الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةملفات مميزة

هل تشعر أنك الهدف التالي للأعمال الإرهابية؟ إذًا عليك قراءة هذا التقرير

كيف علينا أن نفكر في معنى الإرهاب؟

 كيو بوست – 

الكثير من الأشخاص يخافون بشكل كبير من الهجمات “الإرهابية”، وهذا أمر طبيعي، لكن علينا أن نفكر بالأمر بطريقة عقلانية. وليس معنى ذلك، أن نقلل من خطر هذه الهجمات، أو خطر فقدان أشخاص بريئين جراء تلك الهجمات، كما لا يعني ذلك أن الإرهاب يمكن أن يكون مبررًا. مع ذلك، علينا أن نقف ونفكر كيف يمكننا التأقلم نفسيًا مع هذه الأحداث، خصوصًا أننا سنشهد الكثير من الهجمات مستقبلًا، إذا ما استمر وجود المجموعات المتطرفة في عالمنا.

علينا، قبل كل شيء، أن نكون جاهزين ذهنيًا لفهم ما الذي يعنيه الإرهاب. يشاهد بعض الأشخاص الهجمات الإرهابية عبر التلفاز، ويفرطون في مخاوفهم من الهجمات المستقبلية، وربما يظهر لدى بعضهم كوابيس ليلية، أو أحلام غريبة، أو قد تظهر على بعضهم صفات كراهية الآخرين بدون سبب.

الإرهاب هو سلاح نفسي، أكثر من كونه سلاحًا عسكريًا إستراتيجيًا، من أجل إخضاع وهزيمة العدو. ولكن، كيف علينا أن نفكر به؟

 

هل هو خطر وشيك؟

عادةً ما يشعر أولئك الذين شاهدوا هجمات إرهابية عن قرب، أو كانوا متواجدين في مسرح العملية، بالصدمة. وعادة ما يشعر هؤلاء، بعد مضي شهر على الأكثر، بالعودة إلى الوضع الطبيعي بعيدًا عن تلك الصدمة. هناك مصطلح علمي يسمى “اضطراب الإجهاد الحاد”، يطلق على رد الفعل الذي يلحق الإصابة بالهلع، لكن هذا الاضطراب يختفي بعد شهر أو شهرين من الصدمة ذاتها، ويتحول الشخص إلى مرحلة ما بعد “اضطراب الصدمة”. والطريقة الوحيدة للوصول إلى تلك المرحلة، هي أن يمارس الشخص الأشياء الاعتيادية التي كان يمارسها قبل الصدمة، وبذلك، يتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية تدريجيًا.

علينا أن نفهم أن الأهداف الأساسية للإرهاب هي إخافة الناس، وجعلهم يعتقدون أنهم تحت خطير وشيك، طوال الوقت. لكن هذا ليس حقيقيًا؛ لأن معدل الموت نتيجة الإصابة بمرض سرطان الجلد مثلًا، أكبر بكثير من معدل الوفيات بسبب الهجمات الإرهابية، في أي منطقة من مناطق العالم.

 

أسباب غير منطقية

الاستجابة العقلانية لذلك، هي حساب احتمالية الموت بسبب الهجمات الإرهابية. المشكلة هنا أن الأشخاص عادة ما يبالغون في توقعاتهم في أن يكونوا معرضين للخطر لأسباب غير عقلانية هي:

  • نميل عادة إلى الاعتقاد أن عملية إرهابية ستحدث قريبًا، إذا كنا شهدنا عملية مماثلة في الفترة الأخيرة؛ كلما كان العمل الإرهابي حديثًا أكثر كلما توقعنا أن شيئًا مماثلًا سيحدث خلال الفترة المقبلة.
  • نميل عادة إلى الاعتقاد بأن الخطر وشيك إذا ما كان العمل الإرهابي الأخير دراماتيكيًا، وتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا، خصوصًا إذا كنا نتابع الأخبار بشكل مستمر، لأن الأخبار لا تذكر لنا الكثير عن وفيات سرطان الجلد أو الجلطات القلبية أو حوادث السيارات، التي تتسبب سنويًا بعدد أكبر من الضحايا.
  • لا نشاهد الأحداث الاعتيادية في التلفاز، بدلًا من ذلك، نشاهد الأشياء غير الطبيعية، والصادمة. إن الإعلام لا يتحدث عن 300 مليون شخص لم يتعرضوا لهجمات في أوروبا مثلًا، ولكنه يتحدث عن 40 شخصًا قتلوا في عملية إرهابية.
  • نحن نبالغ في تقدير المخاطر إذا كان المسبب غير مرئي، فنحن لا نتوقع أن نرى إرهابيًا في الشارع، ولكننا لا نبالغ في مخاطر الموت بسبب حوادث السير لأنها تحدث دائمًا، وأمام أعيننا.
  • نبالغ في تقدير المخاطر عندما نعتقد أن النوايا خبيثة. نحن ندرك أن الإرهابيين يكرهوننا ويريدون قتلنا، لكننا لا نكترث للأمراض القاتلة وحوادث السير لأنها تحدث بدون نوايا خبيثة.
  • نبالغ في تقدير المخاطر حين تكون غير مؤكدة، بينما لا نشعر بخطر قطع الشارع، أو خطر التسمم نتيجة الأكل في المطاعم، أو خطر الجلوس إلى جانب شخص يعطس.

 

غير عقلاني

الطريقة المنطقية لتقدير المخاطر هي أن ننظر إلى احتمالية الموت نتيجة حدث ما. الاحتمالية ضعيفة جدًا، مع ذلك نخاف من أن نكون هدفًا لهجمات قادمة لأسباب غير عقلانية.

احتمالية الموت نتيجة عملية إرهابية هي 1 في المليون، لكننا نقول لأنفسنا حين نكون قلقين وخائفين: “نعم، قد أكون أنا هذا الواحد في المليون”، وهذا أمر طبيعي، لكنه بالتأكيد ليس عقلانيًا.

ليس لدى الإرهابيين إلا السلاح النفسي، ولو كان لديهم سلاح حقيقي لاستخدموه في أول فرصة ممكنة. لذلك، يمكن لهم أن يتحولوا إلى أقوياء ومؤثرين –لحظيًا- إذا استطاعوا إخافة الناس، أو الظهور في الأخبار، أو زيادة المخاوف لدى الأفراد. على أية حال، لا يشكل هؤلاء خطرًا وجوديًا على أي أحد، لأنه لا يمكن أن تسقط الدول أو أن تهزم أو تحتل نتيجة أفعال متناثرة هنا وهناك، لكن في لحظة معينة، يصبح المتطرفون في مستوى مكافئ للدول إذا تسرب الخوف إلى قلوب الناس.

الهدف الآخر للجماعات المتطرفة هو تجنيد عناصر جديدة لصالح تنظيماتهم. عبر الهجمات الإرهابية يمكن لشخص يائس ومحطم في مكان ما أن يقول: “نعم يمكنني أن أفعل شيئًا”، حتى لو كان  يدرك أن المطاف سينتهي به مقتولًا في رمال الصحراء.

مع ذلك، ليس من المتوقع أن تنتصر رسائل الإرهابيين المحملة بالكراهية، في حربها الفكرية ضد الشعوب. الإرهاب هو تكتيك إستراتيجي وسياسي، لكن الانتصار عليه يكون عبر سلوك المجتمعات ضده، وكيفية تعاملها معه.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة