الواجهة الرئيسيةترجمات

هل تسيطر الصين على صناعة السيارات في العالم؟

كيوبوست – ترجمات

لا تقدم السيارات في شوارع بكين سوى القليل من الأدلة على أن الصين لديها صناعة سيارات. ويبدو لك أن “رينج روفر” تفوق كلًّا من “هافالز” و”شانغان” و”بي  واي دي”. وفي بعض الأحيان لا ترى سوى “فولكس فاجن” و”تويوتا”. وعندما يمر بك الوقت بطيئًا في شوارع الصين المزدحمة، فمن المؤكد أنه سيكون من الصعب عليك أن تتخيَّل أن وضع صناعة السيارات في البلاد يتوسَّع؛ غير أن الحكومة الصينية لديها خطط لإثبات أنك مخطئ في كلتا الحالتَين.

العلامة التجارية لشانغان

نظرت الحكومة الصينية إلى هذا الإهمال باعتباره عيبًا يمكن علاجه بصناعة محلية جديدة. وفي الثمانينيات سمحت للشركات الأجنبية بتأسيس مشروعات مشتركة مع شركات تديرها الدولة؛ مثل شركتَي “فاو” و”سايك موتورز”؛ حيث حققت هذه الاستراتيجية المشتركة عديدًا من أهدافها.

وقد تحمل السيارات في بكين علامات تجارية أجنبية، لكنها صينية الصنع؛ حيث أنتجت البلاد 23 مليون سيارة العام الماضي، متجاوزة بذلك إجمالي منتجات أوروبا من السيارات، كما وضعت الولايات المتحدة خارج التصنيف تمامًا.

رأس الحربة

ومع وجود نحو 325 مليون سيارة الآن على طرقها، تضم الصين ثماني مدن من أكبر 20 مدينة مكتظة في العالم. وَفقًا لشركة “توم توم” للملاحة؛ خلُص بعض صانعي السيارات المحليين في الصين، البالغ عددهم 70، إلى أن الوقت قد حان للبدء في صنع سيارات أفضل؛ حيث قاموا بتحسين كل من عاملَي الهندسة والتصميم، إذ تتجه بعض الشركات الصينية الآن إلى مصممين غربيين لإنجازه.

وحسب بعض التقديرات، سوف تتجاوز المبيعات المحلية العلامات التجارية الأجنبية بحلول عام 2020، كما تدرس بعض الشركات الصينية الآن خططًا طموحة لتوسيع الصادرات إلى الغرب من العلامات التجارية الجديدة؛ مثل “جيلي” و”جاك” و”وجريت وول”. وفي عام 2018، كشفت شركة “جيلي” عن أنها ضمت 9.7٪ من أصول شركة “دايملر” الألمانية القوية؛ لتضيف إلى حصتها مزيدًا من السيطرة في شركة “فولفو” السويدية، التي تملكها الشركة بالفعل.

اقرأ أيضًا: رغم الفضائح.. صناعة السيارات في ألمانيا تحقق أرقامًا لافتة

وتقوم الحكومة الصينية بصياغة مقترحات لتشجيع الشركات المستقلة الناجحة؛ مثل “جيلي” و”جريت وول” على الاستثمار في الشركات المملوكة للدولة. كما ستقوم بدمج كل من شركات “فاو” و”دونغ فنغ” و”شانغان” المملوكة للدولة. ولا تعتمد خطط الصين لصناعة السيارات، وهي أحد القطاعات العشرة المستهدفة باهتمام خاص في سياسة “صنع في الصين 2025″، من منطلق استخدامها لتجاوز الغرب من حيث الحجم، والسوق المحلية التنافسية بشكل متزايد لرفع مستوى الجودة، ومن ثَمَّ تعتبر السياسة الصناعية رأس الحربة للصين في معركة تجاوز الغرب على الطريق إلى المستقبل.

صدمة كهربائية

توجهت عدة حكومات غربية إلى تحديد المدى الزمني اللازم للتخلص من محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالوقود الأحفوري، وتم تشديد القواعد الخاصة بالانبعاثات في أوروبا؛ حيث قالت بريطانيا وفرنسا إنهما لا تريان أي دور للسيارات التي تعمل عن طريق الاحتراق الداخلي فقط بعد عام 2040. وتعرف شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم أن هذا التحول قادم لا محالة. وقد تأسست شركة “تسلا موتورز” على ذلك الأساس، وهناك الكثير قادم في الطريق؛ مثل “فولكس فاجن”، في حين تتراجع بعض  الشركات الأوروبية والأمريكية واليابانية. ويعتقد بعض مَن يركزون على السوق الشاملة أن ارتفاع تكاليف البطارية يعني أن السيارات الكهربائية لن تكون مربحة لبعض الوقت.

موديلات تيسلا الكهربائية

وتتناسب الاستراتيجية مع نقاط القوة الصناعية الأخرى في الصين، لأنها منتج ضخم للبطاريات وتريد أن تكون الأكبر في العالم، وبالطريقة نفسها التي أصبحت من خلالها المزود المهيمن للوحات الطاقة الشمسية. وتنمو شركات صناعة البطاريات الصينية بسرعة، كما توقع اتفاقيات مع منتجي الليثيوم في جميع أنحاء العالم. وحاليًّا تقوم شركة “كاتيل”، أكبر شركة لتصنيع السيارات في الصين، ببناء مصنع جديد يأتي في المرتبة الثانية بعد مصنع “تسلا” في ولاية نيفادا.

ومقارنة بالسوق المحلية المزدهرة، تظل الصادرات الصينية من السيارات الكهربائية قليلة حتى الآن. لكن شركات صناعة الحافلات لديها تظهر بقوة على الطريق؛ إذ نجد نحو 400000 حافلة كهربائية متداولة حول العالم مصنوعة في الصين. وبينما يتم استخدام معظم ما يتم إنتاجه محليًّا لتخفيف الازدحام والتلوث، تنمو الصادرات على نحو جيد.

ثورة تصاعدية

تعمل الشركات الصينية بشكل جاد على التقنيات الأخرى التي تتطلبها توجهات الأتمتة في صناعة السيارات؛ حيث نجد شركة “روبوسينس”، وهي شركة ناشئة استثمرت فيها شركات عملاقة؛ مثل “علي بابا” و”سايك” و”بايك”، التي تتعاون مع شركات غربية تقوم بتطوير أجهزة استشعار ليدار المتخصصة في قياس محيط السيارة. ويظل الأهم من ذلك هو أن الصين أصبحت رائدة عالميًّا في تكنولوجيا الاتصالات المتنقلة من شبكات الجيل الخامس، والتي من المتوقع أن تكون عاملًا حيويًّا في أتمتة صناعة السيارات.

اقرأ أيضًا: ماذا وراء ذُعر الولايات المتحدة من سيطرة “هواوي” على شبكات الجيل الخامس؟ 

وفي حين يتسم التعاون بين شركات التكنولوجيا وصناع السيارات في الغرب بالقلق، تتعاون شركات التكنولوجيا المهيمنة في الصين بشكل وثيق مع شركات صناعة السيارات المحلية، وبالطبع الشركات الأجنبية. بل إن شركات صناعة السيارات غير الصينية قد بدأت في إجراء اختبارات في المدن الصينية بدلًا من أوروبا وأمريكا؛ لتجنب القواعد المتشددة.

وسوف تواجه شركات صناعة السيارات وعمالقة التكنولوجيا في الصين منافسة شديدة من نظرائهم الغربيين الذين هم في طليعة السباق؛ لخلق مستقبل التنقل في العالم. ولكن إذا فعلت الشركات الصينية ذلك بشكل أسرع وأرخص من منافسيها؛ فلن يمتد دليل وجودها على الطرق الصينية فحسب، بل عبر الطرق السريعة في بقية أنحاء العالم.

المصدر: الإكونوميست

 

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة