الواجهة الرئيسيةتكنولوجيا
“هواوي” ضحية حرب ملوك التجارة في العالم
الولايات المتحدة تمنع توظيف الصينيين في شركات الاتصالات الأمريكية

كيوبوست
ما زالت الحرب الاقتصادية الباردة تدور بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وعلى الرغم من أنها بدأت منذ سنوات، إلا أنها برزت بوضوح خلال الأيام الماضية؛ لتكشف عن مرحلة جديدة من الحرب العلنية لأول مرة، بعدما قررت الولايات المتحدة فرض أولى عقوباتها الواضحة على عملاق الهواتف الصيني “هواوي”؛ بمنع شركة “جوجل” من تحديث أنظمة هواتف “هواوي” في ضربة قاصمة للشركة الصينية وعشرات الملايين من عملائها حول العالم، وعلى الرغم من أضرار العقوبة الكبيرة على “هواوي” كشركة صينية؛ فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا يزال لديها عدد من الخطط للضغط على الاقتصاد الصيني.
“هواوي” والضربات المتعددة
سَعَت الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية للوصول إلى حلول مع العملاق الصيني عن كيفية إدارة التبادل التجاري بينهما؛ حيث سجل عجز الميزان التجاري للولايات المتحدة مع الصين 419 مليار دولار، ويشكل 48% من العجز الذي يصل إلى 879 مليار دولار، وهذا يُظهر لماذا ترغب إدارة ترامب في معالجة هذا العجز بل ووصفه بـ”مذبحة” خسارة الوظائف وضغوط الأجور؛ لذلك تسعى الولايات المتحدة إلى كبح جماح التنين الصيني مرة تحت مسمى العقوبات، ومرة أخرى بناءً على معلومات تروِّجها الولايات المتحدة؛ لتحريض حلفائها على عدم استخدام تكنولوجيا “هواوي” بسبب أنشطة تجسُّس تقوم بها الشركة لصالح الصين.
اقرأ أيضًا: ماذا وراء ذُعر الولايات المتحدة من سيطرة “هواوي” على شبكات الجيل الخامس؟
وجاءت الإجراءات الأمريكية ضد الصين مع سحب شركة “جوجل” ترخيص نظام تشغيل “أندرويد” من “هواوي”؛ ما يُعَرِّض عملاء الشركة إلى عدد من المشكلات الأمنية، إذ إن العيوب الأمنية التي يعالجها متجر”play” عبر التحديثات لن يسمح لأجهزة “هواوي” بالوصول إليها؛ ما قد يعرضها للاختراق، في وقت بدأ الحديث فيه عن نية شركة “إنفنيون” الألمانية لصناعة الرقائق، في تعليق الشحنات إلى “هواوي تكنولوجيز”، إلا أن الشركة الألمانية أكدت أن معظم المنتجات التي توردها إلى “هواوي” لا تخضع لقانون قيود التصدير الأمريكي، وأنها ستستمر في عمليات التصدير.
بالنسبة للأضرار التي ستلحق بشركة “هواوي” فهي لن تقف عند هذا الحد، بل من المفترض أن تواجه أزمات أخرى من قِبَل شركتَي “إنتل” و”مايكروسوفت”؛ فالشركة الصينية تستقدم معالجات لحواسبها المحمولة التي تعمل بنظام “ويندوز” من خلال هاتين الشركتَين، ما يجعل الأزمات تلاحق الشركة، ليس فقط من ناحية مستوى الأمان التقني بل ومن جهة قطع غيار أجهزتها.
عقوبات جديدة
الحرب التجارية بين أمريكا والصين يبدو أنها ستزداد؛ خصوصًا بعدما أعلنت غرفة التجارة الأمريكية في الصين أن ثلاثة أرباع الشركات العاملة هناك تنوي نقل مقراتها إلى مناطق جديدة في المكسيك أو جنوب شرق آسيا؛ من أجل الابتعاد عن السوق الصينية التي باتت تفرض على الشركات الأمريكية إجراءات تفتيش قاسية أو تعطيلها عمليات العبور الجمركي.
ولم تتوقف الولايات المتحدة عن فرض العقوبات الجديدة على شركة “هواوي” فقط، بل قررت منع تعيين أي موظف يحمل الجنسية الصينية في الشركات الأمريكية التي تعمل في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبذلك يصبح الصينيون غير مرغوب فيهم في الشركات الأمريكية، وذلك تحت مسمى الحفاظ على الملكية الفكرية التي يسعى الموظفون الصينيون لنقلها إلى بلادهم، وذلك بعد التقارير الإعلامية عن دراسة الولايات المتحدة فرض عقوبات على شركة “هيكفيجن” الصينية لصناعة كاميرات المراقبة، وعدم إمدادها بأي تكنولوجيا أمريكية إلا بعد اتخاذ موافقة من الحكومة المركزية. وكانت أمريكا قد وقَّعت عقوبات اقتصادية على الصين عندما قامت الأخيرة بشراء مقاتلات روسية من طراز “سوخوي سو- 35” ومعدات خاصة بمنظومة صواريخ “إس 400” أرض- جو.
اقرأ أيضًا: عن الحرب الباردة التكنولوجية القادمة مع الصين وهواوي
وحتى الآن لا يوجد أي أنباء عن تطور في المحادثات الأمريكية- الصينية من أجل تقديم حلول للأزمة؛ حيث أعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أنه ليس من المقرر حاليًّا أن يزور مسؤولون أمريكيون بكين من أجل الجولة التالية من المفاوضات بين البلدَين؛ ما يعني استمرار الأزمة وعدم تقديم حلول سريعة لها.