم أوكرانيا

ويختتم وزير الخارجية الأوكراني مقاله: “إن أفضل طريقة لضمان الأمن الأوروبي؛ هي الترحيب بأوكرانيا في الناتو. صحيح أن هناك حججاً متواصلة من سياسيين ومحللين لإبقاء أوكرانيا خارج التحالف؛ لكن الثابت أن كل حجة جديدة أضعف من سابقتها. تكمن الأزمة في أن الاضطرار إلى دحض هذه الحجج باستمرار يضيع وقتاً ثميناً على حساب أمن الناس. أوكرانيا بحاجة إلى الناتو، والناتو بحاجة إلى أوكرانيا”.

المصدر: فورين أفيرز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة