تكنولوجياشؤون دوليةملفات مميزة

هل تُخفي التكنولوجيا الأوراق النقدية خلال سنوات قليلة؟

تجربة متقدمة في عدد من الدول

كيو بوست – 

التطور المتسارع في عالمنا لا يبقي أي شيء على حاله دون تغير، ومن الأنظمة العالمية التي سادت طويلًا هي التعامل بالأوراق النقدية في المعاملات المالية، بين مكونات المجتمعات كافة، لكن مؤشرات تصب في اتجاه سقوط هذا النظام لصالح البطاقة الائتمانية في قادم السنوات.

اقرأ أيضًا: هل تنجح بيتكوين في تغيير وجه الاقتصاد العالمي؟

التحول من التعامل بالنقد الورقي إلى البطاقة، أخذ منحى عمليًا خلال السنوات الأخيرة، في دول متقدمة؛ حتى أن سكان بعض الدول باتوا يواجهون صعوبة كبيرة في الدفع بالعملة الورقية، سواء في التعاملات الرسمية، أو حتى على مستوى الدفع لمطعم لقاء وجبة طعام.

 

تجربة متقدمة في هذه الدول 

تتخذ بعض الدول الأوروبية خطوات فعلية تجاه الحد من استخدام العملات الورقية، فيما أوقفت دول أخرى، مثل الهند، التعامل ببعض عملاتها الورقية.

بريطانيا والسويد والنرويج وأستراليا، شكّلت أمثلة بارزة على صعيد التحول من النقد الورقي إلى النقد الإلكتروني.

ففي السويد مثلًا، بدأ السكان يلاحظون لافتات داخل محال تجارية ومراكز تسوق كتب عليها “لا نقبل الدفع نقدًا”. شكّل ذلك مرحلة متقدمة في مضمار التحول المتوقع.

وجاء في تقرير رسمي داخلي أوردته وكالة “بلومبرغ” الأمريكية هذا العام 2018، اليوم الإثنين، أن معظم فروع المصارف تخلت عن التعاملات النقدية، فيما تقبل المتاجر والمتاحف والمطاعم فقط بطاقات الائتمان أو الدفع عبر الجوال.

اقرأ أيضًا: طريقة إنفاقك للأموال تجعلك سعيدًا أكثر من حيازتها

وفي إحصاءات لعام 2017، انخفض حجم النقد المتداول في السويد إلى أدنى مستوياته منذ عام 1990، كما انخفض إلى ما دون 40% من أعلى قيمة بلغها النقد المتداول في السويد عام 2007.

يثبت ذلك نتائج مسح جاء فيها أن 25% من السويدييين دفعوا أموالًا نقدًا مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا خلال 2017، مقابل 63% خلال 2013.

وتقول تقارير، إنه في ظل التطور التكنولوجي الكبير والانتشار الواسع لبطاقات الائتمان البنكية، يتوقع بعض المختصون السويديون أن تتوقف السويد عن استخدام العملات الورقية في غضون عشر سنوات.

“العملات الورقية ستصبح من ماضي البلاد خلال العشر سنوات القادمة”، قال الأستاذ بالمعهد الملكي السويدي للتكنولوجيا نيكلاس أرفيدسون.

والأمر مماثل في الهند، التي هي أيضًا بصدد التحول عن التعامل بالنقد، فقد منعت الحكومة قبل عام تداول فئات كبيرة من أوراق البنكنوت، كما أسست الحكومة وزارة أوكلتها متابعة التحول اللانقدي.

 

سلاح ذو حدين 

يعدد خبراء إيجابيات لتحول البلدان عن التعامل بالعملة الورقية، يقابلها سلبيات كذلك.

في السويد، أدى انخفاض استخدام العملة الورقية، وفق تقرير بلومبيرغ، إلى انخفاض معدل عمليات السطو والجرائم على البنوك، إذ تراجعت أعداد عمليات السطو على المصارف السويدية من 110 حادثة خلال عام 2008، إلى 16 فقط خلال 2016، لتسجل السويد بذلك أقل عدد في عمليات السطو على البنوك منذ 30 عامًا.

اقرأ أيضًا: هل سيصل العلم إلى إعادة الحياة للأموات عبر التجميد العميق؟

ويرى الخبراء أن هذا التطور في النظام المصرفي السويدي، يعكس اقتصادًا قويًا وراسخًا. في المقابل، فإن ثمة أخطارًا محدقة بالطبقات الفقيرة، جراء هذا التحول المدفوع من قبل سياسات حكومية.

يقول الأستاذ بمعهد “كيه تي إتش” الملكي للتكنولوجيا، خبير أنظمة الدفع في السويد، نيكلاس آرفيدسون إن قطاعات من السكان ربما تجد نفسها غير قادرة على مواكبة هذا التغير، بينهم كبار السن.

كما أن شرائح واسعة من المجتمعات لا تتماشى مع التطور التكنولوجي الحاصل، مما يجعل من عملية البطاقة الإلكترونية صعبة عليه.

 

أرقام متزايدة

في السنوات الماضية، يشهد العالم تزايدًا في انتشار الدفع الرقمي، بنحو 11.2% خلال الفترة بين 2014 و2015، ليصل إلى 433.1 مليار عملية، وفقًا لبيانات أصدرها البنك الدولي.

وعلى صعيد الدول، تتجه دول أوروبية إلى سحب الأوراق النقدية عالية القيمة من الأسواق، فيما تعتزم كوريا الجنوبية وقف العملات المعدنية عام 2020.

اقرأ أيضًا: 5 أمور قد تقودك إلى الرضا والسعادة، فهل تمتلكها؟

وفي هولندا تجاوزت عدد معاملات البطاقات، تلك التي تدفع بالنقد. غير أن سويسرا تعارض التيار السائد، ولا يزال النقد فيها الوسيلة المفضلة للدفع، ومن غير المرجح أن يخسر مركزه هذا في أي وقت قريب.

“لم يأت ما يحل محل النقد حتى الآن، رغم سرعة التطورات التكنولوجية في مجال المدفوعات، بل إن النقد لا يزال خيارًا واسع الاستخدام في سويسرا، حيث يحظى بقبول كبير”، قال رئيس مجلس إدارة البنك الوطني السويسري توماس غوردن.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة