الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون خليجيةشؤون عربية

هند السديري لـ”كيوبوست”: كتاب عن والدي أبعد من السيرة الذاتية

تحدثت أستاذة الأدب الإنجليزي عن كتابها الذي تناول مواقف إنسانية جمعتها مع والدها رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السابق تركي السديري 

كيوبوست

على الرغم من أن الدكتورة هند تركي السديري، أستاذة الأدب الإنجليزي، لا تزال تبحث مع أسرتها عمّن يمكنه كتابة السيرة الذاتية لوالدها الراحل الإعلامي السعودي تركي السديري؛ فإنها خلال رحلة البحث المستمرة منذ سنوات أصدرت كتابها “كان هنا”، الذي تحدثت فيه عن علاقاتها بوالدها، تاركةً جانباً من حياته الشخصية التي لا يعرفها الكثيرون عنه.

تقول الدكتورة هند السديري، في مقابلة خاصة مع “كيوبوست”، إن ما كتبته لم يكن سيرة ذاتية؛ لأنها لا تملك القدرة على كتابة السيرة الذاتية عن والدها، لعدم إلمامها بكل جوانبها؛ خصوصاً أنها لم تكن قريبة منه إلا في بعض المواقف التي جعلتها الظروف القدرية تكون موجودة فيها أو شاهدة على بعض من جوانبها، لافتةً إلى أن التخطيط لإصدار الكتاب جاء عن طريق المصادفة البحتة بعد اتفاق الأسرة على كتابة سيرة تركي السديري، على أن يكون الكاتبُ شخصاً متخصصاً، وطرحت عدة أسماء، لكن لم يتم الاتفاق على أحد.

تضيف هند أنها خلال تلك الفترة كانت تتطلع على عدة كتب للسيرة الذاتية؛ من أجل اختيار مَن يتولى كتابة السيرة الذاتية لوالدها، ومن ثمَّ اكتسبت من خلال القراءات التي قامت بها معرفة وخبرة في تفاصيل هذه الأمور، وبحكم خبرتها الأكاديمية؛ فقبل أن تكتب تتطلع على الكثير من الأمور، فجاءت الكتابة عن والدها بمرحلة لاحقة عن طريقة المصادفة.

غلاف الكتاب

تأثر الحديث

تحكي هند تركي السديري وهي متأثرة بشدة ما شعرت به بعد وفاة والدها من ألم وعدم قدرة على فعل أمور كثيرة كانت تقوم بها معه؛ من بينها قراءة الصحف التي توقفت عن متابعتها إلى أن استطاعت العودة تدريجياً بعد نحو 3 سنوات من رحيله، لتكتب عنه عبر “تويتر” تغريدات تعبر عن مشاعرها وحزنها؛ وهي التغريدات التي لاقت تفاعلاً كبيراً، وأصبح يأتي لها بسببها قصص ومواقف مع والدها من أشخاص لا تعرفهم يذكرون كيف وقف الراحل بجوارهم.

لا تنكر هند تعلق الأبناء بآبائهم؛ لكن عندما تتحدث عن والدها تصفه بـ”المتفرد”، لوجود جوانب كثيرة في شخصيته لم يعرفها الناس، فهو صاحب الشخصية القوية الحكيمة؛ الكاتب السياسي الذي يكتب في الأدب، ولم يعرف الناس هذا الجانب عنه إلا بعد تجميع القصص التي كتبها ونشرها؛ وهي أمور لم تجعله يبتعد عن عائلته، فهو أب يراعي أبناءه. ورغم انفصاله عن والدتي في وقت مبكر؛ فإنه لم يتركني أو يتخلى عني وكان بجواري في جميع الظروف الصعبة التي مررت بها، ولا أتذكر أنه رفض مرة مساعدتي ولو معنوياً.

الكاتب الراحل تركي السديري

دعم الأصدقاء

تعود هند لتشرح فكرة خروج الكتاب إلى النور، والتي لعب فيها منصور النقيدان، وصديقتها الدكتورة طرفة، دوراً كبيراً؛ فخلال أحاديثها معهما كانت تتحدث عن والدها، إلى أن أقنعها النقيدان بالكتابة من أجل التعبير عمّا بداخلها وليس بالضرورة من أجل النشر؛ وهو ما دفعها للتدوين والبدء في الكتابة إلى أن توصلت إلى الشكل العام للكتاب، ثم جرى التواصل مع محمد السيف، الذي راجع الكتاب وأعطى ملاحظات مهمة عليه حتى خرج إلى النور .

تشير هند إلى أن الكتاب من قبل صدوره وبمجرد الإعلان عنه كان هناك أصداء كبيرة حوله؛ خصوصاً أن تركي السديري من الشخصيات المؤثرة في الحياة الاجتماعية والسياسية والأدبية، لكن ما ركزت عليه في الكتاب ليس تفاصيل حياته ولكن علاقتها به؛ علاقة الابنة بوالدها، فلم تتطرق إلى كتاباته السياسية أو مواقفه، وكذلك علاقاته الشخصية التي لم تكن تعرف تفاصيلها بالكامل، لافتةً إلى أنها كانت حريصة على تحري المصداقية قدر الإمكان؛ وهو ما جعلها تستبعد قصصاً وصلتها عن والدها من أشخاص تعرف أسماءهم لكن لا تعرفهم، ومن ثمَّ ضمَّ الكتاب ما تثق فقط أنه حقيقة وشاهدته بنفسها مع تجنب ذكر أسماء لبعض الحوادث؛ احتراماً لرغبة الراحل في عدم خروج هذه الأسماء إلى العلن وتجنبه التصريح بها أمامها؛ لكنها كانت تعرفها بحكم ملازمتها له.

تؤكد هند أنها رفضت تضمين الكتاب مواقف لا تعرف تفاصيلها بالكامل وأموراً سمعت أجزاء منها، فكان قرارها من البداية تجنب الكتابة عمّا لا تعرفه؛ خصوصاً الأشياء العاطفية التي وصلتها، لأن في هذه الحالة ستكون بحاجة إلى إصدار عدة أجزاء لا كتاب واحد، مشيرةً إلى أن حرصها الأساسي كان كتابة أحداث وسردها كما هي دون إبداء رأيها إلا في ما يخص علاقتها مع والدها فقط.

 اقرأ أيضًا: حوار خاص مع د. هند السديري حول المرأة السعودية ووسائل التواصل الاجتماعي

جوانب شخصية

تتحدث هند تركي السديري عما تعلمته بالممارسة وليس التوجيه من والدها؛ فكان دائم أداء الواجب وصلة الرحم ويصطحب أشقاءها في مجالس العزاء والمناسبات العائلية، ولم يكن يسب أي شخص في المجالس الخاصة أو يتحدث بسوء؛ لكن في المقابل تذكر أيضاً رفضها كامرأة ترك والدها قرار التحاقها بالجامعة لموافقة زوجها بعد ذهابها إليه؛ فرغم أنه كان أحد المدافعين عن حق النساء في التعليم، فإنه لم يتدخل بالأمر، بينما ترك لها الحق في استكمال الدكتوراه بعدما أصبح مسؤولاً عنها ولم يوافق أو يعترض؛ وهو الموقف الذي تفسره بإعطاء والدها أولوية للحياة الزوجية.

تقول هند إن والدها كان مهتماً بحياتها كزوجة وأم لأطفالها؛ وهو ما خسرته برحيله، لذا لم تتردد في ذكر الكثير من المواقف التي عاشتها معه؛ لذا ضم الكتاب الكثير من التفاصيل عن حياته وما يقوم به كأب، وهو جانب لم يعرفه الكثيرون عنه.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات