الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
هل رفض مستشفى جامعي في ميونخ علاج الروس والبيلاروس؟

إلهام الطالب- برلين
كشف المستشفى الجامعي لودفيج ماكسيميليان في ميونخ، يوم الجمعة، أنه سيواصل علاج جميع المرضى الذين يحتاجون إلى مساعدته، مضيفاً: “تضامننا وتعاطفنا يذهب بشكل خاص إلى جميع الأشخاص الذين يعانون ويتضررون من أعمال الحرب”.
وكانت الرسالة الإلكترونية المرسلة إلى الوكالة الوسيطة، للمرضى الناطقين بالروسية، قد أثارت ضجة واسعة في ألمانيا؛ حيث أفادت أن “المستشفى الجامعي يرفض علاج المرضى الناطقين بالروسية في ألمانيا”.
اقرأ أيضاً: الإسلام والمسلمون في أوكرانيا
الرسالة لم تكن بياناً رسمياً
وعزا الأطباء، الذين حرروا الرسالة، ذلك إلى “الانتهاك الخطير للقانون الدولي من جانب بوتين”، وفي المقابل فهم يرحبون بالمرضى الأوكرانيين.
ومن جهته، أكد المستشفى الجامعي لودفيج ماكسيميليان، في ميونخ، يوم الجمعة، أن هذه الرسالة لم تكن بياناً رسمياً؛ ولكنها رأي شخصي، تم إرساله في حالة عاطفية، وأعرب المستشفى الجامعي، في بيان، عن تأسفه واعتذر للوكالة.

وعبَّرت رئيسة الوكالة إيرينا يودينا، عن تأسفها لما تم تداوله في الرسالة، وقالت يودينا إن التنسيق مع المستشفى كان في السابق على ما يُرام؛ لكنها مؤخراً تلقت “رسائل في بريدها الإلكتروني مسيئة” ومجهولة المصدر، كما أنها تعرضت إلى الإهانة وتم نعتها بـ”الفاشية”.
وأضافت، في حديثها إلى صحيفة “زايت” الألمانية، “إذا كنا نكره بعضنا البعض هنا، فنحن لسنا أفضل من بوتين”.
وأدانت رابطة المهجرين التمييز ضد الأشخاص الناطقين بالروسية، قائلةً إنه “منذ بداية الحرب في أوكرانيا، أصبحت الأعمال العدائية ضد الأشخاص الذين لديهم جذور من البلدان الناطقة بالروسية تتزايد في ألمانيا”.
اقرأ أيضًا: فلاديمير يغزو فولوديمير: أوهام اجتياح روسيا لأوكرانيا
تم رفض علاجه.. لأنه مولود في روسيا
ويقول كريسطوف.ن، 29 عاماً، لصحيفة “ميركور” الألمانية، إنه قد تم رفض علاجه في المستشفى الجامعي في ميونخ؛ لأنه مولود في روسيا.
يقتنع كريسطوف بصحة الرسالة المسربة عن المستشفى الجامعي لودفيج ماكسيميليان بميونخ، ويقول في هذا الصدد: “لقد اختبرت ذلك بنفسي، وأوضحت لي سيدة في المستشفى على الهاتف أن التعليمات جاءت من الأعلى”. واصفاً ذلك بالعنصرية، وغير إنساني على الإطلاق.

“روسية قذرة”
“عادت ابنتي إلى المنزل من المدرسة وهي تبكي”، هكذا ذكرت آنا.و، تبلغ 42 عاماً، من روسيا، مضيفةً: “في باحة المدرسة قالوا لها (روسية قذرة)، أراد صبي أن يضربها”. وقال رجل روسي وابنته إنه تم إبعادهما من أحد مطاعم ميونخ بعد إبراز جواز سفرهما عند فحص “كورونا”.. هذه تصريحات لروس في ألمانيا عن تعرضهم إلى العنصرية لصحيفة “ميركور”.
وتضيف الصحيفة الألمانية “ميركور”، أنه ليس جميع الروس يعانون في المدينة من العنصرية؛ حيث صرح صاحب متجر روسي بأنه استقبل زبائن أكثر بنسبة 30 في المئة مقارنةً بقبل اندلاع الحرب، معتبراً أن العديد من الألمان ضد التقييد والإقصاء.
اقرأ أيضًا: الإعلام في الحروب متجاوزاً دوره التقليدي
وأثارت الرسالة الرافضة علاج المرضى الناطقين بالروسية، موجةً من الاستياء في ألمانيا، وأعلن المستشفى أنه يرفض التمييز في علاج مرضاه وسيتعامل مع جميع الجنسيات على حد سواء. وقرر تحويل 10000 يورو إلى أطباء بلا حدود كعقوبة شخصية.
“نتلقى حالياً استفسارات حول ما إذا كان من الصحيح أننا لم نعد نعالج المرضى من البلدان التي في حالة حرب. هذا ليس صحيحاً؛ سنستمر في علاج جميع المرضى الذين يحتاجون إلى مساعدتنا، بغض النظر عن الجنسية أو الدين أو التوجه الثقافي أو الجنس، إننا متضامنون ومتعاطفون مع جميع الأشخاص الذين يعانون ويتضررون من أعمال الحرب”، بيان المستشفى الجامعي على موقعه الخاص. ويُشار إلى أنه يعيش 15558 مواطناً من أصول روسية في ميونخ بألمانيا.