الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
وثائقي “شجرة الظلام” يفضح دعم قطر وتركيا للإرهاب في ليبيا
قصة الجماعات الإرهابية الليبية الكاملة!

كيو بوست –
فلم وثائق يكشف معلومات وتفاصيل حول قصة الجماعات الإرهابية في ليبيا، ومنابع تنظيمها وتموليها، بالإضافة لارتباطاتها الداخلية المتمثلة بالجماعة الليبية المقاتلة وحكومة طرابلس، وارتباطها الخارجي الوثيق بقطر وتركيا.
يبدأ الفلم بإقامة صلاة الغائب في إسطنبول على أخطر الإرهابيين في مدينة بنغازي، وسام بن حميد، أحد دعائم مجلس شورى ثوار بنغازي، قائد كتيبة “درع ليبيا”، الذي ترحّم عليه أبرز قيادات الإخوان، ونيس المبروك، عضو الاتحاد العام لعلماء المسلمين، صاحب المقولة الشهيرة “لو شهد النبي حلف الناتو لبادر إليه”!
وسام بن حميد، الذي يظهر في أكثر من صورة مرتديًا زي داعش، وعلمها يرفرف فوق رأسه، قالت تقارير سابقة للأمم المتحدة بأن مجلس شورى بنغازي الذي ينتمي إليه، ويعتبر أحد أهم قياداته، له ارتباطات وثيقة مع داعش والقاعدة، وفي الوقت ذاته يتلقى المجلس دعمًا ماديًا وسياسيًا من مصراتة وطرابلس.
أما أبرز الداعمين للمجلس، فهم الإخوان المسلمين، الذين يتقاسمون السيطرة على العاصمة طرابلس، إذ أظهر الفيلم وجود شيكات بقيمة 6 ملايين دينار ليبي مقدمة من حكومة طرابلس للمجلس، وقت أن كانت التنظيمات المسلحة تسيطر على العاصمة، وتتخذ من سلطة “المؤتمر الوطني العام” ستارًا لها. وجرى نقل الأموال للمجلس، من خلال أعضاء في المؤتمر، محسوبين على كتلة الوفاء.
أما صلاة الغائب على وسام بن حميد، فكان يؤمها خالد الشريف، وكيل وزارة الدفاع في طرابلس، وفي الوقت ذاته نائب “الجماعة الليبية المقاتلة” المرتبطة بالقاعدة، أحد أبرز أمرائها عندما كان عناصر “الجماعة” يتدربون في معسكرات القاعدة في ليبيا وأفغانستان وباكستان.
كما ذكر “شجرة الظلام” أسماء كثيرة لأشخاص تقلدوا مناصب كبيرة بالدولة، ويشتركون جميعهم بأنهم قاتلوا في السابق تحت راية القاعدة في أفغانستان.
في الفيلم، كان وسام بن حميد قائد درع ليبيا الذي قتل على يد الجيش الوطني مع انطلاق عملية الكرامة، هو عقدة الخيط لتفكيك المعلومات المتعلقة بمجلس ثوار بنغازي المرتبط بداعش، وداعميه ومموليه؛ إذ تتفرع المعلومات الموثقة للوصول إلى من كانوا في يوم من الأيام يشغلون أهم المناصب الحساسة في ليبيا.
وإضافة لدرع ليبيا، كان ينضوي تحت راية المجلس، تنظيم “أنصار الشريعة” المرتبط بالقاعدة، ومؤسسه محمد الزهاوي الذي كان يقاتل في أفغانستان قبل عودته إلى ليبيا بعد إسقاط نظام القذافي. يكشف الوثائقي عن اعتراف التنظيم بأن الزهاوي كان قد نقل للعلاج في ليبيا بعد إصابته على يد الجيش الليبي أثناء تحرير بنغازي.
الدور القطري
وضم مجلس ثوار بنغازي أيضًا أكبر كتيبة إرهابية في بنغازي – كتيبة “شهداء 17 فبراير”، وكتيبة “راف الله السحاتي”، وكلتاهما بقيادة إسماعيل الصلابي، المقاتل السابق في أفغانستان وباكستان، ويعتبره الإعلام العالمي بأنه رجل قطر الأول في شرق ليبيا، وصديق مقرّب لمدير المخابرات القطرية، غانم الكبيسي، بالإضافة لتعاونه مع جماعة الإخوان المسلمين لتنفيذ عمليات إرهابية في مصر.
إسماعيل الصلابي هو شقيق القيادي الإخواني، عضو اتحاد علماء المسلمين، علي الصلابي، المقيم في قطر، الذي يعتبر حلقة الوصل بين تلك الجماعات والدوحة، إذ كان المنسق لإمداد الميليشيات بالنفط والسلاح.
اقرأ أيضًا: من تركيا: علي الصلابي يؤهل إخوان ليبيا لخوض الانتخابات بوجوه جديدة
ويظهر في الفيلم مقطع فيديو يعترف فيه علي الصلابي بقيام قطر بإمداد تلك الجماعات بالسلاح عن طريق تونس، إضافة لتفاصيل عن قيام قطر بإخفاء الأسلحة في صناديق للهلال الأحمر القطري، وتهريبها إلى ليبيا تحت ستار الإعانات الطبيّة!
