الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

هل منح رئيس الحكومة العراقية السابق الضوء الأخضر لاغتيال سليماني؟

رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي يطلق اتهامات صريحة ضد خلفه عبدالمهدي.. ومراقبون يؤكدون لـ"كيوبوست" أنها تصب في إطار التنافس الانتخابي المحموم بين الكتل السياسية والفصائل المسلحة الشيعية

كيوبوست- أحمد الدليمي

مع قرب مرور الذكرى الأولى لعملية اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة ميليشيات الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس، أثار تصريح رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، جدلاً واسعاً بشأن الطائرة الأمريكية التي استهدفت سليماني والمهندس مطلع 2020 قرب مطار بغداد، وحصولها على موافقة عراقية بالتحليق فوق سماء العراق من قِبل حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي.

اقرأ أيضاً: “ماهان إير”.. أداة إيران لنشر “كورونا” في العراق ولبنان

وكانت العمليات المشتركة العراقية التي ترتبط برئاسة الوزراء مباشرة قد أصدرت أمراً في الشهر الثامن من عام 2019 يقضي بمنع أي طيران، حتى إن كان تابعاً للتحالف الدولي، من التحليق فوق أجواء العراق إلا بعد استحصال الموافقة مسبقاً.

طائرة مسيرة من نوع درون- وكالات

 ونفى رئيس الحكومة السابق عادل عبدالمهدي، تصريحات العبادي بموافقة جهات عراقية رسمية خلال فترة ولايته على تحليق الطائرة الأمريكية التي اغتالت المهندس وسليماني في مطار بغداد.

اقرأ أيضاً: كيف دفعت واشنطن بالعراق بين ذراعَي إيران؟

وقال عبدالمهدي، في بيان صحفي: “أنفي نفياً قاطعاً ما تتداوله بعض وسائل الإعلام من أن جهات عراقية رسمية قد أعطت موافقات على طيران أمريكي استهدف المهندس وسليماني ورفاقهما، على العكس كان هناك تقيُّد صارم بقواعد الحركة سواء الأرضية أو الجوية، مع حصول خروقات بين وقت وآخر”.

حطام السيارة التي كانت تقل سليماني والمهندس بعد استهدافها قرب مطار بغداد الدولي- وكالات

تنافس انتخابي

مراقبون أكدوا لـ”كيوبوست” أن تصريح العبادي يأتي في إطار التنافس الانتخابي المحموم بين الكتل السياسية والأحزاب والفصائل المسلحة الشيعية؛ فهو صراع شيعي- شيعي.

الخبير الأمني العراقي العميد الركن أعياد الطوفان، علق قائلاً: “إن تصريحات حيدر العبادي الأخيرة بعد فترة طويلة من الصمت، لا يمكن وضعها إلا في خانة التناحر السياسي أو التسقيط الانتخابي بين المكون الواحد؛ والذي على ما يبدو أنه بدأ مبكراً”.

أعياد الطوفان

وأضاف الطوفان لـ”كيوبوست”: “حسب تقرير القيادة الجوية العراقية، والذي وقِّع من قِبل الفريق الركن دفاع جوي جبار عبيد كاظم، وصدر في نفس يوم مقتل سليماني والمهندس، أشار إلى أنه في تمام الساعة 2:15 بعد الظهر يوم 3- 1- 2020، دخلت الأجواء العراقية طائرة مسيرة طراز (إم كي) غير مسلحة، سرعتها 210، وفي هذه الحالة أخذت الطائرة الموافقة بالدخول من جهتَين، الأولى من الأردن، وموافقة ثانية عندما حلقت فوق المنطقة المحرمة. وهنا علينا الإشارة إلى أنه لا توجد قاعدة جوية أمريكية في الأردن، والقاعدة الموجودة لديهم هي في الحبانية وعين الأسد في محافظة الأنبار غرب العراق”.

وأوضح العميد الركن أن هناك طائرة أخرى وصلت قبل حادثة اغتيال سليماني بعشر دقائق، وجاءت من الأردن، أما الطائرة الثالثة، وهي مسيَّرة، فقد دخلت كذلك من الأردن إلى بغداد، وهذه حصلت على موافقة العمليات المشتركة العراقية؛ لأنها ضمن طيران التحالف الدولي، وكان وصولها في نفس توقيت وصول طائرة سليماني.

ووفقاً لمعلومات الطوفان، فإن الطائرات الثلاث كانت غير مسلحة، “ومَن نفَّذ عملية اغتيال سليماني والمهندس هو الطائرات الإسرائيلية؛ لكنّ الأمريكيين يتحملون المسؤولية”.

 اقرأ أيضاً: العراق يفتح نافذة على دول الخليج لكسر الهيمنة الإيرانية

ويتفق رئيس مركز كلواذا للدراسات باسل حسين، مع تلك الرؤية بشأن التنافس الانتخابي داخل المكون الشيعي، لافتاً إلى أنه لا شكوك تحوم حول أن هذه التصريحات تأتي في سياق التنافس الانتخابي والصراع الشيعي- الشيعي الذي يشهده العراق قبل عدة أشهر من الانتخابات.

باسل حسين

وظهرت وثيقة تثبت أن حكومة عادل عبدالمهدي قد سمحت فعلاً بدخول الطائرات؛ لكن من المرجح أن هذا السماح تم من دون العلم بطبيعة الأهداف، إذ إن طبيعة الأهداف قد لا تسمح بإبلاغ السلطات العراقية؛ خشية تسريبها للجانب الإيراني.

وختم حسين: إن توقيت هذه التسريبات يعطي مؤشراً مفاده أن الصراع الشيعي- الشيعي سياسياً سوف يزداد حدة واتساعاً، وستظهر كثير من خفايا الأمور السياسية كنوع من أدوات هذا الصراع متعدد الأشكال.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

أحمد الدليمي

مراسل العراق

مقالات ذات صلة