الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

هل تقوم منصات التواصل الاجتماعي بإزالة أدلة على جرائم الحرب؟

كيوبوست- ترجمات

جايمس كلايتن

في غضون ثلاثة أشهر فقط أزال تطبيق “تيك توك” 80 مليون مقطع فيديو تم تحميلها من قبل المستخدمين؛ لأنها انتهكت قواعد النشر التي وضعتها. وقالت الشركة “إن الذكاء الاصطناعي والكادر البشري أزالوا بسرعة البرق 94.2% من هذه المقاطع قبل أن يراها أي شخص”. وتشترك وسائل التواصل الاجتماعي في سياساتٍ مشابهة، وتقوم بإزالة آلاف الساعات من المحتوى كل يوم.

ومع اندلاع الحرب في أوكرانيا، بدأ البعض يتساءل عما إذا كانت شركات التكنولوجيا الكبرى تقوم بإزالة لقطاتٍ لجرائم الحرب التي تقع في مناطق الصراع. وقد نشر موقع “بي بي سي” مؤخراً مقالاً يناقش كاتبه جايمس كلايتن سياسة هذه الشركات التي تنتهجها حيال المنشورات المتعلقة بهذه الحرب.

اقرأ أيضاً: على مَن يقع اللوم في أزمة أوكرانيا؟

يشير كلايتن في مطلع مقاله إلى أن شركة “تيك توك” كانت تتمتع بشعبية عالمية كبيرة قبل اندلاع الحرب، ولكن هذه الحرب كانت بمثابة لحظة الحقيقة بالنسبة للمنصة. فقد حققت المقاطع التي تستخدم وسوم “هاشتاغ” أوكرانية ملايين المشاهدات، ولكن هذه المقاطع يمكن أن تكون أجزاء من أدلة يتم استخدامها ذات يوم لملاحقة جرائم الحرب. ولكن هذه المقاطع ربما تخالف قواعد النشر الصارمة التي تفرضها منصات التواصل الاجتماعي بشأن المحتوى المرئي.

يقول مدير برنامج “ويتنس” سام غريغوري إن “تيك توك”، ومنصات التواصل الأخرى، لا تتمتع بالشفافية، ولا أحد يعرف مضمون المقاطع التي أزيلت لأن أحداً لم يشاهدها. وهذا الأمر يشكِّل مشكلة كبيرة.

صورة بالأقمار الاصطناعية تظهر الدمار الذي لحق بمسرح مدينة ماريوبول- بي بي سي

ليست هذه هي المرة الأولى التي تُضطر فيها شركات وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى للتعامل مع أدلة على جرائم حرب محتملة. فقد أثار الصراع السوري مشاكل مماثلة. وقد طالبت منظمة “هيومان رايتس واتش” لسنواتٍ بوضع نظام مركزي للمقاطع المحملة من مناطق النزاعات، ولكن دون جدوى. فالآن لا أحد يعرف أين يتم حفظ المحتوى المحذوف أو مضمون هذا المحتوى. وحتى قبل أوكرانيا، اضطر الذين يحاولون توثيق الفظائع للتعامل مع صعوبات ناتجة عن الاعتدال الزائد عند هذه المنصات.

اقرأ أيضاً: التدخل الروسي في أوكرانيا وأزمة لاجئين جديدة.. هل هي ورقة رابحة في يد بوتين؟

طالبت “هيومن رايتس واتش” بإنشاء خزائن رقمية يتم فيها تخزين المحتوى المحذوف ومراجعته، ليس فقط من قِبل شركات التواصل الاجتماعي، ولكن من قِبل المنظمات غير الحكومية والخبراء القانونين. ولكن هذه الشركات لا ترغب بدعوة الغرباء إلى التدخل في أعمالها.

لكن بعض الشركات تتباين في سياساتها عندما يتعلق الأمر بالمحتوى المرئي العنيف. فمنصة “تيليغرام” كانت حريصة على نشر المقاطع المتعلقة بالصراع في أوكرانيا، وما تم حذفه من منصات “تويتر” و”فيسبوك” لا يزال موجوداً على “تيليغرام”. بالإضافة إلى ذلك، فإن “تيليغرام” لا تقوم بإزالة البيانات الوصفية التي ترافق المحتوى -وهي نوع من المعرف الرقمي الذي يكشف عن مكان ووقت التقاط المحتوى- بينما تقوم منصات “فيسبوك” و”تويتر” بإزالة هذه البيانات المهمة بالنسبة للمحققين.

أحد المباني السكنية التي طالها القصف في مقاطعة دونيتسك بأوكرانيا- بي بي سي

ويندي بيتس؛ مديرة برنامج “آي ويتنس”، التابع لرابطة المحامين الدولية الذي يعمل على جمع الأدلة حول فظائع حقوق الإنسان التي يمكن التحقق منها، تشجِّع الناس على تصوير جرائم الحرب، وتحميلها على تطبيق “آي ويتنس تو أتروسيتيز” للحفاظ على المعلومات في أفضل حالاتها لاستخدامها في المحاكم.

تقول بيتس: “عندما تنتقل مقاطع الفيديو من المصور إلى المحقق إلى المحامي، يمكن أن يضيع أحد الروابط، مما يفقد هذه المقاطع بعض مصداقيتها”. وفي غياب خزانة رقمية واحدة تستخدمها كل شركات التواصل الاجتماعي لتخزين هذه المقاطع يمكن أن تضيع أدلة مهمة إلى الأبد. وفي بعض الحالات، ليس من الواضح ما إذا كانت شركات التواصل الاجتماعي تقوم بتخزين وتوثيق هذه المقاطع أصلاً.

المصدر: بي بي سي

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة