الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

هل يمهد إردوغان لعودة العلاقة مع دمشق بعد فشل مشروعه؟

العلاقة التركية مع إيران وروسيا قد تكون دافعًا قويًا

كيو بوست – 

بعد 8 سنوات من التدخل في الحرب السورية، وما أنتجته من دمار وضحايا، يبدو أن تركيا تحاول استعادة خط الرجعة مع دمشق بعد إدراكها ابتعاد سيناريو إسقاط نظامها وحتمية بقاء بشار الأسد على رأس الحكم.

“حتى مع عدوك فإنك لا تقطع العلاقات نهائيًا… قد تحتاج إليه”، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في سياق مقابلة متلفزة حول العلاقات مع سوريا.

اقرأ أيضًا: بعد فتاوى الجهاد، حركة النهضة الإخوانية تركب قطار العودة إلى سوريا

وأدلى إردوغان بتصريحات هي الأولى من نوعها حول العلاقة مع دمشق بعد سنوات من العداء الذي أظهره تجاهها في تصريحات أخرى مناقضة. وقال إردوغان، في مقابلة مع تلفزيون “تي آر تي” الرسمي، إن “السياسة الخارجية مع سوريا تجري على مستوى منخفض”، مضيفًا بأن أجهزة الاستخبارات بإمكانها البقاء على تواصل، حتى وإن كان الاتصال مقطوعًا بين القادة السياسيين.

وتأتي هذه التصريحات عقب سنوات من تدهور العلاقات بين البلدين على إثر دعم أنقرة للمعارضة المسلحة وفتح حدودها أمام دخول المسلحين وعناصر التنظيمات المتطرفة بهدف إسقاط النظام. وكشف إردوغان أن العلاقات بين الجارتين ظلت باقية، رغم الأزمة.

 

مرونة متزايدة

لا تأتي تلميحات إردوغان بمعزل عن صورة الوضع الذي آلت إليه الحرب في سوريا؛ إذ استعاد النظام السيطرة على البلاد بعد هزيمة مشروع المعارضة المدعوم من تركيا.

كما أن التدخل الروسي والتقارب مع تركيا دفعا باتجاه مراجعة أنقرة لمواقفها، وتوقيع اتفاقات مع موسكو تجلت بمناطق خفض التصعيد، وصولًا إلى سحب المعارضة إلى محافظة إدلب.

جنبًا إلى جنب، تحافظ تركيا مؤخرًا على تنسيق عال مع إيران، الحليف الأكثر قربًا من النظام السوري.

وعلى لسان وزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، أعلنت أنقرة في وقت سابق، أنها قد تفكر في التعامل مع الرئيس السوري، بشار الأسد، وفق شرط معين، في واحد من أكثر التصريحات مرونة إزاء الأسد، حسب تقارير.

اقرأ أيضًا: من القطيعة إلى التطبيع: هل نشهد تحولًا في الموقف الدولي حيال النظام السوري؟

وقال أوغلو في تصريحات أثناء مشاركته بمؤتمر في الدوحة: “إذا فاز الأسد في انتخابات ديمقراطية سنفكر في العمل معه”، بحسب ما أوردت وكالة “رويترز”.

وفي عام 2017، قال نائب رئيس الوزراء التركي السابق، محمد شيمشك، إن الحقائق على الأرض في سوريا قد تغيرت كثيرًا، وبالتالي، لم يعد واقعيًا أن تصر أنقرة على تسوية الصراع في سوريا من دون مشاركة بشار الأسد”.

 

معارضة داعمة للتصالح

بعيدًا عن الموقف الحكومي الرسمي، تبدي المعارضة داخل تركيا مواقف متقدمة في التصالح مع دمشق، إذ سبق أن تعهد رئيس حزب الوطن التركي المعارض دوغو برنتشيك بأن يستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد رسميًا في أنقرة، وإقامة تحالف مع إيران، حال الفوز بالانتخابات الرئاسية.

وأبدت دمشق موقفًا مماثلًا في وقت سابق خلال تصريح لوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، عبر فيه عن أمله في عودة العلاقات السورية التركية إلى سابق عهدها مثلما كانت عليه قبل العام 2011.

اقرأ أيضًا: دول عربية تقترب من تطبيع العلاقات مع النظام السوري

 

احتماليات استمرار العداء

على الرغم من التصريحات المتتالية من طرف تركيا، إلا أن الوقائع قد تحتم استبعاد حدوث أي تقارب على المدى المتوسط؛ فالجيش التركي -تحت قيادة إردوغان- يتوغل في الشمال السوري، ويحاول الحصول على موطئ قدم ثابت لأنقرة في الأرض السورية، وهو ما ترفضه دمشق قطعيًا.

كما أن المساعي التركية الواضحة في السيطرة على الشمال السوري الخاضع لسيطرة الأكراد، تقلق دمشق. وفي المقابل، لا تبدي تركيا -التي احتلت مدينة عفرين السورية بقوة السلاح- أي بوادر على الانسحاب.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة