الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

هل ينجح إخوان الأردن في الضغط على الحكومة لفتح مكاتب “حماس”؟

مراقبون ونواب أكدوا لـ"كيوبوست" صعوبة أن تُقدِم السلطات الأردنية على هذه الخطوة.. خصوصاً أنها تتعامل مع السلطة كممثل شرعي للشعب الفلسطيني

كيوبوست- مصطفى أبو عمشة

على وقعِ التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية، طالب نواب أردنيون بإعادة فتح العلاقات السياسية من جديد مع حركة حماس؛ “نصرة للقدس والأقصى وعدم إغفال تمثيلها الكبير في الداخل الفلسطيني، والأرض الأردنية”، على حد قولهم.

وكان عددٌ من أعضاء مجلس النواب الأردني قد حيُّوا، في جلسةٍ سابقة للمجلس، كتائب الشهيد عز الدين القسام، داعين إلى دعمها بالمال والرجال والسلاح والكلمة في كل المدن والبوادي والقرى والمخيمات.

الحكومة الأردنية وجدت نفسها أسيرة ضغوط تطالب بإعادة العلاقة مع حركة “حماس”، واستغلال هذه العلاقة كورقة ضغط سياسية في مواجهة الاستفزازات الإسرائيلية؛ لكن الحكومة الأردنية ترفض حتى هذه اللحظة التعليق والرد على تلك المطالبات، وذلك من باب أن الانفتاح الكامل على “حماس” يأتي لاعتباراتٍ سياسية وإقليمية عديدة، بعد أكثر من 20 عاماً على إغلاق مكاتب الحركة في عمَّان، وطرد قادتها.

اقرأ أيضاً: الأحداث في غزة.. استثمار إخوان الأردن لتحقيق مكاسب شعبية

وفي خضم هذه الحالة يتبادر إلى الذهن سؤال واحد؛ ألا وهو: كيف سيتعامل الأردن مع هذه الضغوط المطالبة بإعادة فتح العلاقات مع “حماس”؟

نواب أردنيون يتساءلون عن علاقة حكومتهم مع “حماس” ويطالبون بطرد السفير الإسرائيلي

في هذا السياق، يرى النائب في مجلس النواب الأردني رائد رباع الظهراوي، ورئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الإنسان في مجلس النواب، في حديثٍ خاص إلى “كيوبوست”، أن الأردن تعامل مع القضية الفلسطينية من باب أنها قضية وطنية أردنية، وأنها شأن داخلي محلي؛ بحيث إن هناك ثلاث قضايا رئيسة يعتبر الأردن نفسه شريكاً فيها، وليس مراقباً، وهي: (القدس والحدود واللاجئون)، وعندما غابت القضية الفلسطينية من الوجدان العربي الرسمي وغير الرسمي خلال فترة ما بات يُعرف بـ”الربيع العربي”، كانت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان كل الأردنيين قيادةً وشعباً.

رائد رباع الظهراوي

وعلى ضوء ذلك، يؤكد النائب الظهراوي أن الأردن يتميز بعلاقة الدعم للقيادة الرسمية الفلسطينية المتمثلة في (منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية)، مشيراً إلى أن قنوات الحوار والتواصل التي تحدث بها بعض أعضاء مجلس النواب موجودة مع حركة حماس، والدليل على ذلك الاتصال الهاتفي المطوَّل من قِبل مدير المخابرات الأردنية مع قيادة “حماس”.

مأزق الإخوان

وفي سياقٍ متصل، يكشف الكاتب والمحلل السياسي الأردني فارس الحباشنة، أن إخوان الأردن في مأزق شديد وموقف حرج، فقادة “حماس” في غزة يوجهون الشكر والعرفان والجميل إلى إيران ومصر و”حزب الله” وسوريا، وإخوان الأردن يصنفون هذا المحور بالعدو ويكفرونه من زوايا طائفية، ويناصبون العداء لنظام بشار الأسد، بينما اعترف قيادي “حماس” يحيى السنوار، بأن الأسد أسهم في تطوير ودعم القدرات الصاروخية الجديدة لحركة حماس، والتي كانت المفاجأة العسكرية الكبرى في الحرب الأخيرة.

اقرأ أيضًا: إعادة الإعمار في غزة.. المهمة المستحيلة في ظل سيطرة “حماس”

ويضيف الحباشنة، في حديثٍ خاص إلى “كيوبوست”: “(حماس) في غزة والداخل الفلسطيني، على لسان قادتها، أكدت مراراً أن موقفها من أي شخص أو جهة أو حكومة أو دولة لا يقرر من طريقة تعامله وتعاطيه مع الإخوان المسلمين، وأن موقف الحركة المركزي هو القضية الفلسطينية والمقاومة”.

من آثار الحرب في غزة- وكالات

وفي علاقة “حماس” مع مصر، أوضح الحباشة أن هناك مؤشرات كثيرة على الانقلاب الحمساوي في العلاقة والارتباط بالإخوان المسلمين، فـ”حماس” في علاقتها مع مصر لا تنظر من زواية التشنج والصدام والتوتر بين القاهرة والإخوان المسلمين.

 اقرأ أيضاً: هل تزيح “حماس” منظمة التحرير؟

فارس الحباشنة

وفي ما يتعلق بطرد السفير الإسرائيلي من عمَّان، فيرى الحباشنة أن هذه معركة سياسية خسرها الإخوان المسلمون ومجلس النواب في الأردن، وتُضاف إليها المطالبة بإلغاء اتفاقية الغاز الصهيوني، مستبعداً أن يمضي الأردن على المستوى الرسمي إلى أي قرار بمراجعة العلاقة مع إسرائيل على كل الصعد، مؤكداً أن الإخوان المسلمين يدركون ويعون ذلك تمام الوعي؛ ولكنهم مرتاحون لمساحة من المناورة أحيت حضورهم الشعبي والسياسي، وأعادت علاقتهم مع الدولة إلى مربع الملاطفة والهدوء؛ حيث يستبشرون خيراً بصفقة مع الإخوان عن ملف نقابة المعلمين، وينظرون بعين شبقة لنيل حصة أكبر في البرلمان، والمجالس البلدية القادمة.

موسى هنطش

من جانبه، يؤكد النائب في مجلس النواب الأردني موسى هنطش، أن الحكومة الأردنية الحالية؛ خصوصاً رئيس الوزراء الحالي، في موقفٍ لا يسمح له بالإقدام على مثل هذه الخطوة، كما أن الأجهزة الأمنية الحالية كذلك لا تستطيع أن تخطو مثل هذه الخطوة؛ بسبب الظروف الأمنية والسياسية التي يمر بها الأردن، مشيراً إلى أن وجود تجارب سياسية سلبية مع إسرائيل يمكن أن يحفز الأردن على فتح علاقاتٍ ونافذة للحوار مع “حماس” من جديد؛ كان أبرزها حادثة مقتل أردنيَّين اثنَين لقيا مصرعهما بعد إطلاق نار داخل السفارة الإسرائيلية في عمَّان، على يد حارس إسرائيلي مقيم في مبنى تابع للسفارة في عمَّان.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مصطفى أبو عمشة

باحث وكاتب صحفي فلسطيني مهتم بشأن الشرق الأوسط والإسلام السياسي

مقالات ذات صلة