الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
وثائق وتسريبات صوتية: إسرائيل تعتبر أن السعودية خذلتها وقطر ساعدتها
التسريبات تكشف الأدوار الحقيقية للسعودية وقطر

كيو بوست –
نتيجة للأحداث الدامية للربيع العربي، وما نتج عنه من حروب أهلية دامية، ومشاريع التقسيم والإرهاب، انقسمت المنطقة تلقائيًا بين محور معتدل تقوده الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، ومحور متطرف بقيادة قطر وتركيا، يسيّر عددًا من المنظمات المتطرفة، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي حولت الربيع العربي إلى خريف دام.
الانقسام بين المحورين، انعكس على الخطاب الإعلامي الناطق باللغة العربية، إذ استخدم المحور المتطرف على الدوام خطاب الاتهام والتخوين ضد دول الاعتدال، بينما أظهر نفسه على أنه الطرف “المقاوم” للاحتلال الإسرائيلي وللهيمنة الأمريكية على المنطقة!
اقرأ أيضًا: كيف عملت السعودية مع الفلسطينيين لمواجهة “عقوبات صفقة القرن”؟
ولكن وبطريقة عملية، انكشف مدى ارتباط المحور الداعم لحركات الإسلام السياسي بمشاريع كلٍ من الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين كانتا الداعمين الأولين للربيع العربي، سياسيًا وعسكريًا؛ فالتدخل العسكري للناتو في ليبيا جاء لتقديم البلاد على طبق من ذهب للجماعات التكفيرية، ولتفتيت البلاد، والقصف الأمريكي والإسرائيلي المستمران منذ سنوات على مواقع الجيش السوري جاءا لخدمة حركات الإسلام السياسي والجهادي، وكذلك محاولة صناعة الفوضى في مصر.
تسريب وثيقة حول علاقة السعودية مع إسرائيل
نجت السعودية من أحداث الربيع العربي، على الرغم من محاولة الإسلاميين اختراقها عبر الانتفاع من قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، ولكنها لم تنج من اتهامات بالتطبيع مع دولة الاحتلال، وهي حرب معنوية ضد المملكة لهز صورتها لدى المواطن العربي، من أجل زعزعة موقفها القومي.
ولكن وثيقة إسرائيلية مصنفة كـ”سرية للغاية” بسبب حساسيتها، كشف عنها موقع قناة “i24” الإسرائيلية، ذكرت أن الرياض غير مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أو الموافقة على صفقة القرن التي يرعاها ترامب دون أن تقدم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.
ونقلت القناة الإسرائيلية العاشرة بأن هذه الوثيقة المعنونة بـ”الملك سلمان خيب آمال نتنياهو ورفض التطبيع مع إسرائيل“، تسربت ووصلت لعدد قليل من السفارات الإسرائيلية حول العالم، ولعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الإسرائيلية.
اقرأ أيضًا: معاريف الإسرائيلية: السعودية تغتال “صفقة القرن”
وتُفنّد هذه الوثيقة ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي وأذرع قطر الإعلامية حول علاقات تطبيعية بين السعودية وإسرائيل تمهيدًا لصفقة القرن.
وذكرت القناة العاشرة أن الوثيقة التي جرى تداولها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، دفعت بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لزيارة السعودية بعد أسابيع قليلة من تسريبها، وطلب بومبيو من الرياض دعم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المسماة بـ”صفقة القرن”، إلا أن المسؤولين السعوديين أبلغوه أن السعودية لن تقدّم الدعم لهذه الخطة ما لم تتضمن خطوات تراعي المطالب الفلسطينية، خصوصًا فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
تسريب صوتي للسفير القطري في غزة
في الوقت الذي تداولت فيه وسائل الإعلام الوثيقة الإسرائيلية السرية حول السعودية، تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي تسريبًا صوتيًا للسفير القطري إلى غزة، محمد العمادي، في حديث له مع صحفي إسرائيلي.
اقرأ أيضًا: قطر ترعى تفاهمات صفقة القرن بين حماس وإسرائيل والولايات المتحدة
وتناول التسريب كيف أخذت قطر دور الفلسطينيين في المفاوضات، وصارت تتفاوض حول مصيرهم، نيابة عنهم، في شؤون اقتصادية ومعيشية، دون التطرق إلى الحقوق الوطنية والسياسية للفلسطينيين.
وتركز حديث العمادي في التسريب على سبل فصل غزة عن الضفة الغربية، مقابل منح اقتصادية لغزة، وهو ما تقوم عليه “صفقة القرن”، التي تقترح مساعدات اقتصادية مقابل هدوء دائم بين دولة الاحتلال وغزة، وبقاء الانقسام الفلسطيني على ما هو عليه، بشرط أن تبقى الضفة الغربية تحت وطأة المستوطنين، بينما تظل غزة منفصلة ككيان مستقل سياسيًا وجغرافيًا عن الضفة الغربية والقدس.
وقد أقر العمادي بالدور الأمريكي في “حشد الأموال” لغزة، من أجل تطبيق صفقة القرن، بما يوضح بأن الصفقة تجري بتنسيق مشترك بين قطر والولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا: صحيفة أمريكية تكشف: أمير قطر عرض على أمريكا الضغط على حماس لتمرير صفقة القرن
وفي الوقت الذي تحدث فيه العمادي عن ضرورة تخفيف الحصار عن غزة، بمعزل عن القضايا الوطنية كاللاجئين والقدس والمستوطنات، طرح خطة لإدخال 5 آلاف عامل فلسطيني من غزة للعمل في إسرائيل، حتى تصبح غزة معتمدة بانفصالها على مدخولاتها الاقتصادية من إسرائيل.
وهو ما يصفه مراقبون بأنه نوع آخر من الحصار والتبعية الاقتصادية للاحتلال، بما يصب في خانة ترسيخ الحصار، وتحويله إلى واقع بتنسيق قطري أمريكي إسرائيلي.
حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا