اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةفلسطينيات

هل تعبر تصريحات الفيصل عن الموقف الرسمي السعودي تجاه إسرائيل؟

يقول خبراء إن وجهة نظر الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السابق تعكس وجهة نظر موجودة بالفعل في الداخل الخليجي

كيوبوست

هاجم رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، إسرائيل ووصفها بأنها “قوة استعمارية غربية”، وذلك خلال مشاركته في حوار المنامة في نسخته السادسة عشرة، وبمشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، والذي أعرب خلال حديثه، عبر تقنية الاتصال المرئي، عن أسفه من التصريحات التي تطرق فيها الفيصل إلى عملية تهجير الفلسطينين قسراً وتدمير القرى الفلسطينية.

وقال رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق إن إسرائيل تقدم نفسها باعتبارها دولة صغيرة تعاني تهديداً وجودياً بسبب إحاطتها “بقتلة متعطشين للدماء يرغبون في القضاء عليها”، وفي الوقت نفسه يصرح الإسرائيليون بالرغبة في أن يصبحوا أصدقاء للسعودية. بينما غرد أشكنازي، عبر حسابه على “تويتر”، مؤكداً رفض التصريحات، مضيفاً: “نحن في فجر عصر جديد، عصر السلام”.

أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي عن أسفه تجاه التصريحات

صحيح.. ولكن..

الدكتور محمد آل زلفة

“كلام الأمير تركي صحيح بالفعل”، حسب الدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشوري السعودي السابق، والذي يؤكد لـ”كيوبوست” أن ما ذكره رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، يتوافق مع التاريخ المعروف لإقامة دولة إسرائيل، مشيراً إلى أن “ادعاء المظلومية الإسرائيلية” بسبب التخوف من جيرانها، هو جزء أساسي من أسباب الدعم والتأييد الأوروبي لها.

لكن هذا الكلام لا يخفي حقيقة راسخة بضرورة التعامل معها باعتبارها “واقعاً موجوداً بالفعل”، حسب آل زلفة، الذي يشير أيضاً إلى ضرورة عدم تعطيل حياتنا في المنطقة العربية بداعي تحرير فلسطين؛ ففي الوقت الذي كان يفترض أن تكون فيه سوريا والعراق وغيرهما من البلدان أكثر نمواً، تعرضت إلى التدمير نتيجة المشروع الإيراني الذي يقول إنه ساعٍ لتحرير فلسطين من إسرائيل؛ لكن الواقع يقول إنها أصبحت موجودة ويجب التعامل معها، ويجب في المقابل أن نقوي أنفسنا علمياً وثقافياً كي لا نبقى في خانة الضحية.

اقرأ أيضاً: كيف تخسر إيران أوروبا؟

عوزي ربيع

يعبر خطاب الأمير تركي عن النظرة القديمة في الشرق الأوسط، والذي شهد متغيرات عديدة مؤخراً، حسب عوزي ربيع، مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب، والذي يشدد بدوره، لـ”كيوبوست”، على أن مثل هذه التصريحات تعبر عن الاختلافات الموجودة في الآراء داخل السعودية؛ خصوصاً بين الأجيال التي تتباين وجهات نظرها حول الموضوع.

وأكد ربيع أن مثل هذه التصريحات لن تؤثر كثيراً على التغيرات الجيو-سياسية التي حدثت في المنطقة؛ خصوصاً أن السعودية وغيرها من دول الخليج بدأت في تحويل تفكيرها الاستراتيجي ليكون على القضية الأكثر إلحاحاً بالمنطقة؛ وهي التوسع الإيراني الذي بدأ منذ حرب لبنان في 2006 وامتد إلى أحداث الربيع العربي.

اقرأ أيضاً: تظاهرات العراق.. ساحات حرب على الفساد والتبعية الإيرانية

وأضاف مدير مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا أن إيران استغلت أحداث الربيع العربي لتعزيز وجودها في ليبيا والعراق واليمن.. وغيرها، بجانب التدخل التركي أيضاً في هذه البلاد؛ وهو الأمر الذي شكَّل تهديداً فعلياً للمجتمعات العربية، وفرض متغيرات جديدة يجب التعامل معها، مؤكداً أن هذه التغيرات خلقت واقعاً جديداً بتطبيع العلاقات بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان؛ الأمر الذي يعكس توحيد الجهود نحو مكافحة التوسع الإيراني.

اقرأ أيضاً: إيران تنتقد “الإسلاموفوبيا” وتُصَدِّرها في الوقت نفسه!

غياب الإجماع

د.حنان أبوسكين

مسألة إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول الخليج من الموضوعات التي لا يوجد إجماع بشأنها، حسب الدكتورة حنان أبو سكين، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، والتي تؤكد في تعليقٍ لـ”كيوبوست” أن وجود وجهات نظر عديدة ودعوات للتفكير في الشكل الذي يجب أن تُقام به هذه العلاقات، والضمانات التي ستقدمها إسرائيل للخليج، أمور تدعو إلى المزيد من التأني والتروي وعدم الاندفاع، مع النظر إلى الاعتبارات المختلفة التي تعاملت بها الإمارات وتتسق مع سياستها الخارجية ورؤيتها للسلام في العالم.

تشير أبو سكين إلى أن ما تقوم به إسرائيل من تكرار الاشتباكات مع الفلسطينيين، صعَّب الأمور؛ خصوصاً في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي جددت الحديث عن حل الدولتَين، ومن ثمَّ فإن السعودية تمتلك اليوم ورقة ضغط مرتبطة بفتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين، والمقابل الذي يمكن أن تحصل عليه لتحقيق هذا الأمر، لافتة إلى وجود اضطرابات بالداخل الإسرائيلي تدفع بالبلاد نحو انتخابات مبكرة في الربيع المقبل؛ وهو أمر سيكون له انعكاسات على السياسة الخارجية.

من مراسم توقيع اتفاقية السلام التاريخية بين الإمارات وإسرائيل – وكالات

وعلى الرغم من أن الأمير تركي لم يعد يشغل منصباً رسمياً حالياً؛ فإنه شخصية سياسية مهمة ومرموقة، حسب محمد آل زلفة، الذي يرى أن له آراءه الخاصة تجاه بعض القضايا، وفي قضايا أخرى يعبر عن وجهة نظر السعودية بشكلٍ غير رسمي.

يعتبر عوزي ربيع أن المبادرة الإماراتية بتجميد قرار إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية مقابل تطبيع العلاقات، تعبر عن التصور الجديد في الخليج بأن القضية الفلسطينية يمكن أن تساعد على تقريب وجهات النظر مع إسرائيل؛ خصوصاً مع ربط اتفاقيات التطبيع بالامتيازات التي ستقدمها إسرائيل للفلسطينيين.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال مشاركته في حوار المنامة – وكالات

ويشير عوزي ربيع، في ختام حديثه، إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بأن الرياض لن تطبع العلاقات مع إسرائيل إلا بعد اعتراف باتفاق سلام يمكن تطبيقه مع الفلسطينيين؛ وهو ما يعني أن السعودية ترغب في تنازلات كبيرة من جانب تل أبيب لصالح الفلسطينيين، وهي خطوة تعكس الواقع الجديد للمتغيرات السياسية في الشرق الأوسط.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة