الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربية
هيئة علماء اليمن الإخوانية تُعيد أجواء 94 وتضرب بسلاح التكفير

كيوبوست
“ليكون العلماء هم المرجع الأساسي لأي حزب أو جماعة أو دولة بعد كتاب الله وسُنة نبيه”، هكذا تُعبر عن نفسها “هيئة علماء اليمن” التابعة لحزب الإصلاح الإخواني اليمني، ويرأس الهيئة عبد المجيد الزنداني عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والتي تأسَّست في عام 2012.
اقرأ أيضًا: يقظة «الرياض» ووعي «أبوظبي» يجهضان مخططات الفتنة في اليمن
لا ينفك ربيب الحاكمية الإخواني عن ربط الدين بالسياسة، والسياسة بالدين، بأي سبيل كان.. الأمر لم يكن بحاجة إلى خطاب سياسي يأخذ شكل الفتوى؛ حيث أحيت “هيئة علماء اليمن” فتوى حرب صيف 1994م، والتي على ضوئها اجتاحت قوات الشمال المدعومة بالقبائل المؤيدة للإخوان المسلمين الجنوب اليمني بمبررات ومسوغات دينية؛ إذ أيَّدت الهيئة، في بيان لها، صدر في أول يوم من السنة الهجرية الجديدة 1441هـ، الموافق 31 أغسطس 2019م، كل الإجراءات والتحركات العسكرية باتجاه عدن، ودعت الحكومة والشعب والجيش إلى “أن يعملوا سريعًا على القضاء على التمرد”، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، كما دعت المكونات الاجتماعية والسياسية وجميع أبناء اليمن إلى الوقوف مع هذه الحرب التي أطلقت عليها وصف “وأد الفتنة”.
اقرأ أيضًا:حزب الإصلاح يخون اليمن ويتقرب من الحوثيين
وحمل بيان الهيئة، تحريضًا صريحًا ومشددًا على مقاتلة الجنوبيين واجتياح عدن، والبيان يحشد لحرب دينية، ويمثل دعوة صريحة للجماعات الإرهابية إلى الانخراط في القتال باسم الله وتحت راية الجهاد في سياق التحشيد لحملة عسكرية وحرب يجري الإعداد لها على عين الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) الذين يسيطرون على الحكومة ويفرضون خياراتهم باسم الشرعية. المثير في الأمر أن التحشيد والحماس في الحرب على الجنوبيين من قِبَل الإخوان لم يوازيا الفعل الذي تم تجاه الحوثيين، والذين يلقون خلافًا ناعمًا من قِبَل الإخوان المسلمين، خلال الأعوام الخمسة الماضية.
ودعت فتوى هيئة علماء حزب الإصلاح إلى الحرب ضد الشعب الجنوبي، وطالبت بضرورة القضاء عليه وذلك تحت حجة ما سمَّته (التمرد على الشرعية وولي الأمر).
واستدلت فتوى علماء حزب الإصلاح الجديدة بالحديث النبوي: “مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ، يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ، فَاقْتُلُوهُ” (رواه مسلم).
وتعد هذه الفتوى التي تقول بتحليل دماء الشعب الجنوبي وقياداته، تسويغًا لكل الأعمال الإرهابية التي تنفذ ضد الشعب الجنوبي باستمرار من أعمال تفجيرات واغتيالات تقوم بها الجماعات المرتبطة بحزب الإصلاح من تنظيم القاعدة وجماعات الإرهاب الأخرى.
وتعيد الفتوى الجديدة إلى الذاكرة الفتوى التي أصدرها علماء حزب الإصلاح في عام 1994، والتي تم فيها تحليل دماء الشعب الجنوبي وقتل النساء والأطفال بحجة أنهم كفار وشيوعيون.
اقرأ أيضًا: ما العلاقةُ بين قطر وحزب الإصلاح في اليمن؟
ويعتبر حزب الإصلاح العدو التاريخي للجنوب اليمني، فهو التنظيم الحزبي الذي شارك بفاعلية في حرب اجتياح الجنوب، ويعدّ الجنوبيون حزب الإصلاح أحد أبرز الأطراف الشمالية الثلاثة التي اجتاحت بلادهم ونهبت ثرواتهم الطبيعية، وحولتهم إلى أشبه ما يكونون باللاجئين في بلدهم، كما يقولون.