الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
هل يسقط آخر معاقل المعارضة قرب دمشق بيد النظام السوري؟
اتفاقات لإجلاء المدنيين قد تقود إلى تطورات أكبر!

كيو بوست –
في خطوة اعتبرها مراقبون مقدمة لأحداث حاسمة، توصل فصيل جيش الإسلام في دوما إلى اتفاقية جزئية مع القوات الروسية في سوريا، تقضي بخروج 1300 مدني من المدينة المحاصرة، فيما تستمر المفاوضات حول وضع المقاتلين من جيش الإسلام في المدينة، التي تعد آخر جيب تسيطر عليه المعارضة في الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق.
ويقضي الاتفاق الجزئي بخروج مئات من غير المقاتلين من المدينة المحاصرة دوما إلى معقل المعارضة الأبرز إدلب، شمال غربي سوريا. كما سيخرج من المدينة أصحاب “الحالات الإنسانية”، بحسب ما جاء في إعلان التوصل إلى الاتفاق، دون التحديد الفعلي لمن يكون هؤلاء على وجه الدقة.
آخر المعاقل
وتحاصر قوات النظام السوري، بدعم روسي، مدينة دوما في الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة، بعد أن سيطرت القوات النظامية على معظم مدن وبلدات الغوطة، على إثر اتفاقات أبرمت بين مقاتلي المعارضة والقوات الروسية.
وكان فصيل جيش الإسلام الفصيل الوحيد الذي رفض توقيع اتفاقية يخرج بموجبها من الغوطة، فيما قامت فصائل أخرى، محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، بتوقيع معاهدات مع الروس من أجل الخروج من الحصار الروسي-السوري؛ إذ عقدت كل من حركة “أحرار الشام” المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، و”فيلق الرحمن” المدعوم مباشرة من دولة قطر، بالإضافة عناصر من جبهة النصرة المصنفة كإرهابية، ومدعومة من قطر هي الأخرى، اتفاقات تقضي بخروج عناصرها من المدن المحاصرة باتجاه معاقل المعارضة المسلحة، خصوصًا إدلب.
وكان الجيش السوري قد أعلن سيطرته، بعد تلك الاتفاقات، على قرابة 95% من مساحة الغوطة، منذ بدء الهجوم العنيف على المدينة في 18 فبراير/شباط، متسببًا بسقوط قرابة 1600 مدني، فيما ظل جيش الإسلام وحيدًا في مواجهة النظام، بعد أن غدرت به الفصائل الأخرى.
ورغم دخول منطقة الغوطة ضمن نطاق مناطق خفض التصعيد في اتفاق أستانة، الذي أبرم بإشراف روسي إيراني عام 2017، إلا أنها ظلت تحت الحصار المطبق.
أمل روسي ومهلة تنتهي قريبًا
ويأمل الروس حاليًا بأن تسهم عمليات إجلاء التنظيمات الأخرى، في إقناع جيش الإسلام بالخروج من المدينة، أو تسليم السلاح، خصوصًا بعد أن تمكنت من إتمام عمليات إجلاء 41 ألفًا من مسلحي التنظيمات الأخرى وعائلاتهم من المدينة خلال الأيام الـ8 الأخيرة.
وكانت مصادر روسية قد تحدثت عن مهلة أعطتها روسيا لمسلحي جيش الإسلام مدتها 48 ساعة (بدأت أمس الأول) للموافقة على شروط الانسحاب، وإلا فإن الجيش السوري سيدخل إليها لطرد المقاتلين. وأكدت مصادر مختلفة أن الجيش السوري بات مستعدًا لاقتحام المدينة، تمهيدًا للسيطرة عليها، بعد أكثر من 6 سنوات.
وتعد دوما إحدى أبرز مدن محافظة ريف دمشق، التي كان سكانها من أوائل الثائرين ضد النظام السوري، عام 2011، عندما اندلعت الأزمة السورية، عبر مظاهرات عارمة. لذلك، تعد السيطرة عليها خطوة أخرى نحو قضاء النظام على المعارضة، التي لم تعد تسيطر سوى على جيوب محصورة في بعض المناطق في البلاد، باستثناء إدلب التي تسيطر على مناطق واسعة فيها.
جيش الإسلام
يعتبر جيش الإسلام أحد الفصائل التي تشكلت بفعل تحالف مجموعة من الوحدات العسكرية الإسلامية والسلفية التي تقاتل النظام السوري. وتركزت عملياته الأساسية في منطقة دوما والغوطة الشرقية في دمشق. ورفض جيش الإسلام عضوية الجيش السوري الحر.
وكان جيش الإسلام يحمل سابقًا اسم لواء الإسلام، لكنه غير اسمه منذ عام 2013، ليصبح جيش الإسلام بعد أن انضمت له مزيد من الوحدات العسكرية من المعارضة، ليصل العدد الإجمالي إلى 60 فصيلًا. وكان يقود جيش الإسلام زهران علوش، الذي قتل في غارة روسية في 25 ديسمبر/كانون أول 2015. وكانت السلطات السورية قد أفرجت عن علوش بموجب عفو رئاسي مع بدايات الأزمة السورية عام 2011، قبل أن يصبح أحد أبرز مقاتلي المعارضة المسلحة.