شؤون خليجية

هل يشهد اليمن دورًا أمريكيًا جديدًا في مشهد الحرب؟

ما مدى جدية الدعوات لوقف إطلاق النار؟

كيو بوست – 

إلى جانب اشتداد المعارك من جديد لتحقيق الحسم العسكري في اليمن من قبل التحالف العربي وقوات الجيش الوطني اليمني، يبرز حضور المسار السياسي التفاوضي من جديد بعد دعوة الولايات المتحدة العلنية لوقف القتال.

الأمور تبدو أكثر تعقيدًا مما كانت من قبل على صعيد سير الأزمة اليمنية؛ فمن جانب، يكثف التحالف العربي من ضرباته العسكرية لوضع حد للسيطرة الحوثية على مناطق إستراتيجية في اليمن، خصوصًا مدينة الحديدة، ومن جانب آخر تزداد الدعوات الدولية لوقف الحرب والتوصل لحل تفاوضي.

اقرأ أيضًا: جبهات عسكرية مشتعلة في اليمن، فهل بات الحسم وشيكًا؟

وبين الجانبين، يمر اليمن بأزمة إنسانية عارمة، تجلت بالتحذير الذي أوردته مُنسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، الذي أشارت فيه إلى أن اليمن قد يشهد بحلول نهاية العام الحالي أسوأ مجاعة مرّت على العالم منذ قرن. 

 

دعوة أمريكية صريحة 

خلال الأيام الأخيرة، توالت الدعوات من الإدارة الأمريكية لوقف إطلاق النار في اليمن، وجاء على لسان وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، الأربعاء الماضي: “نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار”، مضيفًا: “علينا أن نقوم بذلك في الـ30 يومًا المقبلة، وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في الأمر”.

وقدم ماتيس تصورات للحل ترتكز على تقسيم اليمن إلى مناطق حكم ذاتي، وإخلاء المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية من السلاح، ونزع الصواريخ الباليستية من اليمن، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستضع الإطار المناسب لهذه التصورات.

وبالمثل، ذهب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الأربعاء، للقول إن على الأطراف وقف الأعمال القتالية في اليمن، وأضاف أن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية، ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل.

 

فرص إحياء المسار الأممي

من المعروف أن عددًا من الجولات الأممية الشاقة فشلت في إيجاد حلول للأزمة، بسبب رفض الحوثيين المتواصل لشروط وقف إطلاق النار.

اقرأ أيضًا: الحرب في اليمن: حشد لمعركة الحديدة ومؤشرات تدهور إنساني

كان آخرها جولة المبعوث الأممي مارتن غريفيث التي آلت إلى الفشل.

لكن هذه المرة تتجدد المهمة الأممية بسعي أمريكي، وحث غريفيث خلال مقابلة أجراها على قناة “العربية” الأسبوع الماضي بقوّة على إجراء المحادثات خلال الشهر المقبل.

وفي بيان أصدره في 31 تشرين الأول/أكتوبر، رحّب بموقف الولايات المتحدة، وكرر أنه سيعمل على تعزيز 3 إجراءات لبناء الثقة بين الأطراف، هي: “تعزيز إمكانيات” البنك المركزي اليمني، وتبادل السجناء، وإعادة فتح مطار صنعاء. وخلال المقابلة التي أجرتها معه قناة “العربية”، أشار إلى أن هذه الاقتراحات الثلاثة بأجمعها أصبحت موضوعة خطيًا وقيد التنفيذ.

وينقل معهد واشنطن عن بعض التقارير الأخيرة أنه يجري حاليًا، وبمساعدة سلطنة عُمان، إطلاق سراح بعض السجناء رفيعي المستوى.

“إذا ثبت أن الدعم الأمريكي صادق ودائم، ستكون أمام غريفيث فرصة معقولة لإجراء محادثات السلام في الشهر المقبل. فقد أكد ماتيس أن السعودية والإمارات “مستعدتان” لهذه الخطوة”.

 

عوائق بارزة

وفي مقابل التحرك الدولي، لا تعطي المواقف المتعاقبة من أطراف الصراع أي تفاؤل بنجاح التوصل لحلول شاملة. وينظر إلى التحرك الأمريكي باعتباره غير جدي.

ففي حين يعارض الحوثيون التحركات الأممية عبر إبداء تعنت في تقديم أية تنازلات عن سيطرتهم التي فرضت بالقوة العسكرية على البلاد، تلقى دعوات واشنطن تشكيكًا حكوميًا يمنيًا باعتبار أن الدور الأمريكي يمكن أن يمنح الحوثيين دورًا ويقوي حضورهم السياسي.

اقرأ أيضًا: شهادات من الميدان: انتهاكات الحوثيين في اليمن تشتدّ بشكل غير مسبوق

ويقول الكاتب عبد المنعم إبراهيم في صحيفة “أخبار الخليج” البحرينية إن “التردد الأمريكي في حسم الأمور عسكريًا لصالح التحالف العربي في اليمن سوف يقود ليس فقط إلى وجود قاعدة بحرية روسية هناك، بل سيقود كذلك إلى وجود قواعد إيرانية في اليمن مستقبلًا”.

ويرى الكاتب أن “الدعوات الأممية والدولية لوقف الحرب بين الحوثيين والشرعية اليمنية، المدعومة بالقوات الجنوبية والتحالف العربي، لا تعطي -حتى الآن- انطباعًا حقيقيًا عن رغبة المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن”.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة