الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

واشنطن بوست: محور بكين – موسكو يتبلور.. كيف تستعد واشنطن وحلفاؤها؟

"تشترك الصين وروسيا في المخاوف ذاتها من تطويق حلف شمال الأطلسي، وفي ازدرائهما للقيم الديمقراطية وللنظام العالمي القائم على القواعد، لكن مناشدة قائمة على المصلحة الذاتية قد تقنع الرئيس شي باستخدام صداقته القوية مع بوتين للدفع نحو حلٍّ حقيقي للصراع في أوكرانيا".

كيوبوست- ترجمات

في افتتاحيتها ترى صحيفة “واشنطن بوست” أن الولايات المتحدة لعبت في سبعينيات القرن الماضي على الجغرافيا السياسية، بما عُرف حينها بـ”ورقة الصين” عبر قرارها المزلزل، بتطبيع العلاقات مع الصين الشيوعية، ورفع الحظر عن مبيعات التكنولوجيا العسكرية الحساسة لبكين، بهدف ردع الاتحاد السوفييتي.

اليوم، وبعد زيارة الرئيس الصيني إلى موسكو أظهرت الصين أنها مستعدة للعب “ورقة روسيا” لمواجهة ما يعتبره الرئيسُ شي محاولاتِ واشنطن لتطويق الصين، واحتواء اقتصادها، وتهديد سلامتها، وصعودها العسكري.

هذا التحالف المتنامي بين أكبر منافسين استراتيجيين وعسكريين للولايات المتحدة، لديه القدرة على تغيير النظام العالمي بشكلٍ كبير، كما فعلت الولايات المتحدة قبل نصف قرن. ومن الأفضل لواشنطن وحلفائها أن يكونوا مستعدين للرد.

اقرأ أيضًا: هل تنجح جهود الرئيس الصيني في وقف الحرب الأوكرانية؟

تشترك الصين وروسيا في المخاوف من تطويق حلف شمال الأطلسي، إذ تعتبر روسيا توسُّع الحلف شرقاً تهديداً جودياً لها، كما تخشى الصين من أن الولايات المتحدة تحاول إنشاء “ناتو المحيطين الهندي والهادي” من خلال سلسلةٍ من اتفاقيات الدفاع الآسيوية، مع حلفائها، من الفلبين إلى أستراليا.

علاوة على ذلك؛ يشترك البلدان في ازدرائهما للقيم الديمقراطية، وللنظام العالمي القائم على القواعد، ويثقان بنظاميهما الاستبداديين. إضافة إلى أن البلدين يمتلكان أول وثالث مخزون من الأسلحة النووية في العالم، بينما تعمل الصين على توسيع ترسانتها النووية لتصل إلى التكافؤ مع الولايات المتحدة في غضون السنوات العشر القادمة.

الولايات المتحدة لن تكون قادرة على محاربة روسيا والصين وإيران في نفس الوقت- بلومبيرغ

من الواضح أن روسيا هي الشريك الأصغر في هذه الصداقة اللا محدودة، فهي محرومة من الأسواق الغربية، واقتصادها يرزح تحت العقوبات. وهي بحاجةٍ ماسة لأن تقوم الصين بزيادة مشترياتها من النفط والغاز والحبوب، وتزويدها ببعض السلع الغربية.

كما استمرت الصين أيضاً بإمداد روسيا بالطائرات المسيرة، وأشباه الموصلات، ولكن لا دليل حتى الآن على تزويدها بأسلحةٍ فتاكة، الأمر الذي وصفته إدارة بايدن بالخط الأحمر.

وعلى الرغم من موقفها المؤيد لروسيا، أعلنت الصين أنها ترغب في أن تكون صانع السلام في أوكرانيا. وهنالك بعض الأمل في أن تنجح في ذلك بعد أن ساعدت في التوسط في تقاربٍ دبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران.

عادت العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية

وروّج الرئيس شي أثناء زيارته لموسكو لخطة سلام مؤلفة من 12 بنداً لإنهاء الصراع، ولكن كما كان متوقعاً، كانت الخطة عبارة عن مجموعة من العبارات الممجوجة حول الحاجة إلى الحوار وضبط النفس. ولم يظهر الرئيس شي أي اهتمام بزيارة كييف ولقاء الرئيس زيلينسكي، كما فعل الرئيس بايدن والكثير من قادة العالم.

وضع الرئيس بايدن الحرب في أوكرانيا في إطار “المعركة بين الديمقراطية والاستبداد، بين الحرية والقمع، وبين النظام القائم على القواعد، وآخر تحكمه القوة الغاشمة”. ومع أن نظرته صحيحة، فهي غير قادرة على إقناع الرئيس شي الذي يحاول الترويج لفكرة أن الديمقراطية الغربية قد عفا عليها الزمن.

اقرأ أيضاً: هل يصمد دعم الصين لروسيا مع تنامي الإدانة الدولية لحرب أوكرانيا؟

ومع ذلك، فإن مناشدة قائمة على المصلحة الذاتية قد تقنع الرئيس شي باستخدام صداقته القوية مع السيد بوتين للدفع نحو حلٍّ حقيقي للصراع. ولا بد من تذكير السيد شي بأن العلاقات التجارية للصين أهم بكثير من علاقاتها بروسيا، كلما التقى بالمسؤولين الأوروبيين، بدءاً برئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي سيتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي هذا العام، وصولاً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور بكين الشهر المقبل.

لا بد للأوروبيين من إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى بكين، مفادها أن الصين يجب أن تستخدم نفوذها مع السيد بوتين لإنهاء الصراع، وليس لتعزيز الاقتصاد الروسي.

المصدر: واشنطن بوست

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة