شؤون دوليةشؤون عربية

هل سترحل ألمانيا لاجئي سوريا؟

لاجئو ألمانيا: بين الهروب من الموت وترحيلهم إليه

خاص كيو بوست – 
يعيش اللاجئون السوريون في ألمانيا هاجس ترحيلهم إلى سوريا قريبًا، وذلك نتيجة تضارب الأنباء عن نية الحكومة الألمانية القيام بذلك، فعلى الرغم من سياسة “الباب المفتوح” التي اتبعتها المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” مع اللاجئين السوريين منذ بداية عمليات اللجوء السوري إلى ألمانيا، إلا أن هذه السياسة تلاشت مع مرور الوقت بسبب تعالي الأصوات الألمانية المناهضة لوجود اللاجئين في بلادهم.

مؤخرًا اقترح أعضاء التكتل المحافط بزعامة ميركل ترحيل اللاجئين السوريين الذي ارتكبوا جرائم جنائية أو إرهابية، الأمر الذي أحدث جدلًا واسعًا بين أعضاء التكتل المحافظ، والحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، إذ اتهم الأخير حزب ميركل بالتحول صوب اليمين. ولم تقتصر دعوات ترحيل اللاجئين على حزب ميركل فقط، إذ طالبت بعض الأحزاب كحزب “البديل من أجل ألمانيا” بترحيل كافة اللاجئين البالغ عددهم قرابة 650 ألف لاجئ.

وقد قوبلت هذه الدعوات باستهجان أحزاب أخرى في البرلمان الألماني خصوصًا حزب “الخضر” الذي دعا إلى الاهتمام باللاجئين في ألمانيا إلى أن يتم حل الأزمة السورية.

وكانت شبكة التحرير الألمانية RND قد قالت في تقرير لها إنه وللمرة الأولى يرغب كل من الحزب المسيحي الاجتماعي وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المشكلان للتحالف المسيحي الذي تقوده ميركل ترحيل السوريين إلى بلادهم ابتداءً من الصيف المقبل. وبينت الشبكة أن هذه الخطة تحظى بدعم مجموعات شعبية من جميع الولايات الاتحادية الألمانية، وأن الأجهزة الأمنية تعمل فعلًا على تقييم الوضع الأمني في سوريا للمباشرة في الترحيل.

وكان بيان قد صدر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان العام الماضي ذكر أن ألمانيا استحدثت نظامًا للفحص الأمني على الحدود مع النمسا، وهو ما تسبب في منع المئات من طالبي اللجوء من دخولها، بالإضافة إلى مصادرة الأغراض الثمينة للاجئين في بعض المناطق.

 

مكافأة مالية لمن يقرر العودة
في خطوة تسعى الحكومة الألمانية من خلالها إلى دفع اللاجئين إلى العودة إلى سوريا، قامت بعرض مكافأة مالية سخية تصل إلى 3 آلاف دولار للعائلات وألف دولار كحد أقصى للأفراد، ممن يقررون العودة إلى سوريا. وتخولهم هذه المكافأة بحسب الداخلية الألمانية مساعدتهم في دفع الإيجار أو أعمال تجديد المسكن في سوريا.

ومع ذلك، لاقت الخطوة استهجانًا ورفضًا من الأوساط الألمانية، حيث عبر رئيس ديوان المستشارية ومنسق ملف اللاجئين بيتر ألتماير أن الظروف التي تعيشها الدولة السورية حاليًا من عدم استتاب الأمن قد يعرض حياة  السوريين العائدين إلى الخطر. وأضاف ألتماير: “الحرب الأهلية لم تنته والكثير من الناس فروا من نظام الأسد الذي ما زال في الحكم”.

 

تطمينات

رافق إعلان ترحيل السوريين الكثير من التجاذبات في الإعلام الألماني حول الفئة التي ستقع عليها الترحيل، ولهذا طمأن عضو مجلس أمناء “الحزب المسيحي الديقراطي” في ولاية فورتمبورغ والمكلف بشؤون الاندماج في المجتمع الألماني مصطفى العمار، اللاجئين السوريين من أي ترحيل جماعي لهم. وقال العمار لموقع “مهاجر نيوز” إنه: “ليس من سياسة الحزب نشر الذعر بين اللاجئين، وأن هذا الخبر فسر بغير قصده”. وبين العمار أن موضوع الترحيل سيخص فئة السوريين أصحاب الملفات الجنائية أو الإرهابية فقط، وهو الأمر الذي تكرر مع لاجئين أفغان.

وتفاوتت آراء اللاجئين السوريين حول ترحيل المجرمين بحسب ما قالوه ل”مهاجر نيوز” فعبر اللاجئ منذ ما يقارب السنتين باسل خطيب، أنه من الواجب ترحيل كل لاجئ سوري لا يلتزم بدورات الاندماج، أو يتهرب من العمل. في حين قال اللاجئ عباس الأحمد أن صدور أي قرار بترحيل اللاجئين السوريين سيكون لمصلحة نظرائهم، لأنهم يعملون على تشويه سمعة اللاجئين ويضرون بهم. وعلى صعيد مغاير يرى اللاجئ بكر جليلاني أن على اللاجئين الحذر، لأن التفكير المبالغ بهذه الأمور بالإضافة إلى الضغط النفسي يدمر المرء، مضيفًا أنه يجب أن يكونوا مستعدين نفسيًا للتعامل مع هذه الإشاعات.

 

 كم عدد اللاجئين السوريين في ألمانيا؟

طبقًا لإحصائيات شهر يونيو من هذا العام فقد بلغ عدد لاجئي سوريا في ألمانيا 650.000 لاجئ، 6000 منهم يمكلون حق اللجوء، وأكثر من 300,000 معترف بهم كلاجئين بحسب اتفاقية جنيف للجوء ويحصلون على حماية اللاجئين كونهم هربوا من بلدهم بسبب الخوف أو الاضطهاد. وبحسب موقع “دوتشيه فيلي” فإن حوالي 110,000 سوري يملكون حق الإقامة المؤقتة، ولكن لا يحق لهم الحصول على اللجوء، ولا يمكن الاعتراف بهم كلاجئين حسب اتفاقية جنيف، وبالتالي فهم يحصلون على رخصة إقامة قابلة للتمديد، فيما يملك نحو 46,000 لاجىء إذنًا بالإقامة في ألمانيا، وتحق لهم الإقامة حتى موعد البت في طلب لجوئهم والعمل تحت شروط معينة.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة