فلسطينيات
هل ينجح التحرك الدولي الفلسطيني في تبديد صفقة القرن؟
ماذا يعني ترؤس فلسطين لمجموعة 77+ الصين؟

كيو بوست –
لا تملك السلطة الفلسطينية قوة فعلية لمواجهة خطة الولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الصراع، المعروفة باسم صفقة القرن، التي جاءت منحازة إلى إسرائيل. في مقابل ذلك، يصب الرئيس الفلسطيني تركيزه على دول العالم، وينصب آمالًا في أن يستطيع الوسط الدولي إيقاف هذه الصفقة.
نهج الرئيس عباس الذي يركز على زيادة حضور فلسطين في المواقع الدولية الكبرى، يواجه ثقة وتشكيكًا في آن واحد من الشعب الفلسطيني؛ فقسم يرى أن هذا الخط هو الأفضل لمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، وقسم آخر يرى أن الوقائع على الأرض تتغير لصالح الاحتلال رغم كل الجهد الدولي.
اقرأ أيضًا: كيف عملت السعودية مع الفلسطينيين لمواجهة “عقوبات صفقة القرن”؟
رئاسة مجموعة 77+ الصين
في خطوة اعتبرها مراقبون اختراقًا دبلوماسيًا فلسطينيًا، تولى الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة مجموعة الـ77 والصين لعام 2019.
مجموعة (77+الصين) هي عبارة عن تحالف عدد كبير من الدول الناشئة، أنشئ في الأساس لدفع المصالح الاقتصادية لأعضائه، ويعتبر قوة تفاوض لا يستهان بها في الأمم المتحدة.
وتعد المجموعة أكبر مجموعة دولية؛ إذ تمثل 80% من سكان العالم، و84% من الاقتصاد العالمي.
واعتبرت تقارير إعلامية فلسطينية أن تولي فلسطين لهذا المنصب رسالة سياسية من غالبية شعوب الأرض ودول العالم برفض فكرة شطب دولة فلسطين ونزع الشرعية عن التمثيل الفلسطيني على الساحة الدولية.
وتأسست المجموعة عام 1964، وكان أول اجتماع رئيس للمجموعة في الجزائر عام 1967، حيث جرى تبنّي إعلان الجزائر، وإنشاء أساس الهيكل التنظيمي للمجموعة.
مواجهة صفقة القرن
تأتي خطوة تقلد الرئيس عباس لهذا المنصب في توقيت جيد جدًا بالنسبة للفلسطينيين، إذ تنوي الإدارة الأمريكية طرح صفقة القرن، بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وتعتبر القيادة الفلسطينية هذا الحضور الدولي البارز في رئاسة المجموعة خطوة هامة نحو مزيد من الالتفاف العالمي حول القضية الفلسطينية.
كما يرى الخبير الفلسطيني في القانون الدولي محمد شلالدة أن ترؤس فلسطين لمجموعة الـ”77+ الصين” انتصار قانوني وتاريخي لفلسطين، وترسيخ للشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين على المستوى الدولي بشكل عام.
اقرأ أيضًا: صفقة القرن في محطتها الثانية: اللاجئون الفلسطينيون في عين العاصفة
ويقول شلالدة، في حديث للإذاعة الرسمية الفلسطينية، إن دولة فلسطين أصبحت رقمًا صعبًا على المستوى الدولي بترؤسها لهذه المجموعة الهامة، ورسخت الجهود السياسية والدبلوماسية برئاسة الرئيس محمود عباس في المجتمع الدولي.
واعتبر شلالدة أن ترؤس هذه المجموعة سيرفع المكانة القانونية لدولة فلسطين، ويؤهلها للمطالبة باسم المجموعة بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة.

مؤخرًا، نقلت مواقع عبرية عن ما يسمى بـ”وزير الأمن الداخلي” بحكومة الاحتلال، جلعاد أردان، أنه اقترح منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العودة للضفة الغربية عندما يغادرها.
وقال الوزير الإسرائيلي إن الرئيس الفلسطيني لم يسهم بشيء في العملية الدبلوماسية من أجل تهدئة الوضع.
وعلى الرغم من ربط الوزير مقترحه بما اعتبره مساهمة الرئيس في التصعيد داخل غزة بسبب ضغطه على حماس، إلا أن مراقبين أرجعوا مثل هكذا مقترح إلى توجه إسرائيلي لمحاصرة الرئيس الفلسطيني على خلفية موقفه الرافض لصفقة القرن، وذلك على غرار مع حدث مع سلفه الراحل ياسر عرفات.
وتنوي السلطة الفلسطينية اتخاذ خطوات استباقية لصفقة القرن كما يبدو؛ إذ صرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي بأن فلسطين تستعد للتقدم بطلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
اقرأ أيضًا: معاريف الإسرائيلية: السعودية تغتال “صفقة القرن”
وأضاف المالكي: “نعلم أننا سنواجه فيتو من الولايات المتحدة، لكن هذا لن يمنعنا من تقديم طلبنا للحصول على العضوية الكاملة”.
وأكد المالكي أن الفلسطينيين سيبدأون حملة لحشد التأييد في مجلس الأمن، مع التوجه لتقديم طلب العضوية في غضون أسابيع.
ويعتبر جزء من المراقبين أن مثل هذه الخطوات الدولية قد تسهم في تبديد صفقة القرن، إلا أن جزءًا آخر يعتبر أن الجهد الدولي سيبقى في أروقة المؤسسات الدولية، ولن يتحول لواقع عملي على الأرض.