الواجهة الرئيسيةشؤون عربيةغير مصنف
هل يضغط بوتين تجاه انسحاب إيران وحزب الله من سوريا؟
ما وراء الدعوة التي وجهها بوتين للرئيس بشار الأسد

كيو بوست –
في دعوة مبطنة، طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره وحليفه السوري بشار الأسد بضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا.
ولم يحدد بوتين أي القوات التي يتحدث عن انسحابها؛ إذ تتواجد على الأرض السورية عديد القوات الأجنبية، بدءًا من القوات الإيرانية، ثم قوات حزب الله اللبناني، مرورًا بالقوات التركية والروسية.
اقرأ أيضًا: قمة ثلاثي الأزمة: صفقات تلوح في أفق الحرب السورية
لكن مؤشرات المراقبين تصب باتجاه أن المقصود من تصريحات بوتين هي تلك القوات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني.
وإن صحت هذه التقديرات، فإن يدًا إسرائيلية يرجح أنها تدخلت نحو هذا الهدف، الذي لطالما طالبت به تل أبيب مرارًا، ومؤخرًا اندفعت نحو مواجهة عسكرية محدودة لتحقيقه.
وكادت المواجهة أن تتدحرج إلى حرب إيرانية-إسرائيلية انطلاقًا من الأرض السورية.
ماذا قال بوتين؟ وما المقصود؟
عقد اللقاء بين الأسد وبوتين، الخميس 17 أيار/مايو، في مدينة سوتشي الروسية، وبعد يوم واحد أعلن الكرملين أن حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركز على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية “غير الشرعية”.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن حديث بوتين كان يخص به ما وصفها بـ”قوات بعض الدول التي توجد هناك بشكل غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي”.
اقرأ أيضًا: واشنطن بوست: الحرب السورية انتهت وهذا السيناريو المتوقع لما بعدها
وقال مبعوث الرئيس الروسي، إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، أن المقصود من تصريحات الرئيس بوتين هو القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله والقوات التركية والأميركية.
“إن هذا التصريح يخص كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سوريا، بمن فيهم الأميركيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون”، قال لافرنتيف.
ومن جانب آخر، يفهم من الدعوة الروسية بحسب مراقبين، أنها موجهة بالأساس إلى إيران، كما أنها تأكيد على افتراق المصالح بين موسكو وطهران، وإن كان الخلاف لا يزال بعيدًا عن الأنظار.
ووفق مقالة لمركز الروابط للبحوث والدراسات، يرى محللون أن تأكيد الرئيس الروسي على سحب “جميع القوات الأجنبية” لا يترك أي مسوغ لاستثناء وجود إيران والميليشيات الحليفة لها في سوريا، وإلا لكان بوتين قد حث تركيا أو الولايات المتحدة بشكل مباشر على الانسحاب.
سيناريو معقد
تتواجد على الأرض السورية قوات أجنبية عديدة، وكل قسم منها يتبع لدولة تسعى لتحقيق مصالح إستراتيجية من التواجد في سوريا.
وهذا ما يعقد أي سيناريو للانسحاب من سوريا، في ضوء الحل السياسي الذي بات يتزايد الحديث حوله خلال العام الأخير.
اقرأ أيضًا: بعد حسم 70% من الأراضي لصالح النظام، إلى أين تتجه “الأزمة السورية”؟