الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
هل تهدف المساعدات الغربية إلى مساعدة الدول الفقيرة حقًا؟
يتعلق الأمر أكثر بتوازن القوى، وليس بعمل الخير!

ترجمة كيو بوست عن ذا كونفيرزيشن
كثيرًا ما يجري طرح موضوع المساعدات الخارجية في النقاشات السياسية الحديثة من قبيل: ما هو القدر الكافي للمساعدات؟ وأين يجب إنفاق المال؟ ومن يحتاجها أكثر؟
وتحدد هذه الأسئلة عادة أولويات الحكومات الغربية في إرسال الأموال إلى الدول الأفقر.
اقرأ أيضًا: كيف تستغل الدول المانحة حاجات الفقراء اقتصاديًا وسياسيًا؟
في مناظرة انتخابية في بريطانيا عام 2017، قال الزعيم السابق لحزب استقلال المملكة المتحدة بول نوتل إنه يرغب في إنفاق 1.4 مليار جنيه إسترليني على الرعاية الاجتماعية في البلاد. وحين سئل عن مصدر التمويل، قال إنه سيأخذ المال من ميزانية المعونة الخارجية التي تكلف البلاد قرابة 13 مليار جنيه إسترليني سنويًا.
وكان رد أحد المناظرين الآخرين بالقول: “هل تريد أخذ المعونة من الدول الفقيرة يا نوتل؟”.
كان من الرائج في ذلك الوقت أن المساعدات الخارجية تعتبر شكلًا من أشكال “الصدقة الحكومية”. وكثيرًا ما تتكررت مثل هذه النقاشات في الدول الغربية حول العالم، خصوصًا فيما يتعلق بقيمة الأموال التي يجب تقديمها إلى الأعمال الخيرية.
ويعتبر بعض الفلاسفة أن المساعدات الخارجية لها غرض أنبل من مجرد العمل الخيري؛ لأنها تركز على مساعدة أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع في الخارج، وفق قيمة أخلاقية عالية.
اقرأ أيضًا: كيف تصعد النخب السياسية على سلم عواطف الناس؟
لكن من وجهة نظر أخرى، هناك من يعتقد أن المساعدات الخارجية تهدف أحيانًا إلى التعاون مع جهات معينة دون غيرها، بهدف عدم تغيير في موازين السلطة داخل الدول الفقيرة.
وهذا يعني أن الهدف الأساسي من تقديم المساعدات قد يكون أحيانًا تحقيق طموحات المانح نفسه. ونعلم جميعًا أن الدول المختلفة لا تقدم دعمًا للمنافسين لأنها لا تريد أن تعزز من قوتهم، وهكذا فهي تتعمد أن تقدم مساعدات لأطراف لا يمكن لها أن تنافس الدولة المانحة.
بهذه الطريقة، لن تغير المنحة الخارجية الدول المسقبلة لها بشكل جذري، ولا تغير من طبيعى الإنتاج الذي تقدمه الدولة الفقيرة. سيظل الأغنياء أغنياء، وسيبقى الفقراء فقراء، حتى بعد تقديم المساعدات. وهكذا، في المجمل، تسعى المساعدات إلى الحفاظ على الوضع الراهن غير العادل. ويتناقض ذلك مع الروايات التي تذكر دائمًا أن المساعدات تهدف إلى توزيع الثروة بين الأغنياء والفقراء، وتحقيق العدل.
من المرجح دائمًا أن تشعر الدول المنحة بالحصول على الامتنان على أفعالها، وهذا ما يدفع كثير من الدول إلى الاستمرار في تقديم المساعدات حتى عندما لا يكون هناك حاجة فعلية لهذه المساعدات.
اقرأ أيضًا: “الطبقة المتوسطة” تجتاح العالم: هل يجعلنا ذلك سعداء أكثر؟
ما يجب الاعتراف به هو أن الدول الاستعمارية هي المسؤولة عن محنة المعدمين في العالم؛ فهي التي تقدم المنح إلى السياسيين الفاسدين في الدول الفقيرة من أجل الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية، إذ تستغل شركات الدولة المانحة عادة أراضي الدول الفقيرة التي تقدم لها المنح، بدون ضمير أو أخلاق.
أما الفقر فيمكن التعامل معه من خلال جمع التبرعات الطوعية من الدول الأخرى، التي لا تقدم أي شروط مقابل ذلك، وبطريقة تسمح بإحداث تغيير في هذه الدول.
المصدر: ذا كونفيرسيشن