كما كشف “شجرة الظلام” عن اشتراك قطر بالقتال إلى جانب المتطرفين، ودعمهم لإسقاط النظام، ثم تأسيس دولة على مقاس جماعة الإخوان؛ فقد أظهر مقطع فيديو، اشتراك الضابط القطري، حمد فطيس المري، برفقة جنود قطريين، في اقتحامات مسلحة في طرابلس، وقيام قطر بتشكيل غرفة عمليات لإدارة الجماعات المتطرفة الموالية لها، وهو ما أوقع الخلاف بينهم وبين رئيس الأركان الليبي عبد الفتاح يونس، لرفضه وجود غرفتين للعمليات.
وعن دور قناة الجزيرة القطرية، قالت سكاي نيوز إنه تمثل بالتحريض وفرض القادة والمسؤولين على الشعب الليبي، مثلما حدث مع التضخيم الإعلامي لدور عبد الحكيم بلحاج، وتنصيبه كقائد للمجلس العسكري لثوار طرابلس، على الرغم من أن بلحاج كان يشغل منصب “أمير” الجماعة الليبية المقاتلة في أفغانستان.
اقرأ أيضًا: أين تقف قطر في الصراع الأوروبي حول ليبيا؟ وما علاقة الإخوان؟
وهو ما أكده رئيس المجلس الانتقالي السابق، مصطفى عبد الجليل، الذي وقّع شخصيًا على تنصيب بلحاج. وبرر عبد الجليل ذلك القرار، بأنه جاء تحت ضغوط وإغراءات قطرية، من أجل توحيد جميع الفصائل والجماعات تحت قيادة بلحاج، على الرغم من أن أمير قطر السابق شخصيًا، رفض وعطّل في أكتوبر/تشرين الأول 2011 تنفيذ قرار رئيس المكتب التنفيذي، محمد جبريل، بحل جميع الميليشيات المسلحة وجمع سلاحها، مما يوضح خطة قطر المسبقة لتسليم ليبيا مستقبلًا لتلك الميليشيات.
كان يظهر رجل قطر الأول في ليبيا، عبد الحكيم بلحاج، على الدوام، برفقة نائبه الأول، المهدي الحاراتي، الذي توجه إلى سوريا للقتال، وقام بعمليات نقل للمقاتلين الليبيين إليها عبر تركيا، كما أسس في سوريا كتيبة “لواء الأمة” التي تضم مقاتلين ليبيين، وظهر في الوثائقي فيديو يقوم فيه الحاراتي بتوزيع مركبات عسكرية على مقاتليه في سوريا، فيما أعلام القاعدة ترفرف فوقها.
وقبل أن يعود الحاراتي إلى ليبيا، ظهر في صور يتلقى التكريم من الرئيس التركي إردوغان، نظير دوره في سوريا!
كما سجلت الوثائق قيام الميليشيات الإرهابية المدعومة من قطر، باغتيال صحفيين مناوئين لها، بالإضافة لتصفية خمسمائة ضابط ليبي، أبرزهم عبد الفتاح يونس، الذي كان ينتقد إصرار قطر على دعم الميليشيات.
اقرأ أيضًا: مصطفى عبد الجليل: الإخوان والإسلاميون خدعوني وخدعوا جميع الليبيين
وكانت الاغتيالات السياسية وسيلة ميليشيات الإخوان المسلمين المتحالفين مع القاعدة وداعش لإبعاد الكفاءات، ومن أجل مد نفوذها العسكري على الأرض. وكشف الفيلم عن تسجيل صوتي للإرهابي إسماعيل الصلابي، وهو يهدد المعارض السياسي عبد السلام المسماري بالقتل، وذلك بتحريض كبير وفتاوى سفك الدماء التي أطلقها المفتي السابق المقيم حاليًا في تركيا، الصادق الغرياني، المصنف على قائمة الإرهاب العربية.
الدور التركي
بعد الثورة الليبية صار للإخوان نفوذ مسيطر على مدينة مصراتة، حيث لعب أئمة المساجد المحسوبون على الجماعة فيها، دورًا في انتشار ثقافة الميليشيات والاغتيالات السياسية، فقد استعرض الوثائقي قيام بعض قيادات الإخوان بالتحريض على الإرهاب، ليس داخل ليبيا فحسب، بل في مصر أيضًا.
وبسبب وقوع المدينة على الساحل، فقد استغلها الإخوان لتوريد السفن المحملة بالأسلحة من تركيا إلى مصراتة، أبرزها الباخرة التي قبض عليها خفر السواحل اليونانية في ديسمبر/كانون الأول 2014، عبر ما عرف بخط “مصراتة-تركيا”، الذي استخدمه الإخوان أيضًا كنقطة عبور للمسلحين الذاهبين من ليبيا إلى تركيا للقتال في سوريا.
اقرأ أيضًا: إخوان ليبيا يطالبون بالتدخل العسكري التركي في بلدهم
واستغل الإرهابيون تسامح السلطات التركية معهم، لنقل آلاف المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا، عبر مطار إسطنبول، للقتال ضد الجيش الليبي. ومن بين العائدين إلى ليبيا عبر إسطنبول كانت كتيبة “البتّار”، التي أسس أفرادها نواة داعش في مدينة درنة، إذ نقلوا للمدينة خبراتهم في القتال إلى جانب داعش في سوريا.
وعلى غرار مجلس شورى بنغازي، قامت الميليشيات في درنة بتأسيس “مجلس شورى المجاهدين” الذي انضوى تحته أكثر الميليشيات الدينية تطرفًا، ودُعم من الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة. وترأس المجلس سامي الدربي الصديق المقرّب لوسام بن حميد. وتقاسم “شورى المجاهدين” السيطرة على المدينة مع تنظيم داعش، قبل أن يقوم الجيش الليبي بتحريرها في سياق عملية الكرامة